حكاية أغنيتين.. الأولى في الكيان الصهيوني تسخر من التطبيع مع دبي.. والثانية من شباب مصري يناصرون فلسطين
كتب – أحمد سلامة
ليست الأغنيات مجرد كلمات تتردد على أنغام الموسيقى، وليست مجرد وسيلة ترفيهية غرضها “تغيير المود” واستبدال الحالة الذهنية والنفسية، لكنها قد تكون أيضًا وسيلة تعبير سياسي، تفضح وتكشف ما حاول البعض فرض الصمت عليه، أو قد تكون هي “الدبلوماسية الحقيقية” التي تعبر عن الشعوب بعيدًا عما تذهب إليه السياسات الرسمية.
خلال الساعات القليلة الماضية، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أغنيتين إحداهما تم تقديمها في برنامج ساخر عبر تلفزيون دولة الاحتلال الإسرائيلي والأخرى من طلاب مصريون يهتفون لفلسطين، ليبقى الوضع الشعبي على ما هو عليه، انتقاد من التطبيع بل وسخرية إسرائيلية منه، ورفض شعبي للتخلي عن القضية الفلسطينية.
الفنانة الكوميدية الإسرائيلية نوعم شوستر سخرت من التطبيع الإسرائيلي العربي، خاصة مع الإمارات، وذلك من خلال أغنية تقول إن إسرائيل حصلت على أموال العرب وأنستهم القضية الفلسطينية.
وسخرت الفنانة، من التطبيع قائلة في أغنيتها التي أدت معظمها باللغة العربية وبثت على قناة “كان” الإسرائيلية: “في بآخر النفق ضيّ .. لو كل العرب زي دبي.. بحبوا (عم يسرائيل حي).. ما رح يرمونا بالميّ.. مفيش أحلى من عرب معهم ملايين.. ونسيوا شعب انتكب.. نسيوا فلسطين”.
وجاء في أغنية الفنانة المعروفة بعدائها للاحتلال: “قالوا تبقى إسرائيل من المي للميّ.. (دبي، دبي، دبي).. أملنا دبي نكوي وعي العرب كيّ.. وزي دبي نيسوا أنه غزة حاصرنا.. لو كل العرب زي دبي”.
لكن تلك الفنانة لها موقف من عدة قضايا هامة وبشكل مناهض للسياسات الإسرائيلية، وسبق أن أعربت شوستير عن تضامنها مع أهالي حي الشيخ الجراح في القدس المحتلة، وكتبت على صفحتها على تويتر: “أنا يهودية إسرائيلية وقلبي مع الشيخ جراح وأهل غزة. الحل الوحيد هو نهاية الاحتلال الوحشي”.
وشوستير ناشطة في مجال الحقوق وتطالب بإنهاء الاحتلال، ولها مشاركات في المؤتمرات الدولية بهذا الخصوص.
وأعادت الأغنية للمطربة اليهودية آلام التطبيع التي أقدمت عليها الإمارات، واندفاعها المستمر في تعزيز الاتفاقيات والتعاون مع الكيان المغتصب والإشادات المستمرة من أعضاء النظام الإماراتي بدولة الاحتلال، حيث قال عمر العلماء وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، إن “إسرائيل شريك مذهل”، مشيرًا إلى ضرورة “فهم الاتجاه الجديد الذي تتخذه الإمارات كدولة من منظور دبلوماسي”.
ووصف الوزير الإماراتي إسرائيل بأنها “مثال رائع لدولة ناشئة” و”بلد يقوم شعبه بإنتاج مخرجات مذهلة”، داعيا إلى الجمع بين التعلم من إسرائيل و”إنشاء مثل هذه الشركات الناشئة من الإمارات التي يمكن أن تتوسع وتصبح عالمية”.
وأضاف في حديث لشبكة “CNN” الأمريكية أن بلاده تطمح لأن تصبح سويسرا الشرق الوسط وأن تكون رائدًا إقليميًا في مجال تطوير التكنولوجيا من حيث جذب الاستثمارات من جميع أنحاء العالم إلى شركات الاقتصاد الرقمي لدى الإمارات.
وقال إن “التحدي الذي نواجهه اليوم هو حجم السوق”، موضحا أن حجم السوق في الإمارات كبير، “لكن ليس بالحجم الذي نريده”.. مؤكدًا أن بلاده لا تتطلع إلى السوق الإقليمية فقط، بل إلى إنشاء شركات عالمية تنطلق من الإمارات وتتوسع إلى بقية العالم.
ومنذ إعلان التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني، بدأ تعاون مشترك متعدد المستويات بين الجانبين، ومؤخرًا أعلنت مجموعة “التداوي” الطبية الإماراتية في دبي عن شراكة مع المركز الطبي الصهيوني “شيبا” بهدف توفير خدمات طبية اسرائيلية متنوعة ومتطورة في الإمارات.
وقالت قناة “i24news” الإسرائيلية إن المشروع المشترك سيجعل المركز الطبي أول مستشفى إسرائيليا يقدم الخدمات الطبية في الإمارات، مضيفة أن المستشفى الإسرائيلي سيتعاون مع المجموعة الصحية الإماراتية “التداوي” من خلال تقديمه علاجات استشارية طبية في المكان أو عن بعد.
ومن المنتظر أن يقوم “التداوي” في دبي بتسويق عيادة مختصة بمرض السكري تقدم خدمات تشخيص سريرية، عن طريق لقاءات مباشرة مع أطباء زوار من مركز “شيبا” الإسرائيلي، والذين سيقومون لاحقا بمتابعة يومية عن بعد باستخدام تكنلوجيا طبية متطورة.
وستقوم كل من “شيبا” و”التداوي” بتوسيع الخدمات الطبية التي يقدمونها مستقبلا، بحيث سيتحول “شيبا” إلى مستشفى فعال تماما، يقوم بتقديم خدماته في الإمارات.
في المقابل، احتفل طلاب مصريون من جامعة الزقازيق، بتخرجهم على أنغام الأغنية الفلسطينية “أنا دمي فلسطيني”، وهم يرفعون الكوفية الفلسطينية.. وهم يرددون أغنية الفنان الفلسطيني محمد عساف “أنا دمي فلسطيني”.
وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو وسط احتفاء وإشادة كبيرة، فيما أكد نشطاء أن فلسطين حاضرة في قلوب المصريين مهما حاول الاحتلال ترويج عكس ذلك بالتطبيع.
وتداولت عدة صفحات “بترحيب”، مقطع فيديو للطلاب، حيث كتبت صفحة “السويس”، “من مصر هنا فلسطين.. طلاب طب الزقازيق يحتفلون بتخرجهم على أنغام أنا دمي فلسطيني، فلسطين المحتلة حاضرة في قلوبنا دائماً، مهما حاول الاحتلال الصهيوني وأعوانه ترويج عكس ذلك بالتطبيع والتشويه الإعلامي.. نقاطع الاحتلال والمتورطين معه في كل مكان”
بينما كتبت صفحة “أجيال” قائلة، “فرحة عارمة..لطلاب كلية الطب في جامعة الزقازيق بمصر يحتفلون بتخرجهم على أنغام (أنا دمي فلسطيني) وبالكوفية التراثية الفلسطينية.. فلسطين المحتلة حاضرة في قلوب الجميع مهما حاول الاحتلال الصهيوني ترويج عكس ذلك بالتطبيع”.
صفحة “غزة الآن”، أعادت نشر مقطع الفيديو وعلقت عليه بالقول “مشهد مهيب من الطلاب المصريين” لتأتي التعليقات الكثيفة تعبر عن رفض التطبيع والترحيب بموقف الطلاب فكتب بدر حلمي يقول “يا الله علي الجمال .. مصريين و دمنا فلسطيني”، فيما قال أحمد محمد “فلسطين قضيتنا كلنا”، وكتب زياد أحمد “هي ليست قضيتكم فقط.. هي قضية كل حر”.