تداعيات أزمة تدنيس القرآن بالسويد.. تظاهرات احتجاجية واستدعاء وطرد سفراء ستوكهولم ومذكرات احتجاج.. والعراق يعلق ترخيص “إريكسون”
وكالات
تظاهر حوالي 200 عراقي في ساحة التحرير وسط بغداد رافعين نسخاً من المصحف وصوراً للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وأعلام الحشد الشعبي.
واستدعت السعودية وإيران سفيرَي السويد لديهما للتنديد بسماح ستوكهولم بتنظيم تجمع قال منظّمه إنه يعتزم خلاله إحراق نسخة من المصحف.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنها ستستدعي القائم بأعمال السفارة السويدية لدى المملكة لتسليمه مذكرة احتجاج تتضمن مطالبة المملكة السلطات السويدية باتخاذ كافة الإجراءات الفورية واللازمة لوقف هذه الأعمال المشينة والتي تخالف كافة التعاليم الدينية، والقوانين والأعراف الدولية”.
واستنكرت الخارجية السعودية “التصرفات المتكررة وغير المسؤولة من قبل السلطات السويدية بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسميّة التي تخولهم من حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، في تصرف يُعد استفزازًا ممنهجًا لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم”.
وأكدت الوزارة “رفض المملكة القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان وتحدّ من الحوار بين الشعوب”.
في طهران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني استدعاء السفير السويدي للاحتجاج على التصريح الذي منحته بلاده لتجمع موميكا ولتحذير ستوكهولم من تداعيات خطوات من هذا القبيل.
وقال كنعاني “ندين بشدة التدنيس المتكرر للقرآن الكريم والمقدسات الإسلامية في السويد ونحمّل الحكومة السويدية المسؤولية الكاملة عن عواقب إثارة مشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم”.
ودعت السلطات الإيرانية إلى تظاهرات في كافة أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة للتنديد بـ”تدنيس القرآن الكريم”، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي.
وطلب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في رسالة وجّهها إليه، “إدانة هذا العمل على الفور واتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن لمنع تكرار مثل هذا العمل المهين والاستفزازي”.
وندّد كنعاني بـ”إهانة المقدسات الدينية والكتب المقدسة أينما يحصل ذلك ومن جانب أي شخص”، معتبرًا أن “لا قيمة لحرية التعبير التي تُستخدم لمهاجمة الكرامة والأخلاق والمقدسات الدينية”.
من جهته، دعا زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله مساء الخميس إلى طرد القائم بالأعمال السويدي في بلاده، بينما طلبت تركيا “اتخاذ إجراءات رادعة”.
وأحرق محتجون سفارة السويد في بغداد وطُردت السفيرة السويدية في العراق رداً على “تدنيس” اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا نسخة من المصحف. واستدعت السويد القائم بالأعمال العراقي في ستوكهولم احتجاجاً على حرق السفارة الذي اعتبرته “أمراً غير مقبول على الإطلاق”.
وقال نصر الله في خطاب متلفز: “نطالب الحكومة اللبنانية بسحب السفير، إذا كان هناك من سفير أو قائم بالأعمال من السويد احتجاجاً على تدنيس مقدس المسلمين”.
وأضاف: “نطالب الحكومة اللبنانية إذا كان هناك سفير أو قائم بالأعمال للسويد في لبنان، ان تقوم بطرده”. ودعا إلى ألا يكون يوم الجمعة “عادياً” وأن “تمتلئ المساجد والمصليات نصرة لمصحفهم والتجمع أمام المساجد”.
ووجه حسن نصر الله دعوة إلى الشعوب العربية والإسلامية “لمطالبة حكوماتها بأن تسحب سفرائها من السويد وأن تطرد سفراء السويد من بلداننا”.
والخميس، تظاهر حوالي 200 عراقي في ساحة التحرير وسط بغداد رافعين نسخاً من المصحف وصوراً للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وأعلام الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة موالية لطهران باتت منضوية في القوات المسلحة العراقية.
ونددت تركيا الخميس بالتدنيس “الوضيع” لمصحف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وحثّت السويد على “اتخاذ إجراءات رادعة” لتجنب أي عمل مماثل.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان بعد أن داس لاجئ عراقي في السويد على نسخة من المصحف الخميس في ستوكهولم: “نتوقع أن تتخذ السويد إجراءات رادعة لمنع جرائم الكراهية ضد الإسلام”.
وقد أنهت تركيا قبل عشرة أيام تعطيلاً دام أربعة عشر شهراً ووافقت على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وانتقدت أنقرة السلطات السويدية لتساهلها مع نشطاء أكراد مطلوبين لجأوا إلى أراضيها، وانتقدت السويد في عدة مناسبات لأنها سمحت بحرق القرآن.
في قمة الناتو في فيلنيوس، حذّر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ستوكهولم من السماح بتنديس القرآن، وقال “نتوقع من السويد ألا تتسامح بعد الآن مع الهجمات ضد القرآن التي تسيء إلى أكثر من ملياري مسلم في العالم”.
كما أعلن اردوغان حينها أن البرلمان التركي لن يصادق على انضمام السويد إلى الناتو قبل أكتوبر، بعد العطلة البرلمانية.
منذ يناير، جرى حرق المصحف أو صفحات منه، مرتين في السويد، الثانية في يونيو على يد سلوان موميكا، ما أثار غضبا في العالم الإسلامي. وفي يناير، قام المتطرف اليميني السويدي الدنماركي راسموس بالودان بالفعل نفسه قرب السفارة التركية.
وبعيد الإعلان الأربعاء عن خطة لحرق المصحف من جديد، قام محتجون مناصرون لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد، يحملون نسخاً من القرآن وصوراً لمحمد الصدر والد مقتدى والمرجع الشيعي البارز الراحل، بحرق السفارة السويدية في بغداد قرابة الساعة الثالثة فجر الخميس بحسب التوقيت المحلي قبل أن تفرقهم الشرطة بخراطيم المياه.
وبحسب مصور في فرانس برس، طاردت الشرطة بعض المحتجين بالعصي الكهربائية، وردّ بعضهم برمي الحجارة.
وجرى توقيف حوالى 20 متظاهراً إثر الحريق، كما أفاد مصدر أمني فرانس برس. وقررت السلطات العراقية “إحالة المتسببين بحرق السفارة، الذين تمّ إلقاء القبض عليهم على القضاء”، وفق بيان صادر عن رئاسة الوزراء.
وأكدت وزارة الخارجية السويدية لفرانس برس من جهتها الخميس أن موظفي السفارة السويدية في بغداد “في مكان آمن”.
وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم إنّ “ما حدث غير مقبول بتاتاً والحكومة تدين هذه الهجمات بأشدّ العبارات”.
وفي تظاهرة تنديدية منفصلة بعد ظهر الخميس في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية، ردد نحو 200 محتج شعارات من بينها “نعم نعم للقرآن”، وفق مراسل فرانس برس في المكان.
أعلنت وزارة الخارجية السويدية الجمعة نقل عمليات سفارتها والعاملين فيها في العراق بشكل مؤقّت إلى ستوكهولم لأسباب أمنية، وذلك بعد يوم من إحراقها من قبل متظاهرين في بغداد.
وكتبت متحدّثة باسم وزارة الخارجية السويدية في رسالة لوكالة فرانس برس أنّ “الأمن يمثل أولوية. نُقلت عمليات السفارة وموظفوها مؤقتًا إلى ستوكهولم لأسباب أمنية”.
إضافة إلى طرد السفيرة السويدية، قرر العراق سحب القائم بالأعمال العراقي من السويد على خلفية قضية حرق القرآن، وفق بيان رسمي.
وجاء في بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية أنه “وجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم”.
وأضاف البيان أنه وجه كذلك “بالطلب من السفيرة السويدية في بغداد بمغادرة الأراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي”.
كما أعلنت السلطات العراقية الخميس تعليق ترخيص عمل شركة إريكسون السويدية للاتصالات على الأراضي العراقية على خلفية القضية نفسها، كما ورد في بيان صادر عن هيئة الاعلام والاتصالات الحكومية نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
ودانت الولايات المتحدة الخميس “بشدة” الهجوم على السفارة السويدية التي أحرقت خلال تظاهرة، معتبرةً أن تقاعس قوات الأمن العراقية عن حمايتها “غير مقبول”.
كذلك، دانت الخارجية الفرنسية الهجوم على سفارة السويد مذكرة أن “حماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية وموظفيها هي شرط كي تتم العلاقات الدولية في إطار مشترك ومستقر”.
في المقابل، نددت منظمة التعاون الإسلامي بـ”عمل استفزازي جديد”، وحض أمينها العام حسين إبراهيم طه ستوكهولم على وقف السماح بتجمعات لمجموعات وأفراد متطرفين.
ودانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان “قيام أحد المتطرفين بتمزيق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم بحماية من السلطات السويدية” معتبرة ذلك “تصرفاً أرعن يؤجج الكراهية، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان”.
بعد ساعات من التوتر في بغداد الخميس، لم ينفّذ سلوان موميكا البالغ 37 عاماً خطّته، وأمام حشد تجمّع خلف حواجز هاتفا “الله أكبر”، واصل موميكا استفزازاته وقام بتمزيق نسخة من المصحف.
وكانت الشرطة السويدية قد سمحت بهذا التجمع باسم حرية التظاهر، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني أنها تتفق مع مضمونه.
1m