حزب التحالف الشعبي ينعي الراحل حلمي شعراوي: وداعًا المثقف المصري المناضل عاشق إفريقيا
كتب – أحمد سلامة
نعى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الدكتور حلمي شعراوي، خبير الشئون الإفريقية، ومؤسس مركز البحوث العربية والإفريقية، ورئيس لجنة ملتقى تفاعل الثقافات الإفريقية بالمجلس الأعلى للثقافة الذي وافته المنية صباح اليوم، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء.
وقال الحزب في بيان أصدره “ودعنا وودعت مصر اليوم الأستاذ حلمي شعراوي أحد أبنائها الأبرار الذين قاموا بدور بارز في خدمة الوطن والشعب عبر سنوات طويلة، سواءً في المواقع الرسمية أو البحثية والسياسية التي شغلها”.
وأضاف البيان “كان الفقيد رحمه الله شخصية متفردة للغاية في تكوينها ونشاطها الغزير، جمع في التكوين الثقافي بين دراسة الاجتماع والانثربولوجيا في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والآداب واللغات، والتاريخ والنظم السياسية المعاصرة، وتواصل منذ شبابه المبكر مع الحركات السياسية النشطة في ذلك الوقت، وعمل في قمة مؤسسات الدولة وهي مؤسسة الرئاسة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بمكتب شئوون إفريقيا الذي كان داعمًا ومساندًا للشعوب الإفريقية وحركات التحرر بالقارة السمراء”.
وتابع “وفي عام ١٩٦٠ شغل موقع منسق مكاتب التحرير الإفريقية في مصر وكان عددها وقتها ٢٣ مكتبا.. حيث كان الدعم المصري لتلك الحركات أساس نفوذ مصر في القارة الإفريقية، التي ظل قادتها لآخر وقت يتذكرون دور مصر ودور حلمي شعراوي في مساندة قضاياهم وفي استقبال قياداتهم بمصر حتى لقبوه بغمدة الإفريقيين في القاهرة”.
واستكمل البيان “ورغم موقعه كان حلمي شعراوي على تواصل دائم بأصدقائه من القوى اليسارية في ذلك الوقت. وقد كلفه موقفه المتمسك بالثوابت الوطنية الخروج للمعاش مبكرا في سن الثامنة والثلاثين بعد التحولات التي شهدتها السياسة الخارجية في المصرية في عهد السادات بالتحول لكامب ديفيد والتخلي عن الدور الإفريقي الحيوي والتاريخي، ولكنه التزم بمبدأه وساهم في تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية وحركات مناهضة الصهيونية ومعارضة التطبيع”.
واسترسل “كما واصل عمله البحثي والسياسي بشكل أرحب، وأسس مركز البحوث العربية والإفريقية، وكان المعلم لعشرات الدارسين لإفريقيا، حتى لقبه الجميع باسم (مواليمو) أي المعلم .كما ظل وفيا للمسار العربي والقومي لمصر، امتدادا لدوره النضال الطويل الذي تواصل مع أجيال مختلفة حتى ثورة ٢٥ يناير، كان حلمي شعراوي أحد أبرز مؤسسي وقادة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مع القادة التاريخيين لليسار جنبا إلى جنب الجيل اللاحق وأجيال الشباب، وشغل لآخر لحظة موقع مستشار الحزب وعضو مجلس الأمناء”.
وأضاف “وتظل الإسهامات العملية والنظرية لحلمي شعراوي عن إفريقيا وتاريخها وثقافتها مصدرًا مهما للغاية للمصريين للتعامل مع القضايا الإفريقية يتعين الالتفات إليها والاستفادة منها خاصة مع تراجع المكانة الإفريقية لمصر التي أشار لها الراحل الكبير في دراساته ومن أهمها ما سجله فى كتابه (سيرة مصرية إفريقية) والذي اعتبره الدارسون والنقاد سيرة له شخصيا منخرطا في إفريقيا، فتلاحم الجسد الإفريقي مع جسد حلمي ليصبحا جسدا واحدا، وفق تعبير الدكتور أحمد زايد استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة”.
واختتم بيان حزب التحالف بالقول “لعل مصر تنتبه للاستفادة بخبرته وعلمه الوفير عن القارة الإفريقية في هذا الوقت الذي نحتاج فيه لذلك بشدة، خسارتنا وخسارة مصر وإفريقيا برحيله كبيرة.. نسأل الله له الرحمة وللاسرة وكل الأصدقاء والأحباء الصبر والسلوان”.