بي بي سي: الفضاء الإعلامي والرقمي في مصر والسعودية تحول إلى ساحة تراشق وتذكير بـ”الأفضال”.. خلافات رسمية أم تصريحات فردية؟
كتب – أحمد سلامة
سلط موقع “بي بي سي” الصراع الإعلامي بين الجانبين المصري والسعودي، وما يثيره ذلك من تساؤلات وتكهنات حول وجود توترات بين القاهرة والرياض.
وقال الموقع في تقرير نشره “تدوينة بعد تدوينة وسجالات بعد سجالات على تويتر ورسائل مبطنة. هكذا تحول الفضاء الإعلامي والرقمي في مصر والسعودية إلى ساحة تراشق لفظي مستعر تبادل بموجبه إعلاميون مقربون من السلطات في البلدين اتهامات، فضلاً عن التذكير بـ(أفضال) كل بلد على الآخر”.
وأضاف الموقع “ورغم التزام البلدين رسميا الصمت إزاء هذه الحرب الكلامية، إلا أنها أثارت العديد من التساؤلات والتكهنات بشأن وجود توتر بين القاهرة والرياض.. وفي خضم التراشق المتواصل بين كتاب في البلدين، خرج البعض ليقلل من أهمية تلك التكهنات معتبرا ما يحدث بأنها مجرد تصريحات فردية لا تعكس واقع العلاقات بين الدولتين”.
وأشار الموقع إلى أنه “لا تزال تلك التعليقات وما تبعها من ردود فعل واسعة تحظى باهتمام قطاع من رواد مواقع التواصل، لا سيما أنها تأتي بعد أسابيع من انتقادات وجهها إعلاميون مصريون لزميلهم عمرو أديب مقدم برنامج الحكاية في قناة (MBC مصر) المملوكة للسعودية”.
وأردف التقرير “وفي الوقت الذي ينظر فيه البعض لذلك المشهد على أنه أحد تداعيات الأزمة التي تشهدها العلاقات المصرية السعودية، يصفها آخرون بأنها تصريحات إعلامية عابرة”.
واستكمل “رغم نفي البعض للتكهنات التي يتم تداولها حول العلاقات بين البلدين، يرى مدونون في استمرار حرب التعليقات مؤشرات على وجود خلاف على المستوى الرسمي، وللتدليل على كلامهم، يستند أولئك المدونون على تقارير صحفية أجنبية كانت قد تحدثت عن تغيب السعودية والكويت عن القمة التي استضافتها الإمارات في وقت سابق من هذا الشهر، في حين كانت مصر والأردن من بين الحاضرين”.
واسترسل “ثمة من يربط الجدل الدائر بالمساعدات الخارجية لمصر وصندوق النقد الدولي.. إذ يتحدث البعض عن قواعد وشروط جديدة تضعها السعودية لتحديد علاقاتها مع حلفائها وأشقائها. وتتعلق تلك الشروط حصرا بالمساعدات والمنح الخارجية التي يرى مغردون أنها أساس تلك الحرب الكلامية بين الإعلاميين المصريين والسعوديين”.
واستدرك التقرير “وهنا يستدعي البعض تصريحات لوزير المالية السعودي محمد الجدعان، فخلال مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في 18 يناير الماضي ، كشف الجدعان عن تغير استراتيجية بلاده في تقديم المساعدات لحلفائها والخاصة بتقديم منح مباشرة وودائع دون شروط.. وقد جاء خطاب الوزير السعودي في سياق عام ولم يشر إلى دولة بعينها، إلا أن كثيرين ربطه في وقت لاحقا بتصريحات الحمد والدخيل، حتى أن بعض المحللين ذهبوا إلى أبعد من ذلك ليشيروا إلى رفض بعض المسؤولين الخليجيين دعوات صندوق النقد الدولي الأخيرة لمساعدة مصر”.
من جهة أخرى، يستكمل التقرير، يقول البعض إن “الخلاف المكتوم بين البلدين مرده تأخر الجانب المصري في تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، حيث تعزو القاهرة ذلك التأخير إلى أسباب فنية تتعلق بتفاصيل وإجراءات عملية التسليم، بحسب ما ذكره تقرير لموقع إكسيوس الأمريكي”.
وحسب التقرير، وفي المقابل، فإن ثمة من يصف العلاقات المصرية السعودية بالعمود الفقري للمنطقة العربية، حيث يقول بعضهم إن التحديات الأمنية الإقليمية والضغوط الاقتصادية العالمية ستبقي العلاقات بين البلدين صامدة، فمصر تحتاج إلى الاستثمارات السعودية للخروج من أزمتها الاقتصادية و بأن الرياض بحاجة للاعب بحجم مصر للتصدي لإيران وحلفائها، وفق قولهم، كما يتهم مغردون بعض الجهات السياسية المعارضة بتهويل الموضوع.
وللتأكيد على ثبات العلاقات بين البلدين، يتداول البعض صورا من الجولة الخامسة لـ “لجنة المتابعة والتشاور السياسي المصرية السعودية” التي عُقدت قبل أيام في العاصمة الرياض. وهي لجنة تنعقد بشكل دوري لتعزيز آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات، حسبما ذكر تقرير بي بي سي.