بيان أسرة علاء عبدالفتاح: اقترب من الموت لكنه قرر التمسك بالحياة.. نأمل أن يؤدي الاهتمام المذهل بقضيته لإطلاق سراحه
ضغط الدم وصل إلى 110/50 ومستوى السكر 41.. وقرر عدم العودة مباشرة إلى الإضراب عن الطعام لإعطاء جسده وزملائه في الزنزانة استراحة
السلطات لم تعد بخروج علاء ولم نتفاوض معها.. وحملتنا للمطالبة بخروجه مستمرة بنفس القوة ونحتاج إليها أكثر من أي وقت مضى
حكينا لعلاء عن التضامن والأصوات التي ترتفع من أجله من مصر وخارجها.. وأكد لنا أن التنظيم السياسي الذي قد يحل أزماتنا العالمية مثل أزمة المناخ يجب أن ينبع من مثل هذا التضامن
كشفت أسرة المدون والناشط السياسي علاء عبدالفتاح، عن أوضاعه داخل محبسه في سجن وادي النطرون، منذ بداية فترة إضرابه عن الطعام والشراب، حتى زيارتها الأخيرة له أمس الخميس 17 نوفمبر 2022، معبرة عن تخوفها على حياته بعد تعرضه للإغماء في أثناء فترة إضرابه.
وقالت الأسرة، في بيان لها: “رأينا علاء اليوم للمرة الأولى منذ 24 أكتوبر، عندما رأيناه اليوم، كان منهكا وضعيفا وهزيلا، في كابينة الزيارة في سجن وادي النطرون، يفصل بيننا حاجز زجاجي، مع سماعة رأس ضعيفة جدا، تمكننا من التحدث إليه من خلالها واحدا تلو الآخر، وكما لم يكن لدينا أي فكرة عما كان يحدث داخل السجن، لم يكن لدى علاء أي تصور لما يجري خارجه”.
وأضافت: “يوم الأحد 6 نوفمبر، توقف علاء عن شرب الماء، وفي يوم الثلاثاء 8 نوفمبر، أُمِر جميع نزلاء الزنزانة بالذهاب إلى المركز الطبي لإجراء “فحص روتيني”، وهو أمر غير معتاد، وكانوا يضغطون على علاء للخضوع لفحص طبي حتى يتمكنوا من عمل تقرير طبي. وقال إنه سيوافق على الفحص الطبي فقط إذا سُجل رسميا أنه مضرب عن الطعام والماء، وإذا تم إيداعه بالمركز الطبي”.
واستدركت” “بدلا من ذلك، أحضروا ضابطا في ثياب مدنية لترهيبه، لكنه رفض مغادرة المركز الطبي، فتم استدعاء فرقة مكافحة الشغب لإخراجه عنوة، بعد إخراجه من المركز الطبي وإعادته إلى الزنزانة قسراً، أصيب علاء بانهيار، وفي يوم الأربعاء 9 نوفمبر، أخذ علاء يضرب الحائط برأسه إلى أن سالت منه الدماء، لإجبار السلطات على تحرير تقرير رسمي عن حالته وإخطار النيابة العامة”.
وأوضحت الأسرة أنه في يوم الخميس 10 نوفمبر، حضر إلى السجن أحد وكلاء النيابة، واستمع إلى أقوال علاء، وسجل مطالب الإضراب عن الطعام وكذلك الأسباب التي دفعت علاء إلى الإضراب. تحدث علاء للسيد وكيل النيابة عن تجربته السابقة في سجن طرة شديد الحراسة 2، وتحدث عن تأثير غياب الأمل ف التخارج من الخصومة والخروج إلى الحياة، وتأثير البقاء بدون موسيقى أو كتب أو وقت خارج زنزانته لمدة ثلاث سنوات”.
وتابعت: “في اليوم نفسه، لم يسمح للدكتورة ليلى سويف، والدة علاء، بالانتظار عند بوابة السجن، ورفضت سلطات السجن استلام رسالتها إلى علاء. كما مُنع محامي علاء، الأستاذ خالد علي، من دخول السجن رغم حصوله على تصريح من النيابة، وفي يوم الجمعة 11 نوفمبر أصيب بالإغماء وفقد الوعي، وعندما أفاق كان محاطا بالناس وكان قد تم تعليق محاليل وجلوكوز له. وعندما أفاق أعطوه ملعقة من العسل وقطعة من المخلل ومشروب معالجة الجفاف، كان هناك الكثير من الناس حوله وكانوا كلهم يحاولون إنقاذ حياته، وهكذا تم إنهاء الإضراب عن الطعام”.
وأشارت أسرة علاء إلى أنه في ذلك الوقت كان ضغط الدم الخاص به، منخفضا جدا (110/50) وكان مستوى السكر لديه 41، لافتة إلى أنه قرر عدم العودة مباشرة إلى الإضراب عن الطعام، وأن يعطي جسده استراحة صغيرة، ويعطي زملائه في الزنزانة استراحة أيضاً.
وكشف البيان عن أن إدارة السجن سمحت بدخول مشغل الموسيقى وسمع علاء الموسيقى لأول مرة منذ 3 سنوات، حينها شعر أنه على قيد الحياة مرة أخرى، أما في يوم الزيارة بدا نحيفا جدا وضعيفا جدا، لكنه كان سعيدا بالعودة إلى عائلته للحظة، مؤكدين أنه لم تجر أي مفاوضات بينهم وبين السلطات، التي لم تقدم أيضا أي وعود، بينما كان يجهل علاء كل ما يحدث في العالم الخارجي.
وتابعت الأسرة: “حكينا لعلاء عن التضامن والأصوات التي ترتفع من أجله من داخل مصر، والتي ترى أن مصلحة البلاد في إطلاق سراحه وغيره ممن في السجون. ونقلنا له أخبار موجة التضامن العالمية التي نشهدها، وحكينا له عن العديد من رسائل التضامن التي تصل من مجموعات وأفراد عاديين من شتى بلدان العالم، يعبرون عن تعاطفهم الإنساني الشديد معه، قال علاء أن أي شكل من أشكال التنظيم السياسي الذي قد يحل أزماتنا العالمية، مثل أزمة المناخ، يجب أن ينبع من مثل هذا التضامن الشخصي والإنساني”.
وواصلت: “نأمل أن يؤدي الاهتمام المصري والعالمي المذهل بقضية علاء إلى إطلاق سراحه، حيث اقترب من الموت في السجن، لكنه قرر التمسك بالحياة، ولن يكون أمامه خيار سوى استئناف إضرابه عن الطعام قريبا إذا استمر عدم وجود تحرك حقيقي بشأن قضيته”.
واستكملت: “هذا هو كل ما حدث في الأيام العشرة الماضية، ستستمر الحملة من أجل إطلاق سراح علاء بنفس القوة. إنه بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى”.