تجريبية إهناسيا.. “المدرسة اللقيطة” بين التاريخ والأزمة والحل

درب

تعيش مدينة إهناسيا منذ أشهر أزمة متفاقمة حول مصير المدرسة التجريبية، التي انتقلت بين عدة مقار منذ تأسيسها عام 2004، وصولًا إلى تفجر الخلافات الأخيرة حول نقلها إلى مبانٍ غير مهيأة أو غير متفق عليها، في ظل شد وجذب بين الإدارة التعليمية وأولياء الأمور ومجالس الأمناء.

بدأت المدرسة التجريبية بإهناسيا داخل مدرسة علي أبو زايد عام 2004، قبل أن تُنقل عام 2007 إلى مدرسة عزبة أبو زيد في مشهد وصفه الأهالي بـ”المهين”، حيث جرى نقل الأثاث على عربات كارو، لكن مشكلات إنشائية دفعت إلى نقلها مجددًا بعد عام ونصف إلى مدرسة البنين (الشهيد أحمد عبد العظيم بهيج حاليًا)، لتستقر بها لسنوات.
في عام 2023، تقرر إنشاء مدرسة جديدة على أرض السويقة كمدرسة تعليم أساسي، لكن إدارة التعليم قررت فجأة تحويلها إلى مدرسة تجريبية، في خطوة فجّرت الأزمة الحالية.

في رمضان الماضي، أصدرت مديرة إدارة إهناسيا تعليمات شفهية لمدير المدرسة بالتجهيز لنقل الأثاث من مقرها الحالي إلى مدرسة السويقة قبيل الامتحانات، بهدف افتتاحها بحضور المحافظ في العيد القومي للمحافظة. وردًا على هذا القرار، تحرك أولياء الأمور سريعًا، ورفعوا شكواهم حتى وصلت إلى مكتب الوزير، الذي أوقف القرار بعد تدخل مسؤولة التجريبيات بالوزارة.
لكن بعد انتهاء العام الدراسي، عادت الأزمة للواجهة منتصف أغسطس، مع مقترحات جديدة بنقل المدرسة إلى المبنى الابتدائي بجوار موقف قاي، دون موافقة واضحة من مجلس أمناء التجريبية أو مجلس أمناء المركز، الأمر الذي فجّر غضب أولياء الأمور.

اجتمع أولياء الأمور بنادي المحامين في إهناسيا، ورفضوا بالإجماع نقل المدرسة إلى موقع قاي، مشيرين إلى أن موقعها يفتقر إلى شروط الأمن والسلامة بسبب قربه من موقف مركزي يخدم نصف قرى المركز، ووجود طريق سريع، ومصرف زراعي، وإشغالات وورش، فضلًا عن مواجهته محرقة المستشفى العام.
كما أشاروا إلى أن القرار يهدد استقرار العملية التعليمية ويعرّض أبناءهم لمخاطر حقيقية.

قدّم أولياء الأمور ومجلس الأمناء عدة مقترحات إلى الجهات المعنية، أبرزها: “استمرار استضافة مدرسة البنين للتجريبي (كيجي وابتدائي) لحين إقرار المخطط الاستراتيجي للمدينة الذي سيوفر أراضي جديدة لبناء مدارس، وتخصيص مدرسة السويقة لطلاب (التجريبي الإعدادي والثانوي) لتخفيف الضغط المروري في شارع ممدوح مصطفى، بالإضافة إلى إعادة تخصيص المدرسة الابتدائية بجوار موقف قاي لطلاب الثانوية الزراعية أو التجارية بدلًا من انتقالهم إلى بني سويف”.

ورغم الاجتماعات والوعود المتكررة من مسؤولي التربية والتعليم بحل الأزمة، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن. ومن المنتظر أن يتجدد الجدل مع اقتراب زيارة محافظ بني سويف المقررة لافتتاح المدرسة التجريبية الجديدة أمام مجلس المدينة يوم الأحد القادم، فيما يترقب الأهالي ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *