حريتها حقها.. هالة فهمي قصة إعلامية حملت كفنها على الهواء وهاجمت مرسي والإخوان وانتقدت الفساد في عهد مبارك
كتبت: ليلى فريد
مازالت الإعلامية هالة فهمي رهن الحبس الاحتياطي، وسط مطالبات مستمرة بالإفراج عنها، الإعلامية طالبت مؤخرًا، بعرضها على طبيبي أعصاب وعظام حتى لو على نفقتها الشخصية، وتقدم الدفاع للمحكمة بطلب مكتوب لعرضها على الأطباء المختصين.
وخلال الأيام الماضية، قررت محكمة الجنايات (الدائرة الثالثة جنايات إرهاب)، تجديد حبس الإعلامية السابقة بماسبيرو، هالة فهمي، لمدة 45 يومًا، على ذمة التحقيقات في القضية رقم 441 لسنة 2022 (حصر نيابة أمن الدولة العليا).
وكانت قوة أمنية في 24 أبريل من العام الماضي، القبض على الإعلامية هالة فهمي. وبعد أيام من الاختفاء والمطالبة بالإعلان عن مكان احتجازها وإخلاء سبيلها، ظهرت فهمي أمام نيابة أمن الدولة العليا.
النيابة حققت مع هالة في القضية 441 لسنة 2022، ووجهت لها اتهامات بالانضمام لجماعة محظورة، ونشر أخبار كاذبة، وقررت حبسها احتياطيا على ذمة التحقيقات، حسبما نقل محامون.
في نهاية فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، تم إيقاف هالة فهمي عن العمل بالتليفزيون، كما تم توقيف البرنامج الذي تقدمه، بسبب انتقادها لسياسة الرئيس، والتحدث عن الفساد داخل الدولة، وتم تحويلها للتحقيق الذي أسفر عن إيقافها لمدة 4 سنوات، لكنها عادت لعملها بعد ثورة 25 يناير.
وقبل سنوات حملت هالة كفنًا على الهواء أثناء فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي الذي هاجمت سياسته وجماعته، مما تسبب في قطع الإرسال عنها خلال عملها.
ففي خطوة مفاجئة، ظهرت مقدمة برنامج “الضمير” على القناة الثانية، وهى تحمل كفنها، لتهاجم سياسة محمد مرسي والإخوان، وتؤكد أنها مستعدة لبذل حياتها حفاظًا على الحرية التى كفلتها ثورة 25 يناير، قبل أن يتم قطع الإرسال عنها فوراً، بعد ذلك تم وقف البرنامج لجأت الإعلامية للقضاء، وواصلت هجومها على جماعة الإخوان.
وقال خالد علي، المحامي الحقوقي في تصريحات سابقة إن أول جلسة تحقيق مع هالة فهمي كانت الأحد 24 أبريل بنيابة أمن الدولة، ولم يحضر معها أي من المحامين، لأننا لم نعلم بالقبض عليها أو التحقيق معها.
وتابع علي في تصريح: “في جلسة استكمال التحقيق معها بالنيابة وشاهدها زملائى المحامين وطلبت منهم إبلاغي بضرورة الحضور فذهبت لها فوراً”.
وأضاف: “عندما دخلت لغرفة التحقيق قبل وصولى رفضت الإدلاء بأي أقوال إلا في حضوري فقررت النيابة تأجيل التحقيق لباكر، وتمكنت من مقابلتها والاطمئنان عليها لكن النيابة كانت قد أجلت جلسة التحقيق، وهي محبوسة 15 يومًا على ذمة تحقيقات القضية 441 لسنة 2022 حصر أمن دولة”.
وقال المحامي الحقوقي: في اليوم التالي واجهت النيابة هالة فهمي بفيديو للغير “قامت بتشييره (مشاركته) على صفحتها ومضمون الفيديو يشتمل على أحاديث حول الاستثمارات الإماراتية وما أثير بشأن شراء بعض الأصول”. ووجهت النيابة لها تهم مشاركة جماعة إرهابية (إثارية) فى تحقيق أغراضها، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، ونشر بداخل البلاد وخارجها أخبار وإشاعات وبيانات كاذبة.
وتابع: أن هالة فهمي ذكرت أن قوة الضبط أخذت منها مفاتيح شقتها وثلاثة تليفونات ومبلغ 12 ألف جنيه، ولا تعلم هل تم إثبات ذلك بمحضر الضبط من عدمه.
ودافعت الإعلامية عن نفسها بتحقيقات نيابة أمن الدولة، قائلة: “تاريخي مرئي ومسموع علي مدار 35 سنة، وتاريخي كافي للرد على التهم المُلفقة، واللي حصل معايا هو الإرهاب”، بحسب ما ذكر المحامي الحقوقي، نبيه الجنيدي.
وفي وقت سابق دخلت هالة فهمي في إضراب عن الطعام بسبب سوء معاملتها في السجن، بحسب ما كشف – آنذاك – نبيه الجنادي.
وطالبت مؤسسة حرية الفكر والتعبير، بالإفراج فورا ودون قيد أو شرط عن الإعلامية بالتلفزيون المصري هالة فهمي، وحفظ التحقيقات معها، إضافة لوقف كافة أشكال التنكيل التي تتعرض لها ومحاسبة كل من تورط فيها.
وذكرت المؤسسة في بيان لها، أنه على الهيئة الوطنية للإعلام ضمان عودة فهمي إلى عملها دون مضايقة أو تعسف.
وقالت “حرية الفكر” إن واقعة حبس الإعلامية هالة فهمي تمثل انتهاكًا صارخًا للحق في حرية الصحافة والإعلام، وكذلك لحق الموظف العام في حرية التعبير، وهي الحقوق التي كفلها الدستور المصري بشكل صريح، ونصت عليها المعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر.
وأضافت “حرية الفكر” أن الواقعة تبرز كذلك استمرار الممارسات الأمنية التي تنتهك الدستور بشكل فج ودون رادع، خصوصا مع استمرار إفلات مرتكبي هذه الانتهاكات من العقاب.
أيضا، عبّرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عن قلقها من مسار التحقيقات مع الإعلامية هالة فهمي.
يذكر أن الإعلامية هالة فهمي، كبير مقدمي برامج بدرجة مدير عام بالتلفزيون المصري، وكانت تقدم برنامجا أسبوعيا اسمه “الضمير” مساء كل ثلاثاء على شاشة القناة المصرية، واشتهرت خلال العام 2013 بعد خروجها على الهواء مباشرة فى برنامجها وهى تحمل كفنها على يدها وقت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهجومها الحاد على وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود. وقضت فهمي حتى كتابة هذه السطور 308 أيام خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي.