تطورات سد النهضة| جولة مفاوضات جديدة اليوم .. والري: لا تقدم ولا تراجع.. ومشاورات روسية لإقناع إثيوبيا بتسوية النزاع
محمود هاشم
تستكمل اليوم الاثنين، المفاوضات التي تخوضها مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق، بعد تجميع مقترحات الدول الثلاث، واختيار عضو فني وقانوني ممثل لكل دولة.
ومن المقرر رفع التقرير النهائي إلى جنوب إفريقيا، الرئيسة الحالية للاتحاد الإفريقي، يوم الجمعة المقبل، بحسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الري ، محمد السباعي، الذي أكد أنه لا يمكن الحديث عن حدوث تقدم أو تراجع في المفاوضات، لأن “كل ما حدث صياغة مقترحات الدول الثلاث”، حسب تعبيره.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإثيوبي، جيدو أندارجاتشو، إن إثيوبيا بحاجة إلى بناء السد وعليها أن تعكس الواقعية حول استخدام نهر النيل.
وأضاف الوزير، خلال اجتماع عبر الإنترنت مساء أمس الأحد، أن بلاده يمكنها توليد ما يصل إلى 30 ألف ميجاوات من طاقة كهرومائية من نهر النيل، مضيفًا أن “هذه الإمكانات الهائلة ستمكن البلاد في توصيل الكهرباء إلى جميع الشعوب الإثيوبية، وتوسيع المجمعات الصناعية، وخلق فرص عمل إلى جانب تحسين الخدمات”، حسب ما نقلت عنه تقارير إخبارية.
كما رفض الحديث بشأن هيمنة أديس أبابا على استخدام مياه النيل، مؤكدا أن دول المنبع هي مصدر كل مياه النيل تقريبًا، وأشار إلى ضرورة الاستخدام العادل والمنصف للمياه لجميع الدول المشاطئة لنهر النيل، بحسب قوله.
وأكد السفير الروسي بالقاهرة، جيورجي بوريسينكو، أن روسيا تحاول إقناع إثيوبيا بتسوية النزاع بشأن سد النهضة سلميا بدون إلحاق الأذى بجيرانها.
وقال السفير في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط: “وزير الخارجية الروسى، سيرجي لافروف، أرسل مناشدات متكررة إلى شركائنا الإثيوبيين يطالبهم فيها بالالتزام بالمفاوضات الجارية والتوصل مع مصر والسودان إلى اتفاق ثلاثي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة”.
وشدد على أنه من “المستحيل تغيير الجغرافيا، ولذلك يتعين على دول حوض النيل أن تتعايش، اليوم وغدا وبعد 100 عام، ومن الضروري أن تكون قادرة على حل جميع الأمور بروح حسن الجوار”.
وأوضح تفهم روسيا للمعنى الاستراتيجي لنهر النيل بالنسبة لمصر وشعبها، وقال أيضا: “نحن نعترف بحق إثيوبيا في تطوير اقتصادها، بما في ذلك قطاع الطاقة”.
كما حذرت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية السودانية من أن محطة الخرطوم ستسجل غدا الثلاثاء 17.30 مترا متجاوزا أعلى رقم سجلته في سبتمبر من العام الماضي بـ4 سنتيمرات.
وقالت اللجنة في بيانها اليومي إنها ظلت تتابع موقف الفيضان بالبلاد من خلال محطات الرصد الأرضية وصور الأقمار الإصطناعية بالهضبة الأثيوبية والسودان، موضحة أن متوسط الأمطار في أعلى حوض النيل الأزرق في أيام 21 و22 و23 أغسطس كانت 17 و10 و15 ملم على التوالي مما يؤدي لزيادة في وارد محطة الديم عند الحدود السودانية – الأثيوبية ليوم غد الثلاثاء، ليكون الوارد في حدود 675 مليون متر مكعب.
بينما كان متوسط الأمطار في حوض العطبراوي في يومي 22 و23 أغسطس 15 و13 ملم على التوالي مما يؤدي أيضا إلى إرتفاع في مناسيب أعالي نهر عطبرة في اليومين القادمين.
ودعت لجنة الفيضانات الجهات المختصة والمواطنين إتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، وأودت الفيضانات التي شهدتها بعض مناطق السودان الأيام الأخيرة بحياة 72 شخصا، ودمرت 17063 مسكنا و129 مبنى عاما بشكل كامل.