هل تتجه أوروبا لتخيف الحجر؟.. إيطاليا ترفض الخضوع لضغوط قطاع الأعمال وإسبانيا تطلب «المرونة» من الشركات وبريطانيا تدرس الموقف
روما تخطط لإطلاق تطبيق إليكتروني على الهواتف لتحديد أماكن حركة المصابين والمخالطين لها خلال 48 ساعة
كتب – محمود هاشم
رفض رئيس الحكومة الإيطالية جوسيبي كونتي، الخضوع لضغوط قطاع الأعمال، وقرر تمديد إجراءات الإغلاق التي تنتهي في 13 أبريل إلى 3 مايو، لكنه في الوقت ذاته، إعادة فتح بعض الأنشطة في البلاد الأربعاء المقبل 14 أبريل.
https://tg24.sky.it/politica/2020/04/10/diretta-conte-conferenza-oggi.html
ووفقا للقرار من المتوقع فتح محلات تجارة التجزئة، والهايبر ماركت، والسوبر ماركت، والأسواق الصغيرة، ومحلات المواد الغذائية، ومحلات البيع بالتجزئة للمنتجات المجمدة، ومحلات بيع المنظفات والأدوات الطبية، والصيدليات، والصحف اليومية والمجلات والدوريات، وغيرها.
وأوضح كونتي أسباب إطالة فترة الإغلاق حتى 3 مايو المقبل، قائلا: “لا يمكننا إبطال الجهود المبذولة حتى الآن، حيث سيكون هناك خطر في زيادة الوفيات والضحايا، وإذا تجاهلنا هذا الخطر الآن، سيبدأ من جديد”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الإيطالية عن استراتيجية تتضمن نقاطا عدة للخروج تدريجيا من الحجر، تتضمن ارتداء الأقنعة الواقية إجباريا، وبدأت هذا الإجراء الإلزامي الأحد الماضي في إقليم لومباردي.
وتضمن الإجراء الثاني الفصل الاجتماعي التام في أماكن العمل والمعيشة، واستمرار العمل داخل المستشفيات التي افتتحت لاحتواء الفيروس، لمواجهة أي احتمالية لعودته، مع تعزيز الشبكات الصحية المحلية لسرعة التعامل مع الحالات الفردية المحتملة، وإجراء عمليات فحص شاملة لكل منطقة.
كما تخطط روما لإطلاق تطبيق إليكتروني على الهواتف على طريقة كوريا الجنوبية، لتحديد أماكن حركة المصابين والمخالطين لها خلال 48 ساعة، مع مراقبة نبضات القلب ومعدل الأكسجين في الدم.
وبات عدد من الدول الأوروبية في طريقه لتخفيف القيود المفروضة داخل أراضيه، للتخفيف من حدة أزماتها الاقتصادية، تزامنا مع أزمة انتشار فيروس كورونا، التي تسببت في وقوع مئات الآلاف من الإصابات والوفيات.
وفي إسبانيا، أشارت ماريا خوسيه سييرا من مركز تنسيق الإنذارات الصحية التابع لوزارة الصحة، أمس، إلى العودة للعمل للعديد من الموظفين في جميع أنحاء إسبانيا يوم الاثنين المقبل.
وفي 30 مارس، وضعت الحكومة الاقتصاد الإسباني في “سبات”، مُلزمة جميع العمال غير الأساسيين بالبقاء في منازلهم في إجازة مدفوعة الأجر، وانتهت هذه القيود الخميس الماضى، لكن لن يتم ملاحظة التأثير في معظم الأجزاء بالنظر إلى المناسبات العامة كعيد الفصح.
وقالت ماريا خوسيه رالو ديل أولمو، الأمين العام للنقل، للعمال العائدين: “نطلب من الشركات أن تكون مرنة عندما يتعلق الأمر بأوقات البدء، وينبغي تمديد ساعات الذروة حتى يتم تخفيض عدد العاملين في وسائل النقل العام”.
وقال وزير بريطاني، إن حكومة المملكة المتحدة تعتزم تخفيف التقييدات المحلية بشأن فيروس كورونا خلال أسابيع، في الوقت الذي تسعى الخزانة إلى إنهاء الإغلاق الاقتصادي بحلول يونيو المقبل.
واقترح وزير الإسكان روبرت جينريك، تخفيف إجراءات الإغلاق الحالية بحلول عيد الفصح، إلا أن استراتيجية الخروج الكاملة تتطلب مزيدا من الاختبارات، وانتشرت أنباء بشأن بدء المسئولين الحكوميين إعداد مجموعة من الخطط لإزالة بعد القيود، حال استقرار معدل دخول المستشفيات، بحسب Daily Mail.
وأكد القيادي البارز في حزب المحافظين، اعتماد فتح مرحلي للمدارس والمحلات التجارية والمطاعم حال انحسار المخاطر، لتجنب مزيد من الإضرار للشركات والعمال الذين تركوا، وباتوا على حافة الهاوية، وفقا لتعبيره.
وأعلنت السلطات فى التشيك، تخفيف القيود المفروضة داخل البلاد بعد أزمة كورونا، وسبقتها النمسا بإعلانها، اليوم، تخفيفا تدريجيا لإجراءات الحظر، اعتبارا من 14 أبريل الحالي.
https://www.ft.com/content/d7025074-496e-4609-84c3-22c000cc41d6
ومن المقرر أن تستأنف النمسا مختلف الأنشطة لأشهر عدة، توازيا مع خطة خطة لتقليل خطر الإصابة بكورونا، حيث بعد وفاة أكثر من 200 شخص بالفيروس داخل البلاد.
وحذر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير من العواقب الاقتصادية لوباء كورونا، بتسببه في تعطل 5 ملايين مواطن عن العمل جزئيا، تتكفل الدولة بتغطية رواتبهم، قائلا خلال جلسة استماع للجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس الشيوخ، إن بلاده ستشهد في 2020 عامها الاقتصادي الأسوأ من الركود الاقتصادي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكشف رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، عن تفكير حكومته في العديد من السيناريوهات، بشأن ما سيكون عليه الوضع خلال الأسابيع المقبلة، من بينها البدء في إنهاء العزل تدريجيا.
وخلال جلسة استماع بالفيديو كونفرانس أمام بعثة الإعلام بالجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب)، اعترف فيليب بافتقاد الحكومة للمعرفة الكاملة بشأن وباء الكورونا، موضحا: “أمام مثل هذه الأحداث، نحن لا نعرف كل شيء، في وقت الأزمات، يتم أخذ القرارات السياسية بناءا على معلومات متناقضة وغير كاملة”.