جدل تعديل المناهج بسوريا.. وزير التعليم الجديد يوجه بحذف “النشيد الوطني” و”تطور الدماغ” واستبدال “الضالين” بـ”اليهود والنصارى” 

استبدال “حرب تشرين التحريرية” بحرب 1973.. وإزالة الإشارات إلى شهداء مقاومة الاحتلال العثماني  

حذف تاريخ الآراميين والكنعانيين وقانون حموارابي واعتبار زنوبيا شخصية خيالية، وحذف محتوى يتعلق بشجاعة سوريات والمساواة بين الجنسين 

أثار إعلان وزارة التربية السورية إجراء تعديلات جذرية على المناهج الدراسية للعام الدراسي 2025، جدلا واسعا، حيث شملت حذف وإعادة صياغة محتويات متعددة في مختلف المواد التعليمية، وهو ما بررت الوزارة بأنه يهدف إلى إزالة أي محتوى يُمجد النظام السابق، وتعزيز القيم الوطنية والدينية بصورة جديدة. 

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=990604459760096&id=100064316544313&__cft__[0]=AZWvTrLEs1TudJSa9mkF2WYb7FFA1_NLwLh5ycL23lzHCwAyYfU0F5MQYE6xc2QZ3jwWQTex7tOdpU_l0xjYN1EIQJZrQGUmKZJJGwlgsTb147uBBBaiypaMyC32w5uyjJUydncDf7hwILBeglS5OakU5lhMkEo6QxujVQXZHCuMP28X3Lwj1_VydVVzbluZ1pQ&__tn__=%2CO%2CP-R

 ففي مادة التربية الوطنية، تم إلغاء المادة بالكامل، نظرًا لاحتوائها على معلومات تعزز دعاية النظام السابق.  

أما في مادة التربية الدينية، فقد حُذفت الأحاديث النبوية ذات الإسناد الضعيف، واستُبدلت بأحاديث صحيحة. كما استُبدلت عبارات مثل “الدفاع عن الوطن” بـ”في سبيل الله”، و”طريق الخير” بـ”طريق الإسلام”. تم أيضًا تغيير بعض العبارات لتعزيز القيم الدينية، مثل استبدال “علي كرم الله وجهه” بـ”علي رضي الله عنه”. 

وفي مادة التربية الدينية للصف الأول استُبدلت عبارات “المغضوب عليهم” و”الضالين” و”ابتعدوا عن طريق الخير” إلى “اليهود والنصارى”، واستبدلت عبارة “طريق الخير” بعبارة “طريق الإسلام”. 

في مادة التاريخ، حُذفت الفقرات المتعلقة بـ”حرب تشرين التحريرية”، واستُبدلت بتسمية “حرب 1973″، كما تم إزالة الإشارات إلى “شهداء السادس من أيار 1916” المرتبطة بالعهد العثماني، وحذف الفقرات التي تتناول “الآلهة والرموز غير الدينية” في الميثولوجيا القديمة.  

كما تم حذف تاريخ الآراميين والكنعانيين، واعتبار الملكة زنوبيا شخصية خيالية، وتم حذف محتوى يتعلق بشجاعة سوريات والمساواة بين الجنسين، وحذف ما يتعلق بتطور القانون وفق شريعة حامورابي. 

وفي مادة العلوم، حُذفت وحدة “أصل وتطور الحياة” من منهج الصف الثالث الثانوي، وإزالة فقرة “تطور الدماغ” بالكامل من أحد الدروس. 

ففي مادة اللغة الإنجليزية، خضعت المناهج لتعديلات شاملة، تضمنت حذف نصوص كاملة وإعادة صياغة أخرى، بالإضافة إلى إزالة صور منحوتات وتماثيل من الكتب في عدة صفوف.  

أما في مادة الفلسفة، حُذف درس “الفكر الفلسفي الصيني” من منهج الصف الأول الثانوي، وتمت إزالة نصوص متعددة وإعادة صياغة أخرى لتعزيز التفكير النقدي. في مادة اللغة العربية، حُذف نص النشيد الوطني “حماة الديار” من المناهج، وإزالة نصوص كانت تروج للنظام السابق، واستبدالها بأعمال أدبية وشعرية أكثر حيادية.  

وفي مادة الجغرافيا، حُذفت أسماء مواقع أو معالم ارتبطت بالنظام السابق، مع التركيز على الوحدة الوطنية وتنوع الطبيعة السورية. 

أثارت هذه التعديلات جدلاً واسعًا بين الأوساط التعليمية والمجتمعية، حيث يرى البعض أنها خطوة نحو تحديث المناهج وتحريرها من التوجهات السياسية السابقة، بينما يعتبرها آخرون محاولة لفرض رؤى جديدة قد تؤثر على الهوية الثقافية والتعليمية للطلاب.  

في ظل هذا الجدل، أوضح وزير التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية السورية الجديدة، نذير القادري، أن المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها الحالي، وأنه سيتم تشكيل لجان اختصاصية لدراسة أي تعديلات مستقبلية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *