تذكرة تبلع الراتب| متضررون من زيادات المترو يروون لـ«درب»: تكلفة باهظة تقتطع من أرزاقنا.. ومستوى الخدمة متدني
صحفي: 40% من راتبي سيضيع في المواصلات الـ4 التي استقلها يوميا من منزلي لعملي خاصة بعد زيادة أسعار المترو
مواطن لـ.«درب.»: اعمل في وظيفتين واستقل المترو 4 إلى 5 مرات يوميا.. أعمل أية في الزيادات دي كلها؟
محامي من مستخدمي المترو: أي زيادة في الأسعار لا يأتي مع زيادة في الدخل.. أكيد هتأثر بالسلب
كتب- إسلام عز الدين
«القشة التي قسمت ظهر البعير».. عبارة عبرت عن أزمة ثابت عبد الغفار، بعد قرار زيادة أسعار تذاكر المترو بنسب تراوحت بين 40 إلى 65%، وهو القرار الذي جاء كالصاعقة على قلوب المداومين على ركوب المترو.
كان ثابت عبدالغفار، الذي يعمل صحفيا في أحد المواقع الإخبارية، ينفق من راتبه الشهري على المواصلات نحو 35 بالمئة، لكن مع زيادة أسعار تذاكر المترو، يؤكد أن ما يقرب من 40% من الراتب سيضيع لهذا السبب.
ويحكي عبد الغفار لـ«درب» رحلته اليومية من وإلى العمل، حيث يدفع في المواصلة الأولى 3 جنيهات، وفي الثانية التي تصل به إلى الجيزة 8 جنيهات، ومنها يستقل مترو الأنفاق إلى محطة أرض المعارض بتذكرة كان ثمنها 7 جنيهات، والآن أصبحت بـ10 جنيهات، ثم يستقل «مواصلة» رابعة بـ2 جنيه، بحسب ما ذكر لدرب.
«بصرف على الشغل»
يقول عبد الغفار الذي يصرف ما يزيد عن 800 جنيه شهريا على المواصلات «فيه تأثير كبير هيكون بعد الزيادة دي، ولو رايح مشوار تاني هيكون تأثير مضاعف، أنا كده بصرف على الشغل».
كان وزير النقل، كامل الوزير، أعلن يوم الأحد 16 أغسطس الجاري زيادة تذاكر مترو الأنفاق، بعد ساعات من تصريحات لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، شدد فيها على ضرورة تحصيل ما وصفها بـ«مصاريف التشغيل»، ليترواح سعر التذكرة من 5 إلى 10 جنيهات إذا كانت الرحلة قاصرة على استقلال محطات الخطين الأول والثاني، فيما تتراوح من 7 إلى 12 جنيها في حال تضمنت الرحلة استقلال محطات بالخط الثالث.
حيلة شوقي تصدم بالزيادة الجديدة
يستقل أحمد شوقي* موظف بإحدى المؤسسات الحكومية بوسط القاهرة، مترو الأنفاق يوميا من محطة المرج إلى التحرير، برغم أن المحطة الأقرب إلى محل سكنه هي «المرج الجديدة» ليدفع تذكرة استقلال منطقتين بدلا من ثلاث، ويوفر جنيهين في الذهاب ومثلهما في العودة.
لجأ شوقي لهذه الحيلة مع زيادة سعر تذاكر المترو في مايو من العام 2018، لكن الزيادة الجديدة في أسعار التذاكر تجعله حسبما يؤكد لدرب مجبرا لاستقطاع جزء من المبلغ الذي كان يخصصه لنفقات أسرته طوال الشهر من أجل استيفاء نفقات المواصلات.
يقول شوقي لموقع درب: «أنا ساكن في المرج الجديدة، ظروفي مسمحتش آخد سكن في منطقة أقرب من كدا، بركب المترو كل يوم إلى محطة مترو السادات بجانب مقر عملي، وحسب القرار الأخير برفع أسعار تذاكر المترو، بقيت بدفع 7 جنيه للتذكرة الواحدة ذهابا وتذكرة أخرى للعودة، يعني 14 جنيها للمترو».
بسبب الظروف المعيشية الصعبة نتيجة ارتفاع الأسعارـ يعمل شوقي في وظيفة ثانية بعد الظهر ليوفر نفقاته والتزماته الشهرية، لذا يستقل مترو الأنفاق عدة مرات في اليوم: «بركب المترو لمقر عملي التاني، وبدفع تذاكر تاني، يعني بركب المترو حوالي 4 أو 5 مرات في اليوم».
ويتابع شوقي، الذي يتقاضى نحو 3 آلاف جنيه من عمله الأساسي: «في عملي الحكومي تم صرف علاوة حوالي 150 جنيها، ننتظرها من العام للآخر، لكن طبعا الزيادة دي مش هتسمن ولا تغني من جوع، لأن تذاكر المترو بس بتكلفني شهريًا أكتر من 800 جنيه، بالإضافة إلى أن عملي الآخر في القطاع الخاص، يعني مش هيصرفوا لنا مليم زيادة».
ويوضح: «مايزال الدخل كما هو، بينما تزيد الأعباء في كل يوم، فأنا مطلوب مني أن أستقطع جزء من المبلغ الذي كنت أخصصه لنفقات أسرتي طوال الشهر من أجل استيفاء نفقات المواصلات».
وعن أسرته يقول شوقي: «زوجتي تعمل لكنها في نفس المشكلة، مطلوب منها أن تزيد من مصاريف المواصلات على حساب الدخل الذي كانت توفره».
وفي رد على سؤال حول الاشتراك الشهري أو السنوي بمترو الأنفاق قال “الحقيقة أن ظروف أسرتي لا تسمح باستقطاع جزء كبير -في وجهة نظرنا- من المرتب دفعة واحدة، نفضل أن نسير يومًا بيوم».
زيادة لا تقابلها خدمة جيدة
وعلى عكس شوقي، يرى أحمد منير* موظف في إحدى المؤسسات الخاصة أن زيادة أسعار تذاكر المترو لا تؤثر كثيرا عليه حال استقل المترو منفردا، إلا أنه يؤكد أنها تمثل مشكلة إذا قرر الخروج مع أسرته: «هتكون التكلفة كبيرة».
منير – الذي يستقل مترو الأنفاق مرة في اليوم (ذهابا وإيابا) وفي بعض الأيام مرتين – يقول لدرب: «بركب المترو لأنه أسرع من أي موصلة، وعنده ميزة تانية أنك بتبقى عارف هتوصل بعد قد إيه بالظبط».
وبرغم قوله إن زيادة سعر تذكرة المترو لا يؤثر عليه كثيرا، يرى منير أن مستوى الخدمة لا يتناسب مع السعر الحالي، خاصة تذاكر الخط الثالث.. «في المترو الجديد بتواجهني أسوأ تجربة لأن المترو الجديد ده في العتبة ودي في منتهى البشاعة، محطة زحمة جدا، والمساحة مش كافية، متصممة بشكل خاطيء بالتأكيد هي مش مصممة لاستيعاب العدد ده، دي اسوأ محطة في مصر والعالم، الزيادة مخدناش قصادها خدمة جيدة».
وتابع: «الزيادة بتاعة المترو مع الزيادات الأخرى في باقي المواصلات، بسبب زيادة أسعار الوقود في السنين اللي فاتت خلت فيه ميزانية كبيرة من دخلي لحاجه اسمها مواصلات مكنتش موجودة قبل كده».
تأثر بالسلب
يستقل شريف رفعت، محامي، مترو الأنفاق 4 أيام فقط في الأسبوع نظرا لأن تنقلاته لا ترتبط كثيرا بالمترو، ومع ذلك يرى أن زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق تؤثر بالسلب عليه.
ويقول رفعت لموقع درب إن «أي زيادة في التكلفة لا تعقبها زيادة في المورد (الدخل) أكيد هتأثر بالسلب، حتى لو كانت مش واضحة بالنسبة لي لأن استخدامي للمترو مش بشكل يومي».
يذكر أنه بموجب الأسعار الجديدة، بات سعر تذكرة استقلال منطقة واحدة (أقل من 9 محطات) 5 جنيهات بدلًا من 3 جنيهات إذا كانت الرحلة قاصرة على استقلال محطات الخطين الأول والثاني، بينما إذا كانت الرحلة تتضمن استقلال محطات بالخط الثالث، ستكون 7 جنيهات بدلًا من 5 جنيهات.
وأصبح سعر تذكرة استقلال منطقتين (من 9 محطات إلى أقل من 16 محطة) 7 جنيهات بدلًا من 5 جنيهات، إذا كانت الرحلة قاصرة على استقلال محطات الخطين الأول والثاني، وإذا شملت استقلال محطات بالخط الثالث، يصبح ثمن التذكرة 10 جنيهات بدلًا من 7 جنيهات.
أما سعر تذكرة استقلال 3 مناطق (أكثر من 16 محطة) سيكون 10 جنيهات بدلًا من7 جنيهات، إذا كانت الرحلة قاصرة على استقلال الخطين الأول والثاني، بينما يُصبح سعر التذكرة 12 جنيهًا بدلًا من 10 جنيهات إذا تضمنت استقلال محطات بالخط الثالث.
_____________________
* اسم مستعار بناءً على طلب صاحبه.