بيروت منكوبة.. تفاصيل انفجار عنبر 12 بميناء بيروت.. ووزير الصحة: مصرع 27 وإصابة 2500 | فيديوهات وصور
المستشفيات تمتلئ بالضحايا وغدا حداد وطني.. وعلاج المصابين على نفقة وزارة الصحة وتضامن دولي واسع
لبنان 24: حريق كبير أتبعه انفجار بمستودع مواد شديدة الانفجار.. ومصر وأمريكا تعرضان المساعدة
كتب – فارس فكري
في لحظة تحولت العاصمة بيروت إلى مدينة “منكوبة”، بعد الانفجار الذي هزّ الميناء في المدينة، مساء اليوم الثلاثاء، وأدى إلى دمار كبير داخله، فضلاً عن أضرار كثيرة في مختلف أرجاء العاصمة، وكشف وزير الصحة اللبناني أن الحصيلة الأولية للانفجار الذي وقع اليوم أدى إلى وفاة 27 شخصا و2500 مصاب
الفيديوهات التي سجلت لحظات الانفجار الأولى تكشف عن دمار هائل في محيط موقع الانفجار أدى إلى تغير معالم المنازل والشوارع جراء الانفجار، فقد تحطمت بعض واجهات المنازل وزجاج الشرفات والنوافذ، امتلأت المستشفيات التي دعت للتبرع بالدم بالجرحى والضحايا وطالبت بنقل المصابين خارج العاصمة فماذا حدث؟
المعلومات الأولية كانت متضاربة إلا أن المكان كان ميناء بيروت، تحديدا داخل العنبر رقم 12 داخل مخزن للمفرقعات وقد تبعه انفجار كبير، وتم التأكد لاحقاً أنّ ما حدث هو عبارة عن انفجارين متتاليين”.
كانت أقول شهود أكدت أن ما حدث ضربة إسرائيلية لمخزن أسلحة لحزب الله، بعض الشهود قالوا لمواقع لبنانية أنهم شاهدوا صاروخا يضرب الميناء، كما أشارت معلومات عن وجود صواريخ وذخيرة وأسلحة تابعة لـ”حزب الله”، ونفى مصدر مقرّب من الحزب لقناة الـ”OTV” تلك المعلومات قائلا: “لا صحة لكل ما يتمّ تداوله عن ضربة إسرائيلية استهدفت أسلحة تابعة للحزب في مرفأ بيروت”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إنه لا علاقة لنا بانفجار بيروت”.
وكشفت مصادر لموقع لبنان 24 أن حريقاً أولياً نشب داخل الميناء، وهرعت عناصر من فوج إطفاء بيروت لإخماده، وربّما تكون النيران قد وصلت إلى مواد شديدة الانفجار، الأمر الذي أسفر عمّا حصل”.
وقال المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم خلال تفقدّه مكان الانفجار أنّ “الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية”، مؤكداً أنّ “الأجهزة الأمنية تحدد طبيعة ما حصل”، وأضاف: “ننتظر التحقيقات ليتبين ما حصل، ويبدو أن الانفجار وقع في مخزن لمواد شديدة الانفجار مصادرة من سنوات”.
وذكرت قناة الـ”LBCI” أن “المواد التي تحدث عنها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، هي مواد نيترات الصوديوم شديدة الانفجار صودرت من على باخرة منذ أشهر وكان من المفترض أن يتم إعدامها.
وقال وزير الداخلية محمد فهمي خلال تفقده مرفأ بيروت برفقة رئيس الحكومة حسان دياب أنه “يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار”، وقال: “المعلومات الأولية تشير إلى مواد شديدة الانفجار تم مصادرتها منذ سنوات انفجرت في العنبر رقم 12”.
وأوضح مدير عام الجمارك بدري ضاهر في حديث في تصريحات للإعلام اللبناني أن “عنبر كيماويات انفجر في ميناء بيروت”.
الأضرار والضحايا
أدى الانفجار الذي شعر به معظم سكان بيروت وشوهدت ألسنة اللهب المتصاعدة منها على بعد أميال في سماء بيروت إلى أضرار هائلة في مختلف أنحاء مدينة بيروت، بدءاً من محيط الميناء وصولاً إلى وسط بيروت والسراي الحكومي ومطار بيروت، وفردان والحمرا وغيرها.
وقال مندوب الوكالة الوطنية للإعلام، إن الانفجار أحدث أضرارًا كبيرة في قصر بعبدا وتحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات وتخلعت الأبواب والشبابيك في أجنحة القصر، ولم يصب أحد بأذى.
وأضاف الأمين العام للصليب الأحمر بلبنان أن سيارات الصليب الأحمر تجري مسحًا في شوارع الأشرفية والمرفأ وقاعدة الجيش البحرية والكرنتينا وكذلك في شركة كهرباء لبنان وفي البيت المركزي لحزب الكتائب في الصيفي، لأن الاتصالات مقطوعة.
وقال “كل الأحياء في منطقة الأشرفية والمدور متضررة”، موضحًا أنه “يتم إسعاف الحالات الأكثر تضررًا”، موضحا أن سيارات إسعاف جاءت من مناطق أخرى لمؤازرتهم في نقل الجرحى إلى المستشفيات.
وتفقد محافظ بيروت مروان عبود مكان وقوع الانفجار، كاشفاً عن “فقدان الاتصال بـ10 عناصر من فوج إطفاء بيروت كانوا توجهوا إلى المكان لإخماد الحريق شبّ في الميناء”، مشيراً إلى أن “بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق”.
وعقب الانفجار، وجه وزير الصحة العامة حمد حسن لجميع المستشفيات باستقبال الجرحى جراء انفجار مستودع المفرقعات على حساب وزارة الصحة العامة، كما أعلن مكتب وزير الداخلية محمد فهمي أنه “نظراً للحادث الخطير الذي شهدته العاصمة بيروت مساء اليوم ومواكبة لتداعياته والأضرار الكبيرة التي خلّفها يلغى العمل بمضمون القرار رقم 946 الصادر عن وزير الداخلية والبلديات والمتعلق بالإقفال العام”.
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاصيل الانفجار، وأعطى توجيهاته إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن.
كذلك، طلب عون تقديم الإسعافات الى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات.
كما يعقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً مساء اليوم في قصر بعبدا، في حين أعلن رئيس الحكومة حسان دياب يوم غدٍ الأربعاء، يوم حداد عام على ضحايا الانفجار.
تضامن دولي وعربي
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي مكناني في إفادة صحفية اليوم الثلاثاء إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تتابع عن كثب الانفجار الذي وقع في بيروت. ولم تقدم أي تفاصيل بشأن سبب الانفجار.
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزارة تتابع عن كثب التقارير عن انفجار في بيروت ومستعدة لتقديم “كل المساعدة الممكنة”، وذلك بعد انفجار هائل هز العاصمة اللبنانية أودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل وأصاب المئات.
وذكر أن الوزارة ليست لديها معلومات عن سبب الانفجار، وأضاف أنها تتعاون مع السلطات المحلية لمعرفة ما إذا كان هناك أمريكيون ضمن المصابين.
وأكدت المتحدثة باسم البنتاغون كوماندر جيسيكا ماك نولتي أنه تجري مراقبة تطورات الانفجار في بيروت، مشيرة إلى أنه “من المبكر التعليق”. كذلك، قالت القيادة الوسطى الأميركية: “قلقون حيال وقوع خسائر بشرية كبيرة في انفجار بيروت ونتابع التقارير”
وتلقى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني شربل وهبة اتصالاً من نظيره القبرصي وضع خلاله الأخير جميع الإمكانيات القبرصية بتصرف لبنان لمواجهة تداعيات الانفجار الكارثي الذي هز بيروت.
كذلك، تابع وهبة عبر السفارة اللبنانية في باريس الاتصالات مع السلطات الفرنسية لطلب إرسال المساعدات من فرق طبية ومن الدفاع المدني، كما يجري اتصالاته مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة لتنسيق الجهود من اجل تنظيم عملية الإغاثة.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صادر اليوم الثلاثاء، عن عميق القلق بشأن الانفجار الذي وقع في لبنان بعد ظهر اليوم.
وأكدت أن مصر تتابع هذا التطور بكل الاهتمام وتجري الاتصالات اللازمة للوقوف على تفاصيل الأمر، والبحث في كيفية مساعدة لبنان الشقيق في هذا الظرف الدقيق.
ومن ناحيته قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، خالص العزاء للأشقاء في لبنان حكومة وشعبا، جراء حادث الانفجار الأليم الذي وقع بالعاصمة اللبنانية بيروت ، داعيًا المولى – عز وجل – بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان.
جاء ذلك عبر الصفحة الرسمية للرئيس السيسي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وقامت الإمارات بإضاءة برج خليفة تضامنا مع لبنان.