تحقيقات الفساد بالبرلمان الأوروبي.. الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال يعترف بقبول «تبرعات نقدية» ويستقيل
وكالات
قدم الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال استقالته بعد أقل من شهر من توليه منصبه، حيث اعترف بأخذ آلاف اليوروهات نقدا وسط فضيحة فساد في البرلمان الأوروبي، وفقا لتقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
وفي وقت متأخر من مساء يوم الاثنين، اعترف رئيس النقابة الإيطالية، لوكا فيسينتيني، أنه قبل “تبرعات نقدية” من عضو البرلمان الأوروبي السابق بيير أنطونيو بانزيري.
وبانزيري في قلب تحقيق دولي في مزاعم فساد.
والقضية، التي أطلق عليها الإعلام على نطاق واسع “قطر جيت”، هي واحدة من أكبر الفضائح التي يواجهها التكتل المكون من 27 دولة، وفقا لوكالة “رويترز” للأنباء.
ويرفض فيسينتيني، الذي أطلق سراحه بعد 48 ساعة في حجز الشرطة في بلجيكا، الأسبوع الماضي، أي مزاعم بارتكاب مخالفات.
وقال فيسينتيني في بيانه: “لقد قبلت تبرعا من منظمة (Panzeri Fight Impunity)”غير الحكومية” بمبلغ أقل من 50 ألف يورو والذي كان يهدف إلى سداد بعض التكاليف المتكبدة لتمويل حملتي الخاصة بمؤتمر الاتحاد الدولي للنقابات (ITUC) وقد قمت بتحويل المبلغ لصندوق تضامن الاتحاد الدولي للنقابات من أجل دفع تكاليف سفر الاتحاد إلى ملبورن”.
وتابع في بيانه “قبلت التبرع نقدا بسبب سمعة بانزيري الجيدة وطبيعته غير الهادفة للربح. .. لم يكن مرتبطا بأي حال من الأحوال بمحاولة فساد أو كان يهدف إلى التأثير على موقفي من قطر”.
وحسب البيان فإن “فيسينتيني ممنوع من الاتصال بالمشتبه بهم الآخرين في التحقيق وسيتعين عليه أن يطلب الإذن من المدعي العام البلجيكي للسفر خارج الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة”.
وبموجب مدونة السلوك بالبرلمان، يتعين على أعضاء البرلمان الأوروبي الإفصاح عن مصادر الدخل الأخرى وعدم قبول الهدايا أو المزايا التي تزيد قيمتها عن 150 يورو، لكن هذا لا ينطبق على السفريات أو الإقامات أو النفقات التي تتحملها أطراف ثالثة، وفقا لـ”رويترز”.
ويقوم المحققون الإيطاليون بتحليل التحويلات من وإلى حسابات “فيسينتيني” المصرفية بالإضافة إلى ستة حسابات أخرى مرتبطة بـ”بانزيري”، ومشتبه بهم آخرين في التحقيق، حسب “فاينينشال تايمز”.
وفي الفترة التي تسبق كأس العالم قطر 2022، كتبت مجموعة حقوق الإنسان FairSquare إلى الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات العمالية المنتهية ولايته، شاران بورو، للتعبير عن مخاوفها بشأن ما يعتبره “فشل الاتحاد في التحدث علنا ضد الانتهاكات الجسيمة من قبل السلطات القطرية”.
وقالت FairSquare إن الاتحاد الدولي للنقابات العمالية يبالغ في فعالية الإصلاحات القانونية في قطر.
وفي شريط فيديو أنتجته وزارة العمل القطرية في يونيو، صرح الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات العمالية أن نظام التوظيف المعروف باسم الكفالة، والذي يربط العمال بشكل أساسي بصاحب العمل، قد “مات”.
وقالت FairSquare إن العديد من مراقبي حقوق الإنسان المستقلين وثقوا مشاكل خطيرة في الإصلاح وأن نظام الكفالة “بالتأكيد لم يمت”.
وقال جيمس لينش، المدير المشارك لـFairSquare والباحث في مجال حقوق المهاجرين، بعد بيان فيسينتيني: “هذا تطور مقلق للغاية، ويتطلب تحقيقا فوريا وشفافا من قبل الاتحاد الدولي لنقابات العمال”.
وفي بيان الأسبوع الماضي، قال الاتحاد الدولي للنقابات إن عمله بشأن قطر كان منذ البداية “قائما بالكامل على تحليل موضوعي وتقييم للحقائق”.
وأضاف الاتحاد أن “أي اقتراح بأن أي كيان آخر من قطر أو في أي مكان آخر قد أثر على موقف الاتحاد الدولي لنقابات العمال يعد خاطئا تماما”.
ودانت قطر الأحد تحقيقا في فساد تجريه بلجيكا وقرارا من البرلمان الأوروبي بالحد من التعامل معها، مؤكدة أن ذلك قد يؤثر “سلبا” على العلاقات وإمدادات الغاز الطبيعي، وفقا لـ”فرانس برس”.
وانتقد بيان لدبلوماسي قطري، بلجيكا، بالاسم مؤكدا أن معلومات “غير دقيقة” استخدمت.
والنائبة اليونانية في البرلمان الأوروبي إيفا كايلي، واحدة من ستة أشخاص اعتقلوا في مداهمات عثر خلالها على 1,5 مليون يورو (1,6 مليون دولار) نقدا.
وذكرت تقارير إن الأموال مرتبطة بالدولة الخليجية، وعلق البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي وصول ممثلي قطر إلى الهيئة، وفقا لـ”فرانس برس”.
وقال المدعون البلجيكيون إنهم بدأوا التحقيق في شبهات فساد في الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عام قبل تنفيذ عمليات الدهم والاعتقالات في الأيام الماضية.