تشييع جثمان عصام عبد الله الصحفي في وكالة رويترز.. وتقارير: 10 صحفيين استشهدوا برصاص الاحتلال خلال العدوان الأخير
كتب: وكالات
شيّع في بلدة الخيام جنوب لبنان، جثمان الصحفي في وكالة رويترز عصام عبد الله، الذي استشهد بقصف للاحتلال الإسرائيلي على بلدة علما الشعب.
وحملت السلطات اللبنانية، إسرائيل مسؤولية قتل الصحفي عبد الله بقذيفة صاروخية أصابت أيضا إعلاميين آخرين بجروح، الجمعة، في جنوب لبنان.
وأدانت منظمة “مراسلون بلا حدود” استهداف “غارة إسرائيلية” لصحفيين، واصفة ما حصل بـ”الجريمة البشعة”.
وكانت مجموعة الصحفيين من وكالتي رويترز وفرانس برس وقناة الجزيرة في محيط بلدة علما الشعب الحدودية لتغطية قصف الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة، عندما استهدفتهم غارة إسرائيلية.
وقال الجيش اللبناني في بيان “أطلق العدو الإسرائيلي (…) قذيفة صاروخية أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي، ما أدّى إلى استشهاد المصور عصام عبد الله”.
وأسفر القصف أيضًا عن إصابة آخرين بينهم مصورا وكالة فرانس برس ديلان كولنز وكريستينا عاصي، والصحفية كارمن جوخدار والمصور إيلي براخيا من قناة الجزيرة، وثائر السوداني وماهر نازح من رويترز.
وأظهرت مشاهد التقطها مصور فرانس برس ديلان كولنز الذي أصيب بشظايا قذيفة ما بدا أنه برق مصدره الموقع العسكري الإسرائيلي مباشرة قبل أن يطاول القصف الصحفيين.
وروى كولنز “كنا نصوّر تصاعد الدخان الناتج عن قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف تلة أمامنا. كنا نقف في منطقة مفتوحة نرتدي الدرع والخوذة المخصصة للصحافة”.
وأضاف “لم يكن هناك أي تحرك عسكري في محيطنا”، موضحًا: “تعرضنا لضربة مباشرة في ما بدا لنا قصفا من الجهة الإسرائيلية”.
وتابع “رأيت زميلتي كريستينا عاصي ملقية على الأرض مصابة بجروح خطيرة في رجليها”. وأثناء محاولته إسعافها، “تعرضنا لضربة مرة أخرى”.
وقال كولنز إن ما حصل هو “غارتان بشكل مباشر في المنطقة ذاتها”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصوّر لها في المكان أن “صواريخ أطلقت من جهة إسرائيل”.
وطلبت وزارة الخارجية اللبنانية من بعثتها لدى الأمم المتحدة في نيويورك “تقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي عن قتل إسرائيل المتعمد” لعبدالله وإصابة الصحفيين الآخرين، وما اعتبرته “اعتداء صارخا وجريمة موصوفة على حرية الرأي والصحافة وحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”.
والجمعة، أعلنت وكالة رويترز في بيان “بحزن شديد” استشهاد عبد الله، موضحة أنها “تعمل على جمع المعلومات” حول الملابسات.
ونقلت عن فاطمة عبدالله، والدة عصام، قولها “قتلت إسرائيل ابني عمدًا. كانوا جميعًا يرتدون ملابس الصحفيين، وكانت كلمة +صحافة+ واضحة للعيان، ولا يمكن لإسرائيل إنكار هذه الجريمة”.
وقال رئيس مجلس إدارة فرانس برس فابريس فريس “من الضروري بذل كل الجهود للتحقق من كيفية استهداف مجموعة من الصحفيين المحددين بوضوح والمعتمدين حسب الأصول بهذه الطريقة. نحضّ السلطات المعنية على عدم الاكتفاء بمجرّد +الفحص+، بل إجراء تحقيق معمّق وتقديم إجابات موثّقة بشكل جيّد وواضحة وشفافة”.
وقال المدير العام للأخبار في فرانس برس فيل شتويند “نشعر بحزن بالغ إزاء مقتل وإصابة مجموعة من الصحفيين الذين كان يمكن التعرف عليهم بوضوح بأنهم كذلك، أثناء قيامهم بعملهم”، وحملت قناة “الجزيرة” إسرائيل المسؤولية.
ومن غرفتها في المستشفى، قال جوخدار من قناة الجزيرة لفرانس برس “ما حدث هو استهداف إسرائيلي مباشر لنا”، مضيفة “كنا على تلة في منطقة مفتوحة تماماً، لم تكن هناك أي مواقع (عسكرية) قربنا”.
وتحدثت جوخدار أيضا عن ضربتين. وروت “ضربت الغارة الأولى، ركضت باتجاه سيارتنا ثم فكرت أنه لا يجب أن أقف قربها، فركضت لأبتعد عنها، فضربت الغارة الثانية”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “تعازيه العميقة” لعائلة عبدالله. ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى إجراء تحقيق “لتحديد ما حدث بالضبط”.
ومنذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن 10 صحفيين فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرين.