“بي بي سي”: أعضاء بالكونجرس يعدون لائحة اتهام لـ ترامب من أجل عزله.. والإدانة تمنعه من تولي المناصب العامة بشكل دائم
كتب – أحمد سلامة
يعتزم الأعضاء الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي تقديم لائحة اتهام لمحاكمة الرئيس، دونالد ترامب، برلمانيًا لعزله من منصبه لدوره في اقتحام مبنى الكونجرس الأربعاء الماضي.
وقالت رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، إنها ستمضي قدما في إجراءات المحاسبة البرلمانية إذا لم يستقل ترامب على الفور.
ومن المقرر، حسبما ذكرت “بي بي سي”، أن يوجه الأعضاء الديمقراطيون في مجلس النواب تهمة “التحريض على العصيان” إلى ترامب بعد غد الاثنين، والتشجيع على أعمال شغب في الكونجرس، والتي قتل بسببها فيها خمسة أشخاص.
ويتكون مشروع القرار، الذي اطلعت عليه شبكة “سي بي إس نيوز” من مادة واحدة: “التحريض على العصيان”، وجاء فيها “شارك دونالد جون ترامب في جرائم كبيرة وجنح، من خلال التحريض المتعمد على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة”.
واتهم المشرعون، في مسودة قرار الاتهام، الرئيس بالإدلاء بتصريحات، شجعت وأدت إلى “عمل غير قانوني في مبنى الكابيتول”.
وتقول المسودة أيضا إن هذا “يتسق مع جهوده السابقة، لتخريب وعرقلة” المصادقة على فوز الرئيس المنتخب، جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي.. وتضيف “لقد خان بذلك الثقة فيه كرئيس، ما ألحق ضررا واضحا بشعب الولايات المتحدة”.
وحث الرئيس ترامب أنصاره على الزحف إلى مبنى الكابيتول، في اليوم الذي كان من المقرر أن يصادق فيه الكونجرس على فوز بايدن في الانتخابات، والذي أعلنه سابقا المجمع الانتخابي.
وقال الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إن قرار العزل يعود إلى الكونجرس، لكنه قال إنه كان يعتقد “منذ فترة طويلة أن الرئيس ترامب ليس لائقا لتولي المنصب”.
ورفض البيت الأبيض المحاكمة ووصفها بأنها خطوة “ذات دوافع سياسية”، من شأنها “أن تؤدي فقط إلى مزيد من الانقسام في بلدنا العظيم”.
وذكرت “بي بي سي” أن ما يقرب من 160 من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين وقعوا على مسودة لائحة الاتهام، التي بدأ في صياغتها عضوا الكونجرس -تيد ليو عن كاليفورنيا وديفيد سيسلين عن رود آيلاند- بينما كانا يختبئان خلال الفوضى التي حدثت الأربعاء في مبنى الكابيتول، مقر الكونجرس.
وإذا مضى هذا التحرك قدما، فستكون هذه هي المرة الثانية التي يلجأ فيها مجلس النواب إلى إجراءات العزل ضد الرئيس ترامب.
وفي ديسمبر من عام 2019، اتهم مجلس النواب ترامب بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس. لكن مجلس الشيوخ، ذا الأغلبية الجمهورية، برأه من التهمتين في فبراير 2020.
ولم يواجه أي رئيس أمريكي من قبل إجراءات عزل مرتين. ومع ذلك، فإن احتمالية إتمام الإدانة والعزل تبدو بعيدة، بسبب الدعم الجمهوري الواسع لترامب في مجلس الشيوخ.
وقالت السيناتور التي تنتمي للحزب الجمهوري، ليزا موركوفسكي من ألاسكا، لصحيفة محلية الجمعة إن ترامب “يحتاج ببساطة إلى الخروج”.. وقال السيناتور الجمهوري بن ساسي، عن نبراسكا، وهو من المنتقدين الدائمين لترامب، إنه سيفكر “بالتأكيد” في عزله.
لكن لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن عددا كافيا من أعضاء حزب الرئيس سيوافق على إدانته، كما قالت “بي بي سي”، وهذا يعني أن المساءلة في مجلس النواب قد تكون مجرد إجراء رمزي، لمحاسبة ترامب على حادث اقتحام الكونجرس.
وتقول مذكرة داخلية لمجلس الشيوخ، إن أقرب وقت يمكن فيه أن ينظر في أي لائحة اتهام من مجلس النواب سيكون في 19 من يناير، وهو اليوم السابق لانتهاء ولاية ترامب، وبذلك لا يمكن أن تبدأ محاكمة إلا بعد أن يكون قد تركه لمنصبه.
وفي حال إدانته، سيخسر ترامب المزايا الممنوحة للرؤساء السابقين، ويمكن لأعضاء مجلس الشيوخ التصويت لمنعه بشكل دائم من تولي المناصب العامة.
وتسبب حصار مبنى الكابيتول في توتر كبار السياسيين، ما دفع نانسي بيلوسي، إلى التحدث إلى أعلى قائد عسكري في البلاد، حول طرق منع ترامب من الوصول إلى الشفرة النووية.. فيما قال ترامب إنه لن يحضر حفل تنصيب خليفته، جو بايدن، في 20 يناير الجاري.