تقارير: شركات شحن تترقب إشارات لزيادة حركة المرور عبر قناة السويس تحاشيا لهجمات البحر الأحمر وخليج عدن

وكالات

تتجنب بعض شركات الشحن البحري السفر عبر الشرق الأوسط، وتترقب أي إشارة على زيادة حركة المرور عبر قناة السويس، في ظل ارتفاع عدد الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن بالآونة الأخيرة، مع تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان سلامة أطقم العاملين، بحسب وكالة “إس أند بي جلوبال”.

وعززت الوكالة رؤيتها بحديث ديفيد لوسلي، الأمين العام لمجلس “بيمكو” (Bimco)، وهي منظمة لقطاع الشحن البحري، في 10 ديسمبر، على هامش قمة “تشكيل مستقبل الشحن البحري”، التي أقيمت بمتحف المستقبل في دبي، حيث قال إن بعض شركات الشحن تتحاشى المنطقة تماماً؛ وتفضل السفر حول أفريقيا عوضاً عن ذلك، ما يطيل مدة رحلتها بنحو أسبوعين، ويزيد الانبعاثات الناجمة عنها.

وزادت المخاطر على الشحن البحري في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، التي يمر عبرها نحو 10% من التدفقات العالمية من النفط المنقول بحراً، في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس، بعدما أعرب الحوثيون المدعومون من إيران، في اليمن عن دعمهم للفلسطينيين.

وتعرضت مجموعة كبيرة من السفن التجارية، تشمل حاملات سيارات وناقلات نفط وناقلات بضائع جافة، لهجمات الحوثيين، ما دفع القوات البحرية وخفر السواحل إلى إصدار تحذيرات بشأن الحاجة الواضحة إلى الأمن. وسبب ذلك ارتفاع أسعار الشحن عبر الناقلات في المنطقة، فضلاً عن معدلات التأمين، لكن التغيير الأكبر كان تغيير مسار السفن، بحسب لوسلي.

وكان أحدث هذه الهجمات في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، عندما تعرضت ناقلة نفط تجارية لهجوم بصاروخ “كروز” أطلق من منطقة يمنية يسيطر عليها “الحوثيون” قرب باب المندب، ما تسبب في وقوع أضرار ونشوب حريق بالسفينة، وتبنى الحوثيون الهجوم.

وأُتخذ إجراء آخر لضمان سلامة الأطقم العاملة عبر زيادة عدد المراقبين، تحسباً لهجوم يُشن عبر المروحيات، كما جرى في أحد الحوادث. وقال لوسلي: “لا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص على سطح تلك السفن، ومع حجمها الكبير، توجد مساحة واسعة لهبوط المروحيات”، وفق “إس أند بي”.

وتصدر “هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية” (UK Maritime Trade Operations) إنذارات دورية تحذر السفن، وقتما تصلها تحذيرات بشأن تحرك نظم جوية غير مأهولة أو طائرات بدون طيار في المنطقة.

في غضون ذلك، تترقب شركات الشحن ظهور أي دليل على ازدحام أكبر في قناة السويس، التي يمر عبرها 19 ألف سفينة سنوياً.

في حوار بقمة الشحن البحري في 10 ديسمبر، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “إم آي إس سي غروب” (MISC Group) الماليزية، القبطان راجالينغام سوبرامنيام، إن تأثير الهجمات على قناة السويس سيمثل مصدر قلق للكل، “(القناة) لم تتأثر على حد علمنا. المصدر الرئيسي للقلق لا يُفترض أن يكون الازدحام، بل أمن وسلامة موظفينا. يجب أن تُعطى الأولوية لحق المرور السالم، وهذا ما يجب على الكل حمايته”.

قبل تصريح سوبرامانيام، قال باد دار، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة “إم إس سي ميديترينيان شيبينغ” (MSC Mediterranean Shipping)، المختص بالسياسة البحرية والشؤون الحكومية، لـ”إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايت” (S&P Gobal Commodity Insights) في 9 ديسمبر: “نراقب الوضع عن كثب. ونركز بشكل خاص على طبيعة أحدث الهجمات التي قد تكون- أو لا تكون- لها علاقة مباشرة بما نعتبرها الأهداف المقصودة. لا شك أنها ستؤثر بدرجة ما، مع الاعتبارات التشغيلية الحالية لقناة السويس، على مستقبل شبكات (الشحن)”.

عند سؤاله عما إذا كان بمقدور شركات الشحن تجنب منطقة الشرق الأوسط أم لا، أجاب دار: “هناك بعض الخطوات التي يمكن لشركات الشحن اتخاذها من الناحية التشغيلية، اعتماداً على مكاني المُرسل والمستلم. لكن توجد بعض الأماكن لا تمكن خدمتها إلا عبر طريق واحد، مثل باب المندب، ما قد يمثل استثناءً. قدر المرونة التي قد تملكها يعتمد في الحقيقة على التجارة التي تعمل بها”.

وقال إن “مدى تأثير الهجمات على التأمين البحري ما يزال غير محسوم. علينا مراقبة ذلك في الفترة المقبلة”، وتشغل “إم إس سي” 800 سفينة و5 طائرات لنقل الشحنات عبر أكثر من 300 مسار و520 ميناء للتوقف المؤقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *