حريتهم حقهم.. المدون محمد أكسجين يقترب من عامه الثالث في الحبس: ألف يوم خلف القضبان لناقل «الحقائق المجردة».. افتكروه
يقترب المدون محمد إبراهيم، الشهير بـ”محمد أكسجين” من إكمال ثلاث سنوات في السجن منذ القبض عليه في سبتمبر 2019 وحبسه على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019، ثم القضية رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
995 يوما ولا زالت معاناة “أكسجين” مستمرة وسط مطالب مستمرة بإلغاء الحكم الصادر ضده والإفراج عنه.
بدأت معاناة “أكسجين” مع الحبس في 6 أبريل 2018، حيث ألقت قوات الأمن القبض عليه وجرى التحقيق معه في القضية رقم 621 لسنة 2018 بتهمتي الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة.
وظل المدون الشاب رهن الحبس الاحتياطي إلى أن صدر قرار من محكمة الجنايات في جلسة 22 يوليو 2019 بالاستعاضة عن الحبس الاحتياطي بتدبير احترازي، كان يضطر بموجبه إلى التوجه إلى قسم الشرطة مرتين في الأسبوع.
لكن بعد نحو شهرين، وبالتحديد في 21 سبتمبر من العام 2019 ، ألقت قوات الأمن القبض مجددا على محمد إبراهيم عندما حضر في مركز شرطة محلي في القاهرة بالامتثال لإجراءاته الاحترازية، وظل مختفيا إلى أن ظهر بتاريخ 8 أكتوبر 2019 داخل نيابة أمن الدولة العليا، وتم ضمه إلى القضية رقم 1356 لسنة 2019، ووجهت إليه الاتهامات ذاتها، ليبدأ مرحلة جديدة من الحبس الاحتياطي استمرت 14 شهرا، إلى أن صدر قرار من محكمة الجنايات في 3 نوفمبر 2020 بالاستعاضة عن الحبس الاحتياطي بتدبير احترازي.
وبدلا من تنفيذ قرار إخلاء سبيله جرى تدويره على ذمة القضية رقم 855 لسنة 2020، وضمت معه القضية الناشط علاء عبد الفتاح والمحامي الحقوقي محمد الباقر، وتم اتهامهم بنشر أخبار وبيانات كاذبة من شأنها إلحاق الضرر بالبلاد.
وفي أغسطس 2021، كشفت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إقدام المعتقل أكسجين على محاولة انتحار في سجن طرة شديد الحراسة، لكنه أنقذ منها.
وكانت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ قد بدأت في 18 أكتوبر 2021 محاكمة “أكسجين” بجانب الناشط علاء عبد الفتاح والمحامي الحقوقي محمد الباقر، بعد يومين من إحالتهم للمحاكمة بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية وإذاعة ونشر أخبار وبيانات كاذبة داخل البلاد وخارجها. وقضت المحكمة في 20 ديسمبر 2021، حكمها بحبس الناشط السياسي علاء عبد الفتاح 5 سنوات، وأيضا الحكم على محمد الباقر ومحمد أكسجين بالحبس 4 سنوات.
وأشارت “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية” آنذاك، إلى أن محكمة أمن الدولة طوارئ “لم تُمكّن محامي المتهمين الثلاثة من الحصول على صورة رسمية أو ضوئية من أوراق الدعوى، ليقفوا على أدلة الاتهام.. ودحضها”.
وتخرّج أكسجين في الجامعة العمالية، وكان يجمع مواد إعلامية ويعلق عليها عبر مدونته وقناته على يوتيوب “أكسجين مصر”، والتي كان شعارها “نحن نحمل الحقيقة إليك، ونسعى لإثبات الحقائق المجردة لأن هذا ما تقتضيه أمانة الكلمة”.
وكان أكسجين يتناول قضايا عديدة بينها ما قال إنها انتهاكات انتخابية، واختفاء قسري، كما أجرى عدة لقاءات مع شخصيات عامة محسوبة على المعارضة، بينها الأديب علاء الأسواني، والسفير معصوم مرزوق ورجل الأعمال ممدوح حمزة.
وفي فبراير 2022 توفت والدة المدون محمد أكسجين، وأطلق محامون وكتاب ومدونون هاشتاج #خرجوا_اكسجين_يدفن_أمه، مطالبين بالسماح له بوداع أمه وتقبل العزاء فيها، ومطالبين بإنهاء معاناته وجميع المحبوسين على ذمة قضايا رأي.
لكن المحامي نبيه الجنادي، أكد أن أكسجين، رفض الخروج من محبسه للمشاركة في عزاء والدته التي رحلت خلال تواجده بالسجن.
وقال الجنادي يوم وفاة والدة المدون الشاب: “في نهاية اليوم المؤلم على محمد أكسجين، مهم نوضح أكثر من نقطة، ده طبعًا بعد الشكر لكُل حد حاول يتدخل للسماح لمحمد إنه يخرج يودع والدته، وشكر طبعًا لكُل المتضامنين، أكسجين مخرجش النهارده عزاء والدته لأنه رفض إنه يخرج، بعد مافي مأمورية راحتله لنقله، وده اللي هينقلنا للكلام في إن قد أيه محمد يائس من كُل شئ”.
وأضاف: “لو رجعنا كام شهر هنلاقي إن محمد رفض التحقيق معاه في نيابة أمن الدولة، ومن فترة قريبة محمد حاول الانتحار وادارة السجن لحقته في آخر لحظة”.
وتابع المحامي الحقوقي: “مهم كمان نقول إن قد أيه ظرف مؤلم وقاسي بإنه ممنوع من الزيارة، ممنوع من رؤية أسرته ووالدته من وقت إيداعه في سجن طرة شديد الحراسة (2)، وإن وقت مايتسمحله بالزيارة تبقي عشان يدفن والدته اللي محروم من رؤيتها منذ عامين تقريبًا!، قد إيه هو يوم صعب ومؤلم بالنسبة لمحمد وأسرته، ولينا كلنا”.
واختتم الجنادي: “مفيش حاجة في إيدينا غير الدعاء له بان ربنا يصبره ويصبر أسرته، ونتمني في فرج قريب ينهي المأساة دي، ومرة تانية من اسرة اكسجين شكرًا لكُل المتضامنين، شكرًا لكُل التدخلات، شكرًا للاستجابة”.
وكانت والدة المدون محمد أكسجين، قد ذكرت قبل وفاتها – في مقطع فيديو لها يعود للعام 2018 – أنها لا تريد سوى الإفراج عن نجلها ومن مثله، لافتة إلى أنه “معملش حاجه غلط”، مشددة على أن ما يقوم به من أجل بلده ومن أجل “الغلابة”.