تفاصيل مؤتمر الأليزيه| ماكرون: إشراك المجتمع المدني وسيلة لمكافحة الإرهاب.. ولدينا قائمة بأسماء ناشطين وصحفيين محبوسين بمصر تكلمت مع الرئيس عنها
السيسي: تصويرنا على أننا قادة شرسين ومستبدين لا يليق بالدولة المصرية.. ولدينا 55 ألف جمعية مجتمع مدني كم منها اشتكى من عدم تمكينه من العمل؟
السيسي: الإعداد لأول استراتيجية شاملة لحقوق الإنسان.. وأنا مطالب بحماية 100 مليون مواطن
صحفي مصري يطالب ماكرون بالاعتذار عن الرسوم الكاريكاتورية.. والرئيس الفرنسي: صدمة الرسوم لا تعادل العنف والقانون يكفل حرية التعبير
السيسي: لا يجب أن نعطي القيم الإنسانية وضعا أكبر من الدينية.. وماكرون: لا شيء أسمى من الإنسان.. ولا نحتكم للاهوت
درب
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن إشراك المجتمع المدني النشط أحد أهم السبل في مكافحة الإرهاب، موضحا أن باريس أشادت بإطلاق سراح المسؤولين الثلاثة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، كما أن لديها قائمة بأسماء نشطاء وصحفيين آخرين بينهم رامي شعث ، تحدثت مع الرئيس عنهم ونأمل في إطلاق سراحهم، فيما رد في الوقت ذاته على المطالبات بوضع التقدم في ملف حقوق الانسان للتعاون كشرط للتعاون الاقتصادي والعسكري على مصر مؤكدا أن بلاده لن تضع شروطًا للتعاون مع مصر والشراكة معها أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأضاف ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، في قصر الأليزيه ببارس، اليوم الإثنين: “شراكتنا مع مصر أكثر أهمية من أي وقت مضى، كما أننا ملتزمون بالتعاون العسكري والتقني المثالي مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب، وعلى البلدين التعايش مع الظاهرة”.
ورد السيسي على سؤال من راديو فرنسا الدولي، بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر قائلا: “اهتمامكم بالقضية وكأننا قادة شرسين مستبدين، لا يليق أن تقدموا الدولة المصرية به، لا بأس بالحديث عن ذلك، لكن ليس من المقبول تقديم الدولة المصرية بهذه الطريقة، فقد مضى وقت طويل كانت فيه الحكومة تضطهد شعبها، الذي أثبت أنه لا يمكن سحقه”.
وأضاف: “”لدينا في 55 ألف جمعية مجتمع مدني و100 مليون مصر، فكم منهم اشتكى من عدم تمكينه من العمل بسهولة ويسر”، وتابع: “نحن مطالبون بحماية دولة من تنظيم متطرف ظل في مصر من 90 سنة، أنا مطالب بحماية 100 مليون مواطن من مصير ليبيا والعراق وسوريا واليمن ولبنان وأفغانستان وباكستان، ليس عندنا ما نخاف أو نحرج منه، نحن نبني في ظروف منتهي القسوة والاضطراب”.
وردا على سؤال صحفي مصري بشأن أزمة الرسوم الكاريكاتورية، جاء فيه ” إذا كنا نتحدث عن حقوق الإنسان اعتقد أن حقوق الإنسان في مرتبة أعلى وهى المقدسات.. لم نسمع من فرنسا اعتذار عن الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟”، أوضح ماكرون إن الصدمة التي أحدثتها الرسوم لا تساوي بأي حال من الأحوال أي عمل من أعمال العنف، موضحا أن السؤال يتعلق بوجهة نظر الدين وليس حقوق الإنسان، فالكاريكاتور ليس رسالة من فرنسا للمسلمين، بل يعبر عن الفنان، وهذا التعبير يكفله القانون، وتابع: “عندما يكون الرد عنيفًا، فهذا غير مقبول” وقال ماكرون ” المسألة ليست حقوق الإنسان ولكن كيف يرى الدين بعض الأمور، أود أن تفهموا ما حدث، في فرنسا هناك حرية صحافة، الصحفى في فرنسا يرسم أو يكتب ما يريد، ولا يوجد أي رئيس أو هيئة تقول له ماذا يكتب، وهذا حول الحال منذ الثورة الفرنسية ومنذ الجمهورية الفرنسية، وهذا جزء من حقوق الإنسان”.
وتابع ” علينا أن ندرك أن هذا القانون الذى اختاره الشعب الفرنسي، هذا قانون الشعب الفرنسي، هذه الرسوم والمقالات التي تصدمكم ليست صادرة عن السلطات الفرنسية أو عن الرئيس الفرنسى، ولا تعتبروه استفزازا من السلطات، ولكنها تصدر من صحفى أو مصور، وهناك من يرد عليها بهدوء، علينا الرد عليها بسلام، ولكن عندما يشرع العنف ضد من يرسم الرسوم فى هذه الحالة نختلف في الرأي، لن نقبل السماح بالعنف بحق كلمة أو رسم، مرفوض تماما إضفاء شرعية العنف ضد من يرسم أو يكتب”.
وعلق الرئيس السيسي أن أي عنف غير مبرر، وهو ما أوضحه الأزهر الشريف، وأن الإنسان حر في اعتناق أي دين ورفض أي شيء، ولكن من المهم أنه بينما نعبر عن آرائنا، لا نعطي القيم الإنسانية الأولوية على القيم الدينية، ليرد ماكرون قائلا: ” لا يمكن لنا أن نقر بأن القيم الدينية أعلى من الإنسانية، هذا يعني أننا سنحكم بالدين واللاهوت حكما ثيوقراطيا، وعلى الصعيد الدولي القيم ليست مؤطرة بالدين، في السياسة لا مكان للدين، وقيمنا روح الأنوار والثورة الفرنسية التي تقول إن لا شئ أسمي من الإنسان، وهي تعلي كل ما هو إنساني على كل شئ”.
كما أعلن الرئيس الفرنسي أنه ناقش مع السيسي الوضع في شرق المتوسط، في ظل التوتر القائم، وأوضح أنه تم التأكيد على رفض الوضع الحالي في شرق المتوسط، وانتهاك بعض الدول للقانون الدولي.
واتهم ماكرون قوى إقليمية باستخدام ليبيا مسرحا للنفوذ، مؤكدا إصرارا بلاده على وقف إطلاق النار هناك، والتنسيق مع كل الشركاء لدعم الحوار السياسي فى ليبيا.
وتابع ماكرون: “نعول على دور مصري للحل فى ليبيا، ونود أن ننسق مع الحلفاء الأوروبيين وفي المنطقة لإنجاح الحوار السياسي في ليبيا لتحقيق استقرار سياسي”.
من جهته، قال السيسي إن محادثات الطرفين اتسمت بالصراحة والشفافية وتطابق وجهات النظر حول عديد من الملفات، مؤكدا أن مصر تعمل على تحقيق التوازن بين حفظ الأمن وحقوق الإنسان، حيث يجري الإعداد لأول استراتيجية شاملة لحقوق الإنسان في البلاد.
وكشف السيسي، في السياق ذاته عن اتفاقه مع ماكرون، على أهمية العمل المشترك لزيادة الاستثمارات الفرنسية والاستفادة من المشروعات القومية، مع استعراض سبل التعاون في المجال العسكري.
i love this recommended article