جورج فلويد.. من هو «العملاق اللطيف» الذي أشعل مقتله الاحتجاجات في المدن الأمريكية؟
كتبت- كريستين صفوان ووكالات
كان معروفا لدى أصدقائه باسم «بيج فلويد»، كما كان يعرف أيضا باسم «العملاق اللطيف» الذي كان يحاول تغيير حياته!.. إنه جورج فلويد، الرجل الأمريكي الأسمر الذي مات خنقا عندما وضع ضابط شرطة في مدينة مينيابوليس، في ولاية مينيسوتا الأميركية، ركبته على عنق فلويد.
جورج فلويد الذي توفي عن عمر ناهز 46 عاما، ولد في ولاية كارولينا الشمالية، بأحد أحياء المدينة ذات الغالبية السوداء، وعاش شبابه في مدينة هيوستن بولاية تكساس، لكنه بعد إطلاق سراحه من السجن انتقل إلى مينيابوليس قبل عدة سنوات للعثور على عمل، وفقا لصديق عمره كريستوفر هاريس، بحسب ما نقل موقع «سكاي نيوز».
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن هاريس قوله إن فلويد كان يعاني من نفس المصير الذي عانى منه ملايين الأمريكيين خلال جائحة كورونا.. «عاطل عن العمل ويبحث عن وظيفة جديدة».
وأشار هاريس إلى أن فلويد حينما انتقل إلى مينيابوليس من مسقط رأسه هيوستن قبل عدة سنوات على أمل العثور على عمل وبدء حياة جديدة، حيث قال: «كان يتطلع إلى البدء من جديد، بداية جديدة.. لقد كان سعيدًا بالتغيير الذي قام به». لكنه فقد وظيفته كحارس في مطعم عندما أصدر حاكم ولاية مينيسوتا أمرًا بالبقاء في المنزل بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وكان جورج فلويد معروفا لدى أصدقائه باسم «بيج فلويد» أو «فلويد الكبير»، وكان أبا لابنة تبلغ من العمر 6 سنوات، تعيش في مدينة هيوستن مع والدتها، روكسي واشنطن، والتي تحدثت لصحيفة «هيوستن كرونيكل»، قائلة إن جورج كان أبا جيدا عندما كانا يعيشان سويا ويربيان ابنتهما جيانا معا.
من جانبها، وصفت كورتيني روس، وهي صديقة «العملاق اللطيف»، وفاة فلويد بـ«الفاجعة»، وقالت لصحيفة «ستار تريبيون» إن «الاستيقاظ هذا الصباح لرؤية مينيابوليس تحترق سيكون شيئا من شأنه أن يدمر فلويد، لقد أحب المدينة. جاء إلى هنا وظلّ فيها من أجل الناس والبحث عن فرصة في الحياة».
كذلك كان فلويد رياضيا موهوبا برع بشكل خاص في كرة القدم والسلة في المدرسة، وفقا لما ذكره موقع شبكة سكاي نيوز» البريطاني، والذي نقل عن أحد زملاء فلويد السابقين، وهو دونيل كوبر، قوله إنه كان لديه «شخصية هادئة وروح لطيفة». فيما قال صديق عمره كريستوفر هاريس إن فلويد «كان نجم كرة القدم» في فترة المراهقة، لافتا إلى أنه كان يلقب من العديد بـ«العملاق اللطيف».
ووفقا لأم ابنته روكسي واشنطن، فإن جورج فلويد لم يتمكن من إكمال دراسته وانضم إلى فرقة «هيب هوب»، وبعد فشله في العثور على عمل في هيوستن، غادر المدينة إلى مينيابوليس. وهناك كان يعمل في وظيفتين، إحداها كسائق شاحنة والأخرى كحارس أمن في مطعم جنوب أميركي يدعى «كونغا لاتين بيسترو»، حيث كان يحظى بإشادة الزبائن ومنهم جيسي زيندياس والتي قالت في منشور لها على «فيسبوك» إن فلويد كان يحب أن يعانق الزبائن المنتظمين للمطعم”، وأضافت أنه «سيكون غاضبا إذا لم تتوقف لتحيته لأنه كان يحب الجميع بصدق، ويرغب في استمتاعهم بالمكان».
وبدورها قالت بريدجيت، شقيقة فلويد، على موقع التبرعات الذي خصص بعد وفاة فلويد على الإنترنت إنه كان محبا للخير حيث كان يبدي استعداده ليقدم ملابسه التي يرتديها لأي محتاج، على حد وصفها.
قال صاحب الحانة الصغيرة جوفاني تونستروم إن جورج فلويد كان «دائما مرح» يرقص بشدة ليضحك الناس. وأضاف: «حاولت أن أعلمه كيفية الرقص لأنه يحب الموسيقى اللاتينية ، لكنني لم أستطع ذلك لأنه كان طويلًا جدًا بالنسبة لي».
ووفقا للوثائق القضائية، فقد اتُهم فلويد في عام 2007 بالسطو المسلح بعد محاولته «اقتحام منزل»، وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بعد صفقة مع الادعاء بالإقرار بالذنب في عام 2009.
وفي مقطع فيديو نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فلويد وهو يندد بالعنف المسلح ويقول: «من الواضح أن جيلنا الشاب قد ضاع».
وأكدت مالكة سابقة لحانة «إل نويفو روديو» في مينيابوليس أن فلويد والشرطي الذي قتله ديريك شوفين كانا يعملان كحراس أمن في المكان ذاته في نفس الوقت.
وذكرت مايا سانتاماريا لمحطة «كاي أس تي بي» التلفزيونية أن ضابط الشرطة ديريك شوفين كان يعمل خارج النادي الليلي، ولا يعلم بالتحديد ما إذا كان الاثنان يعرفان بعضهما البعض، ولكن كانت هناك أوقات عندما كانا يعملان في الليلة ذاتها. وأشارت إلى أن شوفين كان يبالغ بردة فعله في كثير من الأحيان مع المثيرين للمشاكل في المكان، ويستخدم رذاذ الفلفل مع الناس، قائلة إنه «كان سريع الغضب».
يذكر أن السلطات في مدينة منيابوليس الأمريكية قد وجهت تهمة القتل لأحد أفراد شرطة المدينة بعد أن ظهر في تسجيل مصور وهو يضغط بركبته على عنق رجل أسود أعزل مما تسبب في وفاته، في واقعة أطلقت شرارة احتجاجات عنيفة على مدى أربع ليال.
وبعد يوم من الواقعة، ألقت السلطات القبض على الشرطي ديريك تشوفين بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد لتسببه في وفاة جورج فلويد (46 عاما) يوم الاثنين. وقد أقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه شاركوا في الواقعة.
وفي لقطات مصورة التقطها أحد المارة بهاتفه المحمول وانتشرت على الإنترنت على نطاق واسع، ظهر الشرطي وهو يضغط بركبته على رقبة فلويد الذي كان يحاول التنفس ويتأوه قائلا من فضلك، لا أستطيع التنفس» في حين تجمع حشد من المارة وصاحوا في وجه أفراد الشرطة لتركه وشأنه.
وبعد عدة دقائق بدا فلويد بلا حراك ثم أعلنت وفاته لاحقا في أحد المستشفيات.
وأشعل المقطع المصور فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في منيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري المستمر في نظام العدالة الجنائية الأمريكي، وفقا لرويترز.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الإمريكية أن المظاهرات في أتلانتا تحولت إلى حالة من العنف أسفرت عن تحطيم واجهة مقر الشبكة الرئيسي في المدينة، إثر مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين.
وتحطمت نوافذ العديد من سيارات الشرطة قرب المقر الرئيسي لـ«سي إن إن» في أتلانتا بولاية جوروجيا، تزامنا مع المظاهرات المنددة بمقتل «فلويد». وأظهرت لقطات حية لحظة اندلاع النار في سيارة قرب مبنى «سي إن إن»، فيما وصف مراسل الشبكة نيك فالنسيا المشهد على الأرض، قائلا إن 7 متظاهرين على الأقل ألقي القبض عليهم.
وقالت تقارير في وسائل إعلام أمريكية إن البيت الأبيض خضع لإجراءات غلق بعد تجمع عدد من المتظاهرين حوله. لكن شبكة «سي إن إن» أفادت السبت أنه قد أُعيد فتح أبواب البيت الأبيض، بعد إغلاقها لوقت قصير مع وصول مظاهرات احتجاجية ضد قتل شرطي للأمريكي الأسود جورج فلويد، إلى محيطه.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تحدث مع أسرة فلويد وأعرب لهم عن بالغ أسفه لما حدث.
ووجه المدعون في مقاطعة هينبين الاتهامات للشرطي بعد ليلة ثالثة من الحرق والنهب والتخريب أضرم فيها المحتجون النار في مركز للشرطة مما استدعى نشر الحرس الوطني للمساعدة في إعادة النظام في أكبر مدن ولاية مينيسوتا.