تداعيات التطبيع| ابنة الرئيس اللبناني لا تمانع “السلام مع إسرائيل”.. وحكومة نتنياهو تلمح لاتفاق مع عمان قبل 3 نوفمبر.. ومساومة السعودية بورقة “إف 35”
قالت كلودين عون، ابنة الرئيس اللبناني ميشال عون، إنها لا تمانع دخول بلادها في سلام مع إسرائيل، وربطت كلودين هذا السلام بما قالت إنه مشاكل تحتاج لحلول في البداية كترسيم الحدود، وقضية اللاجئين الفلسطينيين.
جاء ذلك في لقاء مطول لـ”كلودين” مع قناة “الجديد” اللبنانية، قالت فيه: “بعد أن تحل هذه المشاكل، أنا لا أمانع أن تقوم الدولة اللبنانية بعقد اتفاق سلام مع إسرائيل”.
وأضافت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية: “أنا أدافع أولا عن مصالح بلدي لبنان، فهل المطلوب أن نبقى في حالة حرب؟ ليس لي خلاف عقائدي مع أحد، لكن خلافي سياسي”، وردا على سؤال حول احتلال إسرائيل لفلسطين ولأراض عربية، قالت كلودين إن الحديث هنا عن مصلحة لبنان.
وبحسب قناة i24 الإسرائيلية كانت كلود عون تتحدث محاولة الدفاع عن والدها بقولها إن كل القوى السياسية في لبنان خيّبت آمال الناس، معتبرة أن هناك استهدافاً لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، “لأنه في السياسة حين يتم استهداف شخص، يختبئ الجميع وراءه، في وقت تتحمل كل القوى السياسية مسؤولية”.
وقالت: “منذ الآن وحتى تتألف حكومة، هناك إصلاحات يجب القيام بها”، ثم تساءلت: “لماذا لا يجتمع مجلس النواب لإقرارها؟ ولماذا تسليط الضوء على التأليف؟ وننسى أنه يمكننا أن نعقد جلسات لمجلس النواب كل يوم”.
واعتبرت أنه لا يمكنك تقييم عهد في نصفه، يمكن تقييمه بعد مرور الولاية؛ لأن الوضع الاقتصادي اليوم سيئ والناس متعبة، اليوم الوقت ليس للتقييم بل لإيجاد حلول لتعرف الناس كيف يمكنها المحاسبة، وكشف خبير في الشأن الإسرائيلي سر التحذيرات الإسرائيلية من بيع طائرات “إف-35” إلى المملكة العربية السعودية.
وأفادت القناة الـ12 العبرية بأن حكومة بنيامين نتنياهو تتوقع أن تصبح عُمان الدولة العربية التالية التي ستحذو حذو الإمارات والبحرين والسودان في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ونقلت القناة مساء السبت عن مصادر في حكومة نتنياهو قولها، إن الإعلان عن اتفاق التطبيع مع مسقط قد يأتي قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في الثالث من نوفمبر.
في الوقت نفسه، أشارت مصادر القناة إلى أن الصفقة قد تتطلب مزيدا من الوقت، لأن الحكومة العمانية ربما ستتريث قبل إعلان نتائج الانتخابات وستتأكد من “الجهة التي تهب فيها الرياح السياسية في واشنطن قبل اتخاذ هذه القرار المهم”.
كما نقلت القناة عن رئيس جهاز الاستخبارات “الموساد” يوسي كوهين تعبيره عن قناعته بأن السعودية ستنضم أيضا إلى اتفاقات التطبيع، مضيفا أن المملكة من المتوقع أن تتخذ هذه الخطوة بعد الانتخابات الأمريكية كي تستفيد بأكبر قدر ممكن من نتائجها.
ورجح التقرير أن أي قرار سعودي بهذا الشأن ستصحبه صفقة ملموسة لتصدير أسلحة أمريكية مماثلة للاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة والإمارات الذي يشمل مقاتلات “إف-35”.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية سعيد عكاشة، في تصريحات لردايو “سبوتنيك” إن “تحذير المسؤولين الإسرائيليين من بيع طائرات إف-35 للسعودية، هو من قبيل الضغط على السعودية لدفعها للالتحاق بقطار التطبيع مع تل أبيب”، وأوضح عكاشة أنه “لا توجد محاذير حقيقية لدى إسرائيل بشأن بيع طائرات إف-35 للسعودية”.
وتابع الخبير في الشأن الإسرائيلي “آخر مخاوف إسرائيل هي المخاوف الأمنية، حيث أن طائرات إف-35 ستباع لدول أخرى في المنطقة”.
وأشار إلى أن اشتراط إسرائيل بأن تكون الدول التي تقتني هذا السلاح في حالة سلام مع تل أبيب، يأتي من قبيل الضغط على السعودية لدفعها للانضمام للدول التي طبعت علاقاتها مع تل أبيب، مقابل حصولها على إف 35، وأوضح أن “التحذيرات من بيع طائرات إف 35 للإمارات كانت موجودة، لكن لم يؤخذ بها لاحقا”.
وأكد عكاشة أن “إسرائيل لديها تعهد من واشنطن بألا تسمح لأي دولة في الشرق الأوسط بالتفوق عليها عسكريا، بالتالي فإن الطائرات التي تباع في الشرق الأوسط خالية من بعض القطع الإلكترونية المهمة”.
وقال الخبير إن “هناك منطق إسرائيلي يطالب بعدم بيع السلاح لدولة في حالة عداء مع إسرائيل، ولا يأتي هذا في إطار الاشتراط وإنما هي محاولة لتحفيز الدولتين على التطبيع وفي نفس الوقت طمأنة إسرائيل بأن الولايات المتحدة تحرص على أمنها”.
وحول المخاوف، التي عبر عنها مسؤولون إسرائيليون بشأن الأوضاع المستقبلية، قال عكاشة إنها تأتي “خشية تغير الأوضاع وتغير الأنظمة وتحسبا أيضا لتأزم القضية الفلسطينية حيث تريد إسرائيل اختبار استقرار التطبيع أولا”.
وكان مسؤولون إسرائيليون قد حذروا من إمكانية شراء السعودية مقاتلات “إف 35″، في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بحسب إعلام عبري.
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إنه “عاجلا أو آجلا ستطلب السعودية وقطر الـ إف- 35 وستحصلان عليها”.
وأثارت تصريحات شتاينتس المخاوف لدى مسؤولين عسكريين إسرائيليين قالوا للصحيفة إن “السعودية وبعكس الإمارات، تقع على بعد 200 كم من إيلات”.
وأضاف المسؤولون الذين طالبوا بعدم الكشف عن هويتهم للصحيفة: “لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث في المستقبل البعيد من حيث التقلبات الاستراتيجية”، وذّكر المسؤولون الإسرائيليون بالتحولات التي شهدتها دول مثل مصر وسوريا على مدار العقد الماضي.
والجمعة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بيني غانتس، عدم معارضة تل أبيب بيع واشنطن مقاتلات “إف 35” للإمارات.
وقبل ذلك بيوم واحد، وقع الوزير غانتس اتفاقا مع نظيره الأمريكي مارك إسبر، يؤكد التزام واشنطن الاستراتيجي بالتفوق النوعي العسكري لإسرائيل في الشرق الأوسط.
ووقعت إسرائيل والإمارات، منتصف الشهر الماضي “اتفاق سلام” في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي السابع من أكتوبر الجاري، قالت وكالة “رويترز” إن قطر تقدمت بطلب رسمي إلى الولايات المتحدة لشراء مقاتلات “إف – 35” الشبح في صفقة قد تؤدي، إذا تمت، إلى توتر العلاقات الأمريكية مع السعودية وإسرائيل، وفقا لمصادر.