تطبيع وسرقة للتراث الفلسطيني؟ استياء من استضافة قناة إماراتية حاخاما صهيونيا للحديث عن “المطبخ الإسرائيلي” (فيديو)
أثارت استضافة برنامج نكهة إكسبو، المٌذاع على قناة تليفزيون دبي الإماراتي، الطاهي الإسرائيلي ليفي دوشمان، الحاخام الأول في الإمارات، ومؤسس جمعية حاخامات الدول الإسلامية، استياء واسعا على أوساط التواصل الاجتماعي، خاصة بعد توقيع أبو ظبي وتل أبيب اتفاقية التطبيع، وسط مطالبات بوقف الترويج للانتحال الإسرائيلي للمطبخ التراثي الفلسطيني.
وعلى الرغم من مرور ما يقارب 3 أسابيع على استضافة دوشمان، زعيم الجالية اليهودية في الإمارات، في فقرة بعنوان “المطبخ الإسرائيلي يضم أطباق للسكان الأصليين”، إلا أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، واصلوا تداول مقطع فيديو للحلقة، بالكثير من التعليقات الرافضة للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي.
تحدث دوشمان عن أن المطبخ الإسرائيلي يعد مزيجا من المطابخ العربية التي جلبها اليهود القادمين إلى الأراضي المحتلة، فضلا عن اليهود القادمين من أوروبا الشرقية.
في أثناء الحلقة، ظهرت صور لعدد من الأطباق التي نقلتها القناة على أنها إسرائيلية، إلا أنها من الأطباق الفلسطينية الأصلية، ومن بينها: ومن ضمنها الحمص والتبولة والفريكة، دون إشارة أو تعليق من المذيعة عن أصل هذه الأكلات.
كانت قناة الظفرة الإماراتية استضافت دوشمان في وقت سابق، حيث تحدث عن إقامته في الدولة الخليجية طوال 7 سنوات حتى الآن، والتسهيلات التي توفرها للجالية اليهودية هناك، حيث تضم مدرسة يهودية ومطعم يهودي وكثير من النماذج التي تساعد على التعايش في المجتمع، بحسب تعبيره.
كما استضافت الإمارات دوشمان في عدد من اللقاءات، من بينها ندوة بعنوان “نشر ثقافة التسامح في العالم”.
وتعد سرقة التراث الفلسطيني جزء من انتهاكات الحركة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، إلا أن الشعب الفلسطيني واصل معركة النضال للدفاع عن إرثه التاريخي، حيث صدر العديد من الكتب والدراسات لضحد الافتراءات الصهيونية، خاصة المتعلقة بالمطبخ الفلسطيني.
في عام 2017، أصدرت الفلسطينية المقدسية المقيمة في الولايات المتحدة ريم قسيس، كتاب الطاولة الفلسطينية The Palestinian Table، لتسليط الضوء على انتحال أطباق الطعام الفلسطينية في ما يسمى “المطبخ الإسرائيلي”.
ونشرت قسيس مقالا في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ريم قسيس يسلط الضوء على أسباب اعتراض الفلسطينيين على مصطلح “طعام إسرائيلي”، مؤكدة أن نسبة الأكلات الفلسطينية للإسرائيليين تترتب عليه أضرار بالتراث والهوية الفلسطينية.
تقول ريم إنه كما هو الحال بالنسبة للعديد من الفلسطينيين ، يصعب ابتلاع مصطلح “المطبخ الإسرائيلي”، موضحة أن الأمر ليس له علاقة بإنكار التنوع الثقافي، لكن الانتشار الثقافي يختلف عن الاستيلاء الثقافي.
وأضافت أن الانتشار هو نتيجة وجود أشخاص من ثقافات مختلفة يعيشون في أماكن قريبة ويتفاعلون مع بعضهم البعض أو يتعلمون منهم، أما من ناحية أخرى، يعتمد الانتحال الثقافي على الاستغلال وما يترتب عليه من محو للحقائق، يليه الإنكار المتعمد لها، والطعام هو تعبير عن التاريخ والثقافة والتقاليد، ومن هذا المنطلق، فإن تقديم أطباق فلسطينية الأصل على أنها “إسرائيلية” لا ينفي فقط المساهمة الفلسطينية في المطبخ الإسرائيلي، ولكنه يمحو تاريخنا ووجودنا.