حبس وتدوير وعائلات تدفع الثمن: عام على حبس سولافة وحسام ومحمد صلاح.. وخالد لازال ينتظر أمه المسافرة: تعالى بسرعة
حكاية 3 أصدقاء مع الحبس والتدوير وأحلام الخروج والاتهامات المكررة.. يا صلاح يا سولافة يا حسام: وحشتونا
سولافة تحصل على جائزة الشجاعة والحبس يمنعها من استلامها.. وصلاح إخلاء سبيل بلا تنفيذ وتدوير يجمعه بصديقيه مرة أخرى
خالد ابن الستة أعوام، لم يعرف مصير والديه ولم يبق له إلا الحرمان فيما لا يزال ينتظر عودتهما من سفر طال ولا تعرف جدته متى ينتهي
آخر رسائل خالد لوالدته: نفسي تيجي من السفر يا ماما.. وجدته: خالد زعلان والكدبة بتكبر يوم ورا يوم أنا باموت في اليوم ألف مرة
تغريد زهران : أنا تعبانه يا سولافة علشان انتوا بعاد.. تعبانه علشان خالد وسؤاله عنكم كل شوية.. بحبك يا بنت عمري
كتب- درب
عام يمر على حبس الزميلة الصحفية سولافة مجدي وزوجها المصور الصحفي حسام الصياد وصديقهما محمد صلاح ولا زال حبسهم مستمرا، رغم اختلاف الوضع القانوني لكل منهم، بين افراج وتدوير، لصلاح، وتدوير مع استمرار الحبس على قضيتين لسولافة والحبس على ذمة القضية الأولى لحسام، على الجانب الآخر يوجد طفل هو خالد ابن سولافة وحسام لم يعرف مصير والديه، ولم يبق له إلا الحرمان، فيما لا يزال ينتظر عودتهما من سفر، طال ولا تعرف جدته متى ينتهي، لا يملك إلا الوحشة وإرسال الرسائل لهما من وقت لآخر أن يعودا، ليشاركاه أيامه وتفاصيله الصغيرة كعمره بعد أن سأم الغياب.
“كفايه كده يا سولافه انتي بتشوفي غلاوتك عندي.. أنا بموت في اليوم الف مرة، بكرة بيبقالك سنه يا بنتي غايبه عننا، ليه ده كله، سنه من عمرك وعمر حسام وخالد انا بقيت مرعوبة ومقهورة وخايفة يجرالي حاجة وانتي بعيده عني، خوفي يا ماما على خالد، خالد زعلان مني بيتهمني اني بكذب عليه وبيقولي انتي قلتي لي راح يرجعوا قبل ما أروح، سنه تانيه والكذبه بتكبر يوم ورا يوم غصب عني يا بنتي بشكيلك” هذه جاءت رسالة والدة الزميلة الصحفية سولافة مجدي لها لترسم شكل معاناة عائلات الصحفيين الثلاثة خلال عام من الغياب .
الحكاية بدأت بحبس الاصدقاء الثلاثة على ذمة القضية 448 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، وفيم تم إخلاء محمد صلاح، فإنه قبل ان يرى الشارع تم تدويره على ذمة قضية جديدة، هي القضية 855 لسنة 2020، أما سولافة فرغم استمرار حبسها على ذمة القضية القديمة، إلا أن من قرروا اعتقالها في المرة الأولى وشخص ما يدير الأمور على هواه فقط، رأى أن تلحق بصديقها على ذمة القضية الجديدة ليبق وضعها محبوسة على ذمة قضيتين، أما حسام فرغم أنه لم يلحق برفيقة عمره وصديقه إلا أن وضعه كمعتقل رأي لم يتغير، تغيرت التوصيفات وبقي الحبس يطارد الأصدقاء الثلاثةـ أما الاتهامات فلم تتغير رغم اختلاف ارقام القضايا.
كان حسام الصياد قد تم القبض عليه برفقة زوجته الصحفية سولافة مجدي، وصديقهما المحاسب محمد صلاح مساء يوم 26 نوفمبر 2019 من أحد مقاهي الدقي، وفي اليوم التالي تم إحالتهم للنيابة التي أصدرت قرارا بحبسهم احتياطيا، على ذمة القضية 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والتي تضم عددا من الصحفيين ونشطاء حقوق إنسان والسياسيين، ومنذ ذلك الحين يتم التجديد لها باستمرار.
ووجهت نيابة أمن الدولة العليا، للمتهمين في القضية المعروفة إعلاميا باسم «فخ اصطياد المعارضين»، اتهامات وفق قانون الإرهاب بنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، وأخيرا إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي.
جائزة وآمال وقهر يستمر
وبعد 6 اشهر من الاعتقال، كانت سولافة على موعد مع تقدير أتى من الخارج فيما استمر حبسها حيث أعلنت مؤسسة الإعلام النسائية الدولية (IWMF) يوم الأربعاء، 20 مايو عن فوزها، مع 3 صحفيات من الصين وفنلندا وسوريا، بجائزة “الشجاعة الصحفية السنوية” في عامها الثلاثين.
وقالت إليسا ليز مونيوز، المديرة التنفيذية لمنتدى الإعلام الدولي، في وصف سولافة ورفيقاتها “يذكرنا الفائزون بجائزة الشجاعة في الصحافة هذا العام أن أولئك اللاتي يروين أهم القصص الحيوية في العالم، مهما كانت المخاطر، هن بطلاتنا الحقيقيات، نهنئ سولافة وجيسكا ويقين وهوجا على أعمالهن الرائعة وشجاعتهن غير المألوفة”.
ووصفت المؤسسة سولافة، بأنها “صحفية وسائط متعددة مصرية، غطت تقاريرها التحول السياسي والاضطرابات الاجتماعية في مصر، وحقوق الأقليات والمرأة، وقضايا التعليم، وحقوق الإنسان، واللاجئين، والتحرش الجنسي في المجتمع المصري.
صلاح .. افراج لم يتم وتدوير
وبينما جاءت الجائزة لتتجدد الآمال بخروج سولافة ولو بمنطق رعاية طفلها الذي تركته وحيدا، ورغم تقديم محاميها خالد علي للعديد من الطلبات يطالب فيها بإطلاق سراح حسام الصياد وسلافة مجدي أو أحدهما من أجل رعاية طفلهما الصغير، وذلك استناداً إلى مواد قانون الطفل المصري، إلا أن الاصدقاء الثلاثة كانوا على موعد مع مفاجآت ضاعفت ألمهم النفسي ومعاناة حبسهم.
ففيما قررت محكمة الجنايات القاهرة، يوم 21 يوليو 2020 إخلاء سبيله بتدابير احترازية على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، بعد ثمانية أشهر من الحبس، إلا ان صلاح الذي استبشر محاموه بعدم استئناف النيابة على القرار ظل رهن الحبس في قسم الشرطة التابع له لأكثر من شهر، حتى تم تدويره على ذمة قضية جديدة قبل ان يتم تنفيذ قرار إخلاء سبيله
ففي نهاية أغسطس الماضي فوجئ المحامون بظهور صلاح في نيابة أمن الدولة، والتحقيق معه على ذمة القضية رقم 855 لسنة 202، وهي نفس القضية التي تم تدوير الزميلة سولافة عليها، ليتم حبس صلاح مرة أخرى بنفس الاتهامات السابقة التي أخلت المحكمة سبيله عليها وهي الانضمام إلى جماعة إرهابية وتمويل تلك الجماعة، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة باستخدام حساب على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وهكذا استمر حبس صلاح لعام كامل، حتى الان ، وكان صلاح قد نجا من القبض عليه يوم اعتقال صديقتهم الرابعة إسراء عبد الفتاح في أكتوبر 2019، وظل يدون عن واقعة الاعتقال ويطالب بالإفراج عنها، حتى تم اعتقاله بعدها بأسابيع قليلة ليواجه نفس الاتهامات على نفس القضية..
سولافة تدوير رغم استمرار الحبس
مصير صلاح مع التدوير تكرر مع سولافة، رغم عدم إخلاء سبيلها، ففي 30 أغسطس الماضي، فوجئت سولافة بالتحقيق معها من قبل نيابة أمن الدولة العليا، على ذمة قضية رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
ووجهت سولافة باتهامات مشابهة بالقضية القديمة وهي، مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، نشر أخبار وبيانات كاذبة، ولكن مع إضافة تهمة جديدة في القضية وهي الاشتراك مع آخرين من داخل السجن لإجراء عمل جنائي.
العائلات تدفع الثمن
جانب آخر من الثمن دفعته عائلاتهم، فخلال عام من الحبس لم يعلم خالد نجل حسام وسولافة الذي يعيش مع جدته أنهما في السجن، ولا زال يظن أنهما مسافران، فيما لا تزال الجدة تنتظرهما ليشاركا طفلهما تفاصيل حياته.
وعبرت تغريد زهران والدة سولافة في رسالتها قبل الأخيرة إلى ابنتها في 8 نوفمبر الحالي عن بالغ حزنها وحزن طفلهما خالد الذي تقول إنه “فوجئ في يوم من الأيام أنكم مسافرين، ولكن السفر طال جدا”.
وقالت الأم: “اشتقتلكم اد الدنيامش عارفه اقولكم ازاي انه انتو كل دنيتي ومش عايزه اقولكم الدنيا عملت بيا ايه بغيابك ومش عايزه افتكر انه كام كم يوم بيصيرلكم سنه بعاد عن خالد الي فجأه صحي من النوم وقلتلو انكم مسافرين بس السفره طولت طولت عليه وعليه كتير لغاية امتى هتفضلي مسافرين
الحزن ألم قلبي وغير ملامحي وبعدكم تعب خالد تعبه جدا انتو عارفين انا اول مره عايزه اعترفلكم، انه الحياه قاسيه على وعليكم والدنيا والظروف غيرت ناس كتير، ما كنتش عارفه انه ده هيحصل، مع العلم انا عايشه برضا ربنا علي ما خلنيش محتاجه حد وبحمد ربنا انه خالد بردو ما احتاج لحد”
خالد : نفسي تيجي من السفر يا ماما..
وعبر درب وجه خالد نجل سولافة وحسام رسالة ضمن حملة بعنوان “افتكروهم واكتبوا عنهم”، للتركيز على أوضاع الصحفيين المعتقلين بسبب ممارستهم مهام عملهم لهما قائلا: ” إزيك يا ماما عاملة إيه، وحشتيني أوي أوي أوي، أخبارك إيه أنتي كويسة”، وأضاف: “كان نفسي تيجي من السفر علشان تشوفيني وأنا رايح سنة تانية، متتأخريش يلا تعالي بسرعة، أنا بحبك أوي أوي أوي”، مرفقا رسالته بصورة رسما لنفسه مع والديه.
وبينما يمر العام لا تزال رسائل والدة سولافة تروي حكاية 3 أصدقاء مع الحبس والمعاناة “أنا لازم اقولك انتي نور عيني اللي مش عايزاه ينطفي انتي عارفه يا حبيبتي يوم ٢٦ ده كان أسوأ يوم بحياتي، انا فاكرة اليوم ده كنتي كل نص ساعه تكلميني بالتليفون وكنتي كل ما تكلميني أحس بحاجة غريبة مش قادرة افسرها وآخر مكالمة كانت الساعه سبعة ونص، والساعة عشرة لقيت الناس كلها بتكلمني”
وتصف الأم حالها في انتظار ابنتها “لغايه دلوقتي بقوم مفزوعه من نغمه التلفون نفسي ارجع اسمع صوتك زي الأول كل ساعة، انا عارفه بدوشك يا حبيبتي، وعارفه انك حاسة بيا، كل ما ازورك تقوليلي انتي تعبانه واقولك لأ، تقوليلي انا بحس بيكي.. انا تعبانه يا سولافة علشان انتوا بعاد تعبانه علشان خالد وسؤاله عنكم كل شوية، بحبك يا بنت عمري”.