تأزم مفاوضات سد النهضة.. إثيوبيا تلجأ لفرض الأمر الواقع وخبراء يرسمون سيناريوهات التعامل مع الأزمة
إثيوبيا تتخلف عن اجتماع واشنطن وتعلن بدء عملية ملء بحيرة السد.. والخارجية: موقفنا اتسم بحسن النية منذ 5 سنوات
نور فرحات: ليس أمامنا إلا وقف إجراءات التصديق على اتفاقية الإطار والتوجه إلى مجلس الأمن
هاني رسلان: إثيوبيا تمارس الخداع جلست للتفاوض بسوء نية وتعرض منطقة حوض النيل لخطر الانزلاق لصراع طويل المدى
تأزمت مفاوضات سد النهضة بعد إعلان إثيوبيًا مقاطعة المفاوضات التي ترعاها أمريكا، بخصوص ملء وتشغيل السد الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار لكن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع ووقعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى، وأعلنت إثوبيا أنها ستواصل عمليات بناء السد، بجانب بدء عملية ملء البحيرة.
وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، قال إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع مصر وإثيوبيا والسودان إلى أن توقع الدول الثلاث اتفاقا بشأن سد النهضة الإثيوبي، وذلك بعد الإخفاق في الحصول على توقيعها على الاتفاق.
وأضاف أنه يتطلع إلى اختتام إثيوبيا لمشاوراتها الداخلية لإفساح المجال للتوقيع على الاتفاق “في أقرب وقت ممكن”، مشدداً على أنه لا ينبغي إجراء التجربة النهائية وملء الخزان “بدون اتفاق.
وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان لها إن القاهرة تتطلع إلى اقتداء السودان وإثيوبيا بمصر في قبول الاتفاق والتوقيع عليه قريبا.
وأضافت: “نأسف لتغيب إثيوبيا غير المبرر عن هذا الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات”.
وذكر البيان: “مصر تجدد تقديرها للدور الذي تقوم به الإدارة الأمريكية وحرصها على التوصل إلى اتفاق نهائي بين الدول الثلاث، وتأسف لتغيب أثيوبيا غير المبرر عن هذا الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات”.
وقال البيان: “لقد اتسم موقف مصر خلال كافة مراحل التفاوض المضني على مدار الخمس سنوات الماضية، والتي لم تؤت ثمارها، بحسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة في التوصل إلى اتفاق يلبي مصالح الدول الثلاث”.
وفي موقف من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدًا أعربت إثيوبيا عن “خيبة أملها” من بيان وزارة الخزانة الأميركية بخصوص مفاوضات سد النهضة، وذكرت أنها ستواصل عمليات بناء السد، بجانب بدء “عملية ملء البحيرة.
الفقيه القانوني الدكتور نور فرحات علق على الأزمة بقوله: “بعد الإعلان الإثيوبي عن بدء ملء بحرة السد ومقاطعة المفاوضات بقرار منفرد ليس أمامنا إلا وقف إجراءات التصديق على اتفاقية الإطار والتوجه إلى مجلس الأمن”.
الدكتور عصام حجي مساعد رئيس الجمهورية سابقًا، قال في حسابه على “تويتر”: “بينما ينشغل الإعلام بالزمالك والأهلي، لا ينشغل أحد بغياب إثيوبيا عن نهائي آخر مع مصر والذي كان المفترض أن توقع فيه على الاتفاق لحل أزمة سد النهضة في واشنطن!! هل نسينا نهر النيل؟”.
هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، قال، إن البيان الاثيوبى يدل على قدر واضح من الارتباك والانفعال ويفضح موقف إثيوبيا أمام العالم كله، ويوضح أنها كانت تجلس للتباحث والتفاوض طوال السنوات الماضية بسوء نيه كامل، وتمارس عملية خداع واسعة النطاق، وأنها كانت تسعى فقط لاستهلاك الوقت واتمام بناء السد، وأن خطتها منذ البداية هى التحكم المنفرد وتعريض الآخرين لأخطار جسيمة”.
وأضاف: “هذه النقطة عالية الأهمية لأن اثيوبيا بذلت جهودا كبيرة طوال سنوات لاستدرار عطف العالم، بأنها دولة فقيرة وأنها تسعى للتنمية والحصول على الطاقة، وأن مصر هى التى تتجبر وتقف أمام حقها فى التنمية”.
وتابع رسلان: “رعونة المواقف الإثيوبية الأخيرة جعلتها فاقدة تماما للمصداقية وفافدة للاعتبار، وأظهرت بجلاء أنها لا تريد فقط توليد الطاقة بل تتصرف باعتبارها مالكة للنهر ولها حرية التصرف، فى حين أن الدول المتشاطئة لها حقوق ثابته لا يمكن تجاوزها بأى حال من الأحوال”.
وقال هاني رسلان: “تعريض منطقة حوض النيل الشرقى لخطر الانزلاق إلى صراع طويل المدى، هو أمر تقع المسئولية فيه على عاتق إثيوبيا، بعد أن أثبتت مصر طوال السنوات الماضية، وبكل الوسائل مدى حرصها على نهج التعاون واقتسام المصالح والتشارك فى التنمية”.
وتابع: “لا أحد يعرف على ماذا تستند اثيوبيا فى تعريضها المنطقة لخطر الصراع ، وهى دولة هشة وتتكون من مجموعة من القوميات المتصارعة المختلفة فيما بينها فى العرق والدين واللغة والتى لا يجمعها رابط.. وفوق ذلك بينها تاريخ طويل من الاحتلال والقهر والدماء”.