بمبادرة من التحالف الشعبى وأسرة درب: رسائل حب لـ 20 شخصية في 2020.. (شخصيات العام.. المقاومة حياة)
رغم الألم نبضت مصر بالأمل وواصلت حب الحياة بناسها ومبادرات من اعتبروا أن المقاومة حياة، وما اكثرهم على أرض الوطن
شهداء الاطباء ومعتقلو الرأي ومحامو المعتقلين ومبادرات مواجهة كورونا وعمال كفر الدوار والدلتا للأسمدة جهود صنعت الأمل
شخصيات العام: سيدة الكرم وليلى سويف ومنى مينا وإكرام يوسف ونجلاء محمد وأمهات المعتقلين وخالد نجل حسام وسولافة
الحريري وطنطاوي وابراهيم عبد المجيد وعلي بدرخان واللواء ياسر عصر ومحمد العربي ونور الشربيني وعلي فرج وميار شريف
رسائل محبة لـ علاء عوض ومجدي يعقوب ومن صنعوا البهجة والأمل في 2020 .. أكتبوا عنهم واختاروا شخصياتكم
ينتهي عام 2020 مصحوبا باللعنات.. عام لن ينساه أحد، وباء يحتل الكوكب، وركود اقتصادي، وكوارث، لم يرها هذا الجيل، لكن هناك من قدموا لنا الحياة والأمل والمقاومة، وسط الألم .. هناك من مد يده ليساعدنا، فقدموا لنا الوعي والجهد وضربوا لنا المثل لنتحذي بهم.. إلى هؤلاء نقول لهم نحن مدينون لكم بالشكر والعرفان والامتنان لأنكم بيننا.
بمبادرة مشتركة من حزب التحالف الشعبى الاشتراكى وهيئة تحرير درب، مع نهاية عام صعب، اخترنا أن نضىء شمعة ونختار شخصيات خاصة وعامة واعتبارية ساهمت فى صنع الامل كشخصيات لعام 2020 ..
كان تقديرنا ألا نشارك فى مراسم تشييع عام يلفظ أنفاسه الأخيرة بحفلة اللعنات وتكسير القلل، أو بحصاد يرصد الآلام، وأن نبحث عن شعاع الامل ورواد التغيير وصناع الحياة، وعن الذين تحدوا الألم وقدموا عطاءات متميزة في الأداء والتفاني والتضحية وسبحوا ضد التيار وقدموا الإنسان على الأرباح واتبعوا قاعدة الحق أولى أن يتبع حتى لو كان الطريق شاقا ومؤلما.
أكتشفنا أنه رغم الألم نبضت مصر بالأمل، وواصلت حب الحياة بناسها ومبادرات من اعتبروا أن المقاومة حياة، وما اكثرهم على أرض الوطن.
يبقى أن ما بلورته مبادرة التحالف و”درب” هى مجرد قائمة قصيرة، أما القائمة الكاملة فتتسع لكل المبدعين والمخلصين والكادحين والمثابرين على الحق. لذلك فإننا ونحن نطرحها عليكم ندعو كل واحد منكم للكتابة عن شخصية العام بالنسبة له .. ونعدكم بنشر كل ما يصل لكم ، لتكن مقاومتنا لعام صعب هي اعلان حبنا للبشر الحقيقيين حولنا وقيمها ولو برسالة حب مع نهاية العام .
قائمة التحالف ودرب لشخصيات العام :
- سعاد ثابت.. سيدة العام التي عرت طائفيتنا وشعارات التجديد (تقدير وتكريم واعتذار.. حقك على راسنا)
مثلما جاءت واقعة تعريتها لتعري المتطرفين وسلوكياتهم فإن براءة من عروها جاءت لتعري المجتمع كله، ومدى تغلغل التطرف في تفاصيلنا، وهشاشة شعارات التجديد، والانتصاف للمرأة، فرغم مرور 4 سنوات على الواقعة البشعة والمهينة، إلا أن سعاد ثابت تبقى سيدة العام، بقوتها ودفاعها عن حقها في مجتمع، الطائفية والجلسات العرفية، والتمييز ضد المرأة وعدم الانتصاف للضعفاء في ظل ميزان عدالة مختل غابت فيه دولة المواطنة التي نطالب بها؛ وحضر فيه المتطرفون بأفعالهم مثل حرق المنازل، ومحاولات طرد بعض السكان، وتحويل أحداث فردية، إلى نزاع طائفي.
تحية من التحالف ودرب لـ “سعاد ثابت” السيدة البسيطة التي وثقت في نظام العدالة حتى يرد لها حقها، فتم سجن ابنها، وتدمير منزلها، وطردها من قريتها. وهاجر أولادها خوفا من الانتقام، وأخيرا تمت تبرئة من انتهكوا عرضها وأذلوها، بعد 4 سنوات ونصف من إصرارها على حقها.
4 سنوات ونصف من المعاناة والصبر ومغادرة القرية والإصرار على التمسك بالحق، بغض النظر عن الحكم، ومع هذا حضرت الجريمة وغاب المتهمون، وأصبحنا أمام جريمة شنعاء، الفاعل فيها مجهول رغم أننا نعلمه جميعا.
للست سعاد ثابت نقول نحن آسفون وكل الشكر والتقدير والحب على شجاعة لم يتحل بها كثيرون . لذلك قررنا اختيارها شخصية العام، كتقدير واعتذار ومحاولة لرد الاعتبار لها، بعد أن عرتنا جميعا أمام انفسنا، نشكرها لأنها كشفت عوارت أخلاقنا ونعتذر لها لأننا لم نكن صادقين بما يكفي لرد حقها وعقاب من انتهكوها .
- ليلى سويف.. الالتزام العميق الذي يرفض الإذعان للظلم .. شكرا “سيدة الصبر والجسارة”
تحت الشمس الحارقة صيفا، وفي الأمطار المنهمرة شتاءً.. لم تتوقف الأم ليلى سويف عن الوقوف على أبواب السجون في انتظار خطاب من ابنها علاء أو رسالة طمأنة من ابنتها سناء مواصلة مسيرة عمر كامل، مع أسرة اختارت دوما أن تكون على الجانب الصعب، جانب الحقيقة والدفاع عن حقوق الضعفاء والمظلومين حتى لو دفع أفرادها الثمن سنوات طويلة من عمرهم بالسجون أو على أبوابها منذ الأب سيف مرورا بـ بالابناء، لتبقى مقولة أحمد سيف عن أنه أورث ابناءه وجيلهم السجون تعبيرا عن نصف الميراث الذي تركه وهو الكرامة والمثابرة والنضال وحب الناس .
ما تتعرض له أسرة الدكتورة ليلى سويف، لم يمنعها أيضا من أداء دورها الإنساني في الدفاع عن كل المعتقلين، ولا دورها الأكاديمي في التحرك من أجل الحريات الأكاديمية، ما أهلها للحصول على جائزة جمعية دراسات الشرق الأوسط للحرية الاكاديمية لعام 2020. كما أطلق عدد من علماء الرياضيات في العالم موقع نداء وتحركات للتضامن معها في ظل ما تتعرض له وأسرتها بعد حبس نجلها علاء عبدالفتاح وابنتها سناء سيف.
نضال الدكتورة ليلى سويف أصبح مثالا يحتذى به، ليس لكونها مناضلة ضد الظلم ولا أمًا تدافع عن أولادها فحسب، ولكن لأنها أيضا الأكاديمية التي لم تتخلى يوما عن أداء دورها بضمير يقظ وسط كل هذه الأنواء والتقلبات.
ولدورها النضالي المستمر في الدفاع عن الحريات الأكاديمية وحقوق الإنسان، ولأنها الأم التي لم تتراجع عن مواقفها برغم ما تتعرض له أسرتها. قررنا اختيارها ضمن شخصيات العام .. شكرا ليلى سويف .. شكرا “سيدة الصبر والجسارة”.
- شهداء الأطباء والفريق الطبي.. جنود الصفوف الأمامية في مواجهة كورونا
منذ بداية أزمة فيروس كورونا وقف الفريق الطبي في الصفوف الأولى يدافع عن صحة المصريين ضد الوباء القاتل. وقدمت نقابة الأطباء حوالي 260 شهيدًا حتى الآن، بالإضافة إلى آلاف المصابين بالفيروس، وشهدت المستشفيات المختلفة ملحمات بطولية نادرة لأطباء يعملون لساعات متصلة في إنقاذ المصابين، امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرات الأخبار، والصحف والمواقع الإلكترونية.
لذلك نهدي هذا التكريم لكل الفريق الطبي ولأرواح شهدائه الذين رحلوا وهم يحاولون دفع البلاء عن أجساد المصريين، كما نهديه لكل طبيب دفع من عمره شهور طوال داخل السجن لأنه أصر على كشف الحقيقة، والذين مازال بعضهم رهن الحبس الاحتياطي، للحديث عن إجراءات مقاومة كورونا، وانتقاد حديث رئيس الوزراء الذي اتهم فيه أطباء بالتقصير في عملهم.
نهديه لمن ضحوا بحياتهم من أجلنا وللمستمرين في دفع الثمن وخوض معركة الدفاع عن صحة المصريين ومازالوا يعملون في ظروف غاية في الصعوبة، لمنع الإصابات بالفيروس القاتل. ونتضامن معهم ف مطالبهم العادلة بمنح معاش شهيد لشهدائهم ، ومساواتهم بشهداء الجيش والشرطة في صرف المعاش
رغم كل الظروف التي تبدو صعبة، والشكوى من عدم توافر أدوات الوقاية أو مسحات (بي سي أر)، خاصة في بداية الأزمة، لم يتخلف الأطباء عن دورهم في لحظة شديدة التعقيد والقلق، لذلك كان قرار التحالف ودرب بتوجيه التحية والشكر للأطباء على مجهودهم الذي سيتحدث عنه التاريخ بحروف مضيئة.
- منى مينا.. مناضلة لم تغيرها المواقع
لم تتوقف منى مينا يومًا عن أداء دورها في الدفاع عن صحة المصريين وحق زملائها في ظروف عمل وأجور مناسبة أينما كان موقعها، عرفتها المواقع وميادين الثورة وعرفها الأطباء والمرضى والمدافعون عن الحقوق ثابتة على مبادئها .. منى مينا وكفى
خلال عام 2020 خاضت وكيلة نقابة الاطباء السابقة والتي تركت موقعها النقابي معركة الدفاع عن حقوق الاطباء وحق المصريين في الصحة بكل قوة ضاربة المثل في كيف تكون نقابيا ومناضلا.
قبل دخولها مجلس نقابة الأطباء أسست منى مينا مع آخرين جماعة أطباء بلا حقوق، وبعد ثورة 25 يناير 2011 انتخبت عضوة بمجلس نقابة الأطباء، وتولت منصبي أمين عام ووكيلة نقابة الأطباء، وبعد 8 سنوات خاضت فيهما عشرات المعارك لصالح زملائها، قررت ألا تترشح للانتخابات الأخيرة.
وقالت منى مينا يومها: “أرى لأسباب كثيرة، أن الأنسب لي في الفترة القادمة هو العمل بهامش أوسع من الحرية، بعيدًا عن أي موقع رسمي بالنقابة”، وهي المقولة التي طبقتها خلال الفترة التي تلت خروجها من النقابة.
يظن البعض أنها مازالت عضوة بمجلس النقابة، وهو ما نفته أكثر من مرة عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، والسبب في ذلك تصديها المستمر لأزمات نقابية ومشكلات تخص الفريق الطبي.
منذ أزمة كورونا تحرص منى مينا بشكل يومي على نشر النصائح للمواطنين، ومتابعة أوضاع الأطباء وظروف العمل في ظل الوباء، وجمع توقيعات للمطالبة بمعاش شهيد.. ومازالت رحلة العطاء متواصلة مهما اختلفت المواقع وتبدلت المسميات، إنها منى مينا وكفى.
- سجناء ومعتقلي الرأي: الذين يدفعون الثمن بالنيابة عنا.. ويدفعون ثمن أحلامهم بغد مختلف
إلى كل الذين يدفعون الثمن عنا.. إلى المنسيين والمجهولين منهم، إلى الذين لا نعرفهم قبل المعروفين نهدي هذا التكريم، إلى مصر الحلوة المحبوسة، إلى كل المحبوسين لمجرد أن لهم رأي مختلف أو لأنهم مصرون على الدفاع عما يؤمنون به، إلى كل الذين تم القبض عليهم ولو بالصدفة، وإلى الذين يدفعون ثمن أحلامهم، وإلى المعتقلين بالوكالة عن مجتمع يعاني الأمرين إلى صرخة هذا المجتمع ووجعه كل سنة وأنتم طيبين.
إلى الآلاف من سجناء ومعتقلي الرأي، نقدم هذا التكريم، لما قدموه من أعمارهم في السجون بعيدا عن أسرهم وذويهم، لا لشيء سوى دفاعهم عن رأيهم وحلمهم بدولة يسودها العدل والمساواة والديمقراطية والحرية، إلى المحامين الذين ارتدوا ثوب الاتهام لأنهم تمسكوا بالدفاع عن الحق، والصحفيين القابضين على الجمر المصرين على مهنتهم رغم المصاعب، إلى السياسيين الذين أصروا أن السياسة ليست جريمة وأن من حقنا أن نحلم بواقع مختلف، إلى كل من خرج للدفاع عن حقه وحلمه وأرضه، إلى معتقلي الصدفة والحالمين والمدافعين عن مبادئهم إلى كل حر يدفع ثمن مايرى وكل مواطن يحلم بمواطنة كاملة وعدل يسع الجميع، إلى المختلفين معهم قبل من نحبهم ومن هم في صفوفنا، طالما لم يمارسوا عنفا ولم يرتكبوا جريمة، إلى رفاقنا وأحبابنا خلف القضبان نهدي شخصية العام.
إليكم أنتم، إلى كل المحبوسين إلى الرفاق: محمد رمضان وعلاء عبد الفتاح، وعبد الناصر إسماعيل وسناء سيف، وزياد العليمي، وحسام مؤنس، وهشام فؤاد، وخالد داود، ويحيى حسين عبد الهادي، وسامي النهري ، وإسلام الكلحي، وإسراء عبد الفتاح، وسولافة مجدي، ومحمد صلاح، وحسام الصياد، ورامي شعث، ومحمد الباقر، وهيثم محمدين، وماهينور المصري، ورامي كامل، وعمرو إمام، وأحمد علام، وأحمد شاكر، ومصطفى الأعصر، ومعتز ودنان وسيد عبد اللاه وعبد المنعم أبوالفتوح، ومحمد القصاص ، وحازم حسني، واشرف الحفني وأشرف أيوب، ومحمد عادل، وطارق موكا، ورضا عبد الرحمن، ومحمد أكسجين، وحسن بربري، وكمال البلشي، وهدى عبدالمنعم، وإبراهيم متولي، وحسن القباني، وخليل رزق، وباتريك جورج، وعمر الشنيطي وشادي أبو زيد.. إلى كل من في الصورة وخارجها إلى كل من نعرفهم ولا نعرفهم إلى المجهولين والمنسيين والقابضين على الجمر نقول أنتم أجمل من فينا .
ونطلب لكل من يرى هذه القائمة إضافة أي اسم لم يتم ذكره بعد أن استطال الظلم، لتكون الجائزة بمثابة لوحة شرف لكل سجين رأي.
- المحامون .. فريق الدفاع عن السجناء والمعتقلين.. رسل حماية الحقوق
ربما لا تعرفهم بشكل شخصي ولكنك حتما ستجدهم عندما تضييق بك الأمور، ستجدهم على سلالم المحاكم وفي غرف التحقيق، وأبواب النيابات، كل همهم الدفاع عن حقنا في مجتمع بلا معتقلين وبلا سجناء رأي كل همهم محاولة منع الظلم، ستجدهم مع الجميع لا تفرقة بين أحد طالما يدفع ثمن رأيه ومبادئه ولو أختلفنا. إنهم كتيبة المحامين المدافعين عن المحبوسين وسجناء الرأي، كل باسمه ووسمه ورسمه والثمن الذي يدفعه من عمره ووقته من أجل حريتنا وحرية أبنائنا.
استحق كل المحامين من المدافعين عن السجناء والمعتقلين، اختيارهم ضمن شخصيات العام 2020، لدورهم البارز في الدفاع عن سجناء الرأي، وفتح ملفات الحريات العامة والخاصة، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى قضايا الأقليات والمهمشين. حتى أن بعضهم من فرط إيمانهم بواجبهم انطبقت عليه مقولة نجم والشيخ إمام “قلعوه توب المحامي لبسوه توب الاتهام”، ووصل الأمر إلى أن بعضهم أصبح متهما في قضايا كان يدافع فيها عن سجناء آخرين.
إلى كل المحامين الحقوقيين الذين يحاولون فى أوضاع بائسة وصعبة التمسك بالحدود الدنيا من تحسين أوضاع العدالة في ظروف بائسة ونظام عدالة مختل إلى كبار وشباب المحامين، السند الحقيقي وقت أن يغيب السند، نقدم لكم التحية فردا فردا بأساميكم وبشيمكم ونحيى بطولتكم .
- إكرام يوسف: نضال مستمر وصوت عالي في مواجهة القمع
على مدار عام ونصف، لم تكل أو تمل الكاتبة الصحفية إكرام يوسف من الدفاع عن حق ابنها سجين الرأي المحامي الحقوقي والبرلماني الأسبق زياد العليمي. وحتى قبل أن تبدأ رحلة دفاعها عن حق ابنها في الحرية والحياة غير أسوار السجن، كانت إكرام من الحاضرين الفاعلين بقوة في كل الفعاليات الهامة، وعلى رأسها فعاليات الاحتجاج على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير عام 2016.
رحلة طويلة قضتها إكرام يوسف على أبواب السجن، إما بحثا عن رؤية ابنها المحبوس، أو للضغط لإدخال أدوية أو زيارة أو حتى خطاب تطمئن عليه ويطمئن عليها، إلى جانب صوتها العالي في وجه الانتهاكات المفروضة على سجناء الرأي.
ولهذا الدور العظيم في مواجهة الانتهاكات ضد المعتقلين، ونضالها الممتد لسنوات طويلة في وجه الأنظمة المتعاقبة، منذ اعتقالها في مهد شبابها خلال مظاهرات الخبز لتصبح أصغر معتقلة مرورا بدورها ورفيق دربها الراحل عبد الحميد العليمي وترجماتها عن الحركة الطلابية وحتى الثورة وما تلاها.. ولأنها لم تتراجع لحظة واحدة عن دفاعها عما تراه حق وحقيقة مهما كان حجم الاختلاف معها، ومطالبتها بحق ابنها وجميع السجناء، قررنا اختيارها ضمن شخصيات العام.. شكرا إكرام يوسف، شكرا على هذا النضال ودعم الحق.
- نجلاء فتحي المغربي والدة الزميل حسام مؤنس.. عن أمهات المعتقلين اللاتي لسن ككل الأمهات
هي أم مثل كل الأمهات اللاتي يدفعن الثمن من أجل مستقبلنا جميعا في صمت، وهي في الوقت نفسه مناضلة من طراز خاص يبدو عاديا من فرط بساطته وصعوبة القيام به، وهي أيضا ابنة لمناضل وأم لمناضل، صلب في الحق، لكنه يبقى دائما صوت الحق.
ربما تبقى نجلاء فتحي المغربي والدة الصحفي المعتقل حسام مؤنس نموذجا حقيقيا لكل أمهات وزوجات وأهالي المعتقلين الذين يدفعون الثمن في صمت ويبذلون كل طاقتهم من أجل أبنائهم، ستجدها وتجدهم أمام النيابة وفي الانتظار أمام بوابات السجن وبكل جهة يطالبن بحرية ابنائهن وحقهم في الحلم بغد مختلف.
ليس كمثلها أحد، أنها الصامدة الخائفة على ابنها، المنتظرة لكل مساحة للحركة ، الساعية لفتح دروب ونوافذ، تضمن حقوقنا جميعا كلما أمكن لها، عبر مساندة نجلها ومساندة حلمه وأختيارته بطريقتها، وكل الجائزة التي تنتظرها هي أن يناديها أحد بأم حسام. تقول في رسالة لنا جميعا عبر موقع “درب”، رغم قسوة ما نحن فيه، إلا أنني فخورة وسعيدة أني أم حسام مؤنس، والحاجة الوحيدة الى بتسعدني دلوقتي لما أسمع حد يقول لى يا أم حسام باحس انى طايرة وراسى مرفوعة للسما”
ضربت والدة الزميل الصحفي حسام مؤنس، مثالا على الصبر والتعب من أجل ابنها، تذهب باستمرار إلى زيارته والاطمئنان على أحواله، حتى في غير أوقات الزيارة تذهب السيدة لتكون قريبة من مكان تواجد ابنها رغم الأسوار العالية التي تحجب الرؤية لكنها لا تمنع قلوب المحبين من التواصل والحلم بلقاء وفرج قريب، يزيل غبار الشهور العجاف والأيام الصعبة الثقيلة.
لذلك اختار حزب التحالف وموقع درب السيدة نجلاء محمد لتوجيه التحية والشكر لها ممثلة في كل أمهات المحبوسين سياسيًا ممن يدفعن جزءا من ثمن تضحية أولادهن وعملهم في المجال العام.
حتى يحين موعد اللقاء مع أحبائهن، نجدد التحية والشكر لنجلاء محمد وكل أم وشقيقة زوجة على ما تحملن من تعب وما بذلن من جهد، وما يدفعن من أعمارهن في طوابير الانتظار في الحياة وأمام بوابات السجون، أملا في نظرة أو خطاب يطمئن القلوب الحالمة بغد أفضل، والواثقة بأن فرج الله قريب.
- أمهات وأسر المعتقلين: رسالة أمل لا تنقطع وضراوة في مواجهة الظلم
لا يسعنا أن نتحدث عمن تقوم به أمهات وزوجات وأسر المعتقلين السياسيين من نضال ودفاع وأمل لا ينقطع في مواجهة الظلم والسجن، ولكن كان علينا أن نذكرهم ولو تكريم باعتبارهم “شخصية العام” لما يقومون به دفاعا عن ذويهم.
وكما الحال في الحركة التاريخية التي يتذكرها الجميع بكل فخر، حركة أمهات “بلازا دي مايو”، جاءت تحركات أمهات وزوجات المعتقلين، بين رسائل والدة الصحفية سولافة مجدي وتسجيلات حفيدها خالد ونضالها المستمر، إلى خطابات الصحفية مديحة حسين زوجة الصحفي المحبوس هشام فؤاد، وأمنية زوجة سيد عبد اللاه وأماني زوجة أشرف الحفني وزوجة الباقر والقصاص وأشقاء وعائلات عبد الناصر إسماعيل وحازم حسني وهشام جنينة، وشقيقات مصطفى الأعصر ومعتز ودنان .. وطابور طويل من العائلات والأسر يخوضون معارك الدفاع عن حقنا جميعا في الحرية والعدل.
واحتراما لهذا الدور وهذا النضال وهذه الضراوة، كان لزاما علينا اختيار أمهات وزوجات وأسر المعتقلين كأحد أهم شخصيات العام الاعتبارية، تقديرا من التحالف الشعبي الاشتراكي وموقع “درب” لهذا الدور في مواجهة كل هذا القمع.
- خالد الصياد ابن سولافة وحسام: طفل العام (نموذج لأطفال يدفعون ثمن اعتقال الأهل.. دعم ومساندة)
“وحشتيني يا ماما أنتي وبابا، مستنيكم ترجعوا بسرعة، ونفسي أشوفكم”.. كلمات بسيطة قالها طفل عمره 6 سنوات كشف خلالها عن معاناة أبناء السجناء، من سنوات حرمانهم من أباءهم وأمهاتهم، في أكثر أعمارهم احتياجا للدفء والحب والدعم، ما يمثل إجباره على دفع ثمن أمور لم يرتكبها، من عمره ومن طفولته.
خالد حسام الصياد، طفل صغير حرمته يد القمع من والديه، ليكون نموذجا لمئات أو حتى آلاف الأطفال الذين حرموا هم الآخرين من أب أو أم وكليهما، بسبب قرار بالحبس ينتظر كل معارض أو سياسي مختلف.
ألقت قوات الأمن القبض على سولافة وحسام في 26 نوفمبر 2019، ومنذ ذلك الحين أكثر من 13 شهرا، لم ير خالد والدته ووالده، أو حتى يسمع صوتيهما، فقد خالد الدفء لكنه لم يتوقف عن إرسال الرسائل لوالديه ينثرها في الهواء حاملة اسميهما عسى أن يلتقطها قلب يدرك معاناته ومعاناة من هم مثله.
رسائل وفيديوهات وصور خالد في انتظار والديه حملت ألم لنا جميعا دون قصد من الطفل الصغير، حملت ألم معاناة كل رفقائه ممن حرمهم الحبس والاعتقال من أبويهم أو أحدهما، بنات حسن القباني ونجل زياد العليمي، وابنة د. وليد شوقي، وأبناء سيد عبد اللاه وغيرهم الكثييير ممن لا نعلمهم ولكنهم تعلموا الانتظار أمام بوابات السجون قبل أن يتعلموا ممارسة ألعابهم الطفولية مع رفقاء دربهم.
اخترنا في “درب” و”التحالف الشعبي”، الطفل خالد حسام الصياد ليكون “طفل العام”، كنموذج لأطفال المعتقلين لتسليط الضوء على محنة حرمانهم من أهلهم.
- مستشفى 25 يناير ومرسال ووجبات صحية.. مبادرات دعم ورعاية مصابي كورونا.. لأرواح تستحق الحياة
في الوقت الذي تزايد الضغط على المؤسسات الصحية في ظل تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، تولدت حاجة ماسة إلى وجود مبادرات مدنية لتقديم الدعم والمساندة، في سبيل إنقاذ أرواح تستحق الحياة.
وهب مستشفى 25 يناير ومؤسسة مرسال والمبادرات التطوعية المماثلة، وقتهم وجهدهم لعلاج ومتابعة المصابين بكورونا بكل وسيلة متاحة وبالمجان، اتصالات واستغاثات لا تتوقف، وعشرات المتطوعين الذين لا يملون من الرد والدعم والمساندة، الجميع هنا متساوون في الاهتمام والرعاية، لا فروق بناء على الدين أو العمر أو حتى الجنسية.
وبينما توارت جهات عن مسؤوليتها المجتمعية تجاه المتضررين من الجائحة، قرر محمد الجارحي رئيس مجلس أمناء مؤسسة مستشفى 25 يناير، تقديم كل ما في وسعه للمساعدة والدعم والمساهمة في إنقاذ حياة مئات المرضى والمحتاجين، ولم يمنعه من ذلك أنه ما يزال يدفع فاتورة مواقفه السياسية، حتى أن شقيقه ياسر حكم عليه بالسجن 5 سنوات، بعد القبض عليه كوسيلة ضغط “عقابا له علشان بيحب البلد”.
“مرسال” – التي أسستها هبة راشد – لها نصيبها الوافر من الشكر على جهودها المستمرة في رعاية مصابي كورونا مهما تكلفت علاجاتهم، واضعة نفسها بابا مفتوحا لكل من في حاجة للدعم والمساندة، أيا كانت درجة خطورة حالاتهم أو احتياجاتهم، ضاربة مثلا رائعا في دور المجتمع الأهلي في أوقات الأزمات.
مبادرات أخرى، من بينها “وجبات صحية لمرضى كورونا”، ومستشفى “أهالينا”، وحملة “بلدنا تقدر” في مواجهة كورونا لاتحاد شباب أهانسيا ببنى سويف، واللجنة الشعبية بـ6 أكتوبر والشيخ زايد، و”حركة شباب ميت يعيش” بالدقهلية، وغيرها، بالإضافة إلى دعم أحزاب -من بينها التحالف الشعبي- لنقابة الأطباء والمستشفيات بمساعدات وقفت كحائط دعم وحماية في سبيل تخفيف تداعيات الجائحة على المصابين وتحجيم انتشارها.
ورغم أن هذه المبادرات لا يجب أن تكون بديلا للخدمات التي يجب أن تقدمها الدولة لمواطنيها، وجدنا أنه من الواجب تكريمها لإصرارها على تحمل مسؤوليتها الاجتماعية في سبيل تخفيف المعاناة عن المتضررين من الجائحة وكنموذج لحضور المجتمع المدني في وقت يسعى الجميع للنيل منه وتحجيم دوره.
- هيثم الحريري.. صوت الشعب ونائبه .. الانحياز للحق لا ينتهي بخسارة معركة آخر رسائل الأمل في 2020
ربما تكون واحدة من آخر رسائل الأمل في 2020، مسجلة باسمه وباسم رفيق دربه أحمد طنطاوي، الرسالة أرسلها النائب هيثم الحريري، وسط آلام عملية إسقاطه في الانتخابات بكل الوسائل وعلى رأسها المال السياسي، معلنا استمراره في العمل رغم كل شيء ومنحازا للعمل الجماعي والسياسي عبر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذي اختار الانضمام له، لاستكمال نضاله الاجتماعي والاقتصادي السياسي ، ومؤكدا أنه مهما كانت المصاعب فلا سبيل إلا بالعمل التراكمي فالسياسة هي سلسلة من المعارك والانحياز للحق لا ينتهي بخسارة معركة.
هيثم الحريري ربما يكون هو نائب الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في البرلمان السابق، خاضها جميعا دفاعا عن الفقراء وضد سياسات التجويع والإفقار التي تبناها النظام الحالي، انحياز هيثم دعمه أيضا مواقف عديدة ومشهودة لهيثم الحريري في الدفاع عن القضايا الوطنية الحساسة في مجال السياسات الاقتصادية والاجتماعية، وقضايا الحريات والاستقلال الوطني ورفض التبعية، صنعت منه نائبا حقيقا للشعب، لا يكتفي برصد معاناة أبنائه بل يقدم لها الحلول العاجلة لحلها، رغم ما يواجه من تهميش وتضييق.
وقف الحريري كحائط صد، خلال فترة عضويته بمجلس النواب، ضد القوانين المكبلة للحريات، ولم تخل معاركه النيابية من الوقوف في صف جميع فئات الشعب من عمال وفلاحين وطلاب ومرضى وضحايا جائحة كورونا وسجناء رأي، ضمن قائمة طويلة اختار السير في طريق الدفاع عنها، ضمن تكتل “25/30″، في مواجهة أغلبية قررت تبني مصالح النظام وتوجهاته، بغض النظر عن تأثيراتها السلبية على معيشة المواطنين وأوضاعهم التي تزداد سوءا يوما بعد الآخر، من جراء هذه التشريعات.
هذه المواقف وغيرها فتحت أعين رجال السلطة على الحريري، ليلاحقوه تارة بالتحجيم، وتارة بالتشويه، وأخرى بالحشد لإسقاطه في انتخابات مجلس النواب المقبل، بكل ما أوتيت من سيطرة ونفوذ ومال سياسي، لكن ذلك لم يمنعه من استكمال مساره ببدائل أخرى، ليعلن انضمامه لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في سبيل الاستمرار في خوض المعارك الوطنية.
من أجل ذلك، وجب تكريم الحريري كأحد أبرز شخصيات العام، لتقديمه مثالا لما يجب أن يكون عليه نائب الشعب المدافع عن حقوق الوطن وأبنائه، واستعداده لدفع فاتورة مواقفه وانحيازاته دون خوف أو تراجع
- أحمد طنطاوي.. نقطة ضوء لمستقبل مختلف
لأنه لم ييأس وأصر حتى اللحظة الأخيرة على مواصلة ما بدأه، فرغم إسقاطه في انتخابات النواب. بعد دورة برلمانية كان واحدا من أبرز من خاضوا معارك الجماهير فيه، منتصرا للحق مهما كان الثمن، فإنه أصر أن يرسل مع نهاية العام رسالة أمل للجميع تقول أنه رغم الألم بعد إسقاطه لازال هناك مساحة للأمل من خلال العمل الجماعي والحزبي فكان أن اختاره أعضاء حزب تيار الكرامة رئيسا للحزب.
في نظر البعض، كان مجلس النواب -في دورته المنتهية- مجرد ذراع من أذرع السلطة التنفيذية، ينتمي إليها ويعبر عنها في الوقت الذي تراجعت فيه أدواره الرقابية المنصوص عليها دستوريًا، لكن ظل طنطاوي خلال دورة المجلس كان وفيا لأحلام ناخبيه، مدافعًا عما رآه صحيحا وما رأى أنه يتوافق مع القيم والمبادئ من رفض التنازل عن تيران وصنافير وحتى التعديلات الدستورية مرورا بمواقفه الاجتماعية ومبادرته السياسية.. ليكون أحد أقوى الأصوات داخل المجلس.
ربما لم يتم الاستجابة لمعظم ما تقدم به طنطاوي، غير أنه سعى ما استطاع لطرح قضايا الجماهير، من خلال مواقفه ومبادراته التي تقدم بها تمكن من لفت الانتباه إلى أن المعارضة يمكن أن تقدم حلولا عملية.
ولأنه كان أحد أبرز المعارضين في البرلمان، فقد واجهته حرب ضروس أثناء ترشحه في الدورة الحالية، وتحول تقدمه في عمليات الفرز إلى خسارة انتخابية كما أكد هو بنفسه خلال اعتراضه على النتائج النهائية، لكن ذلك “السقوط” كان في نظر البعض نقطة ضوء.. وهو ما عبر عنه يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق حين قال “نجح أحمد طنطاوي وكسبنا”
وسط الألم أرسل طنطاوي أكثر من رسالة أمل، ليبدأ مع تيار الكرامة فصلا جديدًا من السعي الحثيث للوصول إلى وطن أفضل يحتوي الجميع دون إقصاء فاستحق أن يكون ضمن شخصيات 2020.
- عمال كفر الدوار والدلتا للأسمدة والجامعة العمالية واوراسكوم.. فرسان الدفاع عن الحقوق ولقمة العيش ومواجهة الخصخصة
“احنا معاكم في المشوار”.. وسط الصمت المطبق يأتي صوت العمال حاملا الأمل بأن هناك من لازال يقاوم من أجل حقوقه والدفاع عن مقدرات هذا البلد، فوسط عتمة سيطرت على المجال العام جاءت احتجاجات العمال في مناطق عمالية مختلفة، وارتفعت أصوات تضامنهم العابر للمصانع لتقول أن الأمل لازال ممكنا وأن انتزاع الحقوق لازال متاحا طالما هناك من يقف وراءه.
إلى من يُبنى على أكتافهم الاقتصاد وتدور بسببهم عجلة الإنتاج، إلى العمال الذين دافعوا -خلال عام صعب- عن حقوقهم المشروعة في الحفاظ على “لقمة العيش” في مواجهة عواصف الخصخصة أو التصفية أو في مواجهة رجال أعمال حاولوا سحقهم من أجل تعظيم ثرواتهم.. إلى كل هؤلاء الرجال نوجه التحية الواجبة.
قائمة طويلة من عمال المصانع والشركات الذين تعرضوا لمعاناة شديدة وضغوط كبيرة خلال العام المنتهي، من بينهم 2500 عامل بشركة “الدلتا للأسمدة” في محافظة الدقهلية أعلنوا اعتصامهم رفضا لمحاولات تصفية الشركة بزعم نقل مقرها تمهيدًا لبيع الأرض المقامة عليها من أجل إقامة مشروع سكني.
ومن بين هؤلاء أيضًا 3200 عامل بالجامعة العمالية وجدوا أنفسهم دون رواتب لعدة أشهر، فقادوا سلسلة احتجاجات من أجل نقل التبعية من الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إلى وزارة القوى العاملة، وهو ما نجحوا في تحقيقه.
ومنهم أيضا العاملين بالشركة الوطنية للصناعات الحديدية فرع العين السخنة بمحافظة السويس، إحدى شركات أوراسكوم للإنشاء والتعمير.. الذين تعرضوا للإيقاف والفصل بل وصدرت ضد 6 منهم أحكام بالسجن وغرامة بالآلاف الجنيهات لاتهامات لاحقتهم بـ”تعطيل مشاريع قومية”.
تتزايد معاناة العمال، حتى أن مرصد الاحتجاجات العمالية والاجتماعية، رصد 17 احتجاجا خلال النصف الأول من شهر ديسمبر، تنوعت بين وقفات احتجاجية وإضرابات عن العمل أو الطعام وتجمهر في أحد عشر محافظة، مطالب بسيطة ومشروعة لا تتمثل إلا في الحفاظ على مصدر دخلهم وعدم سحقهم وأسرهم تحت عجلات قطار الخصخصة أو التصفية.
فتحية واجبة لصمود العمال في كل المصانع والشركات ودفاعهم عن حقوقهم، وتحية لكل الرجال الذين أصروا على استكمال ما بدأوه من أجل الحفاظ على مقدراتهم في مواجهة محاولات سحقهم.
- محمد العربي.. رجل أعمال تحمل مسئولياته في مواجهة مستثمرين قدموا العمال قرابين للثروة
“ما تقلقوش أبدًا طول ما إحنا مع بعض ربنا معانا”.. هكذا جاءت رسالته للعاملين مع بداية ازمة كورونا، في مواجهة دعوات لم ترى إلا الأرباح، ولو على حساب أرواح العمال.
اختار رجل الأعمال محمد محمود العربي أن يقدم نموذجًا لرجل الأعمال وقت أزمة كورونا، خرج ليؤكد أن شركته لن تتخلى عن أحدا من العاملين، وأن حقوقهم ستظل مصانة، مشددا أن مصالح 35 ألف عامل يعملون بالشركة لن تتأثر، وأنه لن يتم تسريح أي منهم كما سيتم صرف البدلات والرواتب مبكرا بالإضافة لمتابعة طبية مستمرة، وتابع “الحمد لله الشركة بدأت أسرة وهتستمر أسرة” ليرسخ بشكل كامل للمسئولية الاجتماعية لرجال الأعمال والتي يجب أن يلتزم بها كل مستثمر، في وطنه والعمال الذين هم في الأصل مصدر ثروته.
أهمية قرار “العربي” أنه جاء في مواجهة رأسمالية متوحشة أسفرت عن وجهها القبيح، وخرج بعضهم ليهددوا بتسريح العاملين لديهم مطالبين بإلغاء الحظر للحفاظ على “مكاسبهم” بينما طالب آخرون العمال “بالتنازل عن جزء من رواتبهم” ووصل الأمر بآخرين إلى تسريح عدد من العاملين بالفعل أو إجبارهم على إجازات غير مدفوعة الأجر.
“العربي” لم يكن وحيدا حيث انضم إليه آخرون في قطاعات مختلفة، إلى كل هؤلاء في كل مكان، إلى الذين انتصروا للإنسان قبل الأرباح، في مواجهة رأسمالية رثة ومتوحشة، نهدي شخصية العام.
- الشهيد اللواء ياسر عصر.. ضابط شرطة يضحى بنفسه لينقذ المواطينن
ضرب الشهيد اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات السابق، مثالًا يحتذى به في الالتزام والتضحية والفداء لخدمة المواطنين، وقدم نموذجًا مضيئًا لما يجب أن يكون عليه ضابط الشرطة، بعدما استشهد في سبيل تقديم واجبه.
لذلك اخترنا تكريم اسمه بعدما فاضت روحه إثر سقوطه داخل هواية بمحطة مترو مسرة في شبرا اندلع فيها حريقًا، وفور وصول رجال الحماية المدنية لموقع الحريق للسيطرة عليه، حاول المساندة حتى أصيب ورحل بمستشفى الشرطة بالعجوزة.
يذكر أن اللواء ياسر عصر من مواليد قرية مشتهر في مركز طوخ بالقليوبية، وتخرج من كلية الشرطة عام 1989، وترقى إلى رئاسة قسم شرطة ضواحي السكة الحديد بمحطة مصر عام 2016.
ولم تكن الواقعة التي استشهد فيها هي الأولى ففي يناير 2016، نشب حريق هائل في القطار 1551 (القاهرة – طنطا)، وبالتزامن مع طلب الدعم، شرع بنفسه في إخلاء الركاب من القطار، وأمسك بطفاية حريق ثم تعامل مباشرة مع مصدر النيران ليمنع امتدادها إلى باقي عربات القطار حتى تمكنت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق كاملًا.
وأشادت مواقع التواصل ببطولته، مؤكدين أن هذه الصورة هي التي يجب أن يكون عليها ضابط الشرطة في خدمة مجتمعه والمبادرة بالمساعدة والتضحية.
- إبراهيم عبد المجيد.. الأديب الذي لا يتوقف عن الإبداع.. رسالة مصر القادرة
واحد من جيل الكبار أهدى المكتبة العربية وللقراء عشرات الروايات والكتب القيمة، إنه الأديب الكبير والروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي مازال يمتعنا بأعماله القيمة، لذلك قرر التحالف و”درب”، تكريم إبراهيم عبد المجيد على إبداعه ومسيرته المستمرة، وحرصه الدائم على تقديم أعمال جديدة ومتميزة.
صدر له هذا العام رواية العابرة عن دار المتوسط للنشر في إيطاليا، وكتاب “رسائل من مصر” الذي قدم من خلاله صورة لمصر التي كانت عبر ترجمة أكثر من مائة وعشرين رسالة في حب مصر، تتناول مصر الشعبية في مواجهة تاريخ الملوك.
في الكتاب ستقرأ عن الحياة اليومية للمصريين لا تاريخ القادة والزعماء رغم وجوده فالناس هم الأكثر وجودا، الشيوخ والعمد والفلاحين والعمال رجالا ونساء وحتي العبيد . عن مصر التي تتغافلها كتب التاريخ المعنية بالسادة .
وهكذا يصر عبد المجيد أن يقدم صورة لمصر مختلفة، في مواجهة صورة مصر الحكام والمستبدين.. وهو ما قدمه خلال مسيرة طويلة قدم خلالها العديد من الأعمال المميزة من أهمها “لا أحد ينام في الإسكندرية”، و”ليلة العشق والدم”، “البلدة الأخرى”، “بيت الياسمين”، “طيور العنبر”، و”الإسكندرية في غيمة”.
ويحرص إبراهيم عبد المجيد دائمًا على الاشتباك مع القضايا المثارة ويبدي فيها رأيه وينحاز لما يؤمن به من أفكار ومبادئ، وهو مثال حي للمثقف المؤمن بقضايا أمته والمتفاعل مع مشكلات وآمال وأحلام الناس، ووسط ركام اليأس والمرض اصر عبد المجيد خلال 2020 أن يقول ان الحياة ممكنة واننا قادرون على مواصلة الدرب والانتاج مهما كانت الصعوبات.
لذلك حرصنا على تكريم كاتب مهم ومؤثر مازال يمتعنا بأعماله وكتاباته، ويحرص كل عام على أن يقدم الجديد للقراء ليسهم في إضافات قيمة للمكتبة العربية.
- علي بدرخان.. مخرج بدرجة مناضل ضد التطبيع في زمن الهرولة
رصيد فني ووطني كبيران جمعهما المخرج الكبير على بدرخان على مدار تاريخه الطويل، الذي كان التعبير عن هموم الوطن وأبنائه عنوانه الرئيسي، مهما كلفه ذلك من تضحيات.
بدرخان، صاحب الـ74 عاما، الذي يعد من أبرز مخرجي جيل الوسط السينمائي، قرر السير في طريق مغاير أكثر وعورة، لكنه في الوقت ذاته أكثر تأثيرا وقدرة على البقاء مع مرور الزمن، ليتبنى القضايا السياسية الشائكة في أعماله، متناولا مآسي المعتقلين وأوضاع السجون وفساد الأنظمة والطبقات العليا، وهموم والحرافيش، ورمزيات الفقر والجوع والاستغلال السياسي والمجتمعي.
المواقف الوطنية لبدرخان كلفته الاعتقال مع أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام في عهد السادات في أثناء زيارة الرئيس الأمريكي نيكسون، لكن ذلك لم يفت عضده في الإصرار على آرائه.
بدرخان كان هذا العام واحدا من رموز مواجهة التطبيع داخل الوسط الفني.. ليحمل هو وآخرون من رفقائه الملتزمين بقضايا الوطن راية مواجهة موجة التطبيع الكاسحة التي خضع لها عدد من المنتسبين للفن، فاتحا مكتبه غرفة عمليات لتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية ومواجهة الموجة التطبيعية ورموزها ومحاولات الاختراق الصهيوني لفاعلياتنا الفنية.
لهذه المواقف المشرفة وغيرها، قررنا اختيار بدرخان لتكريمه ضمن شخصيات العام، كرمز للتاريخ الفني المتواصل والمعبر عن قضايا وهموم الوطن وأبنائه، رغم كل محاولات التجريف والتشويه والإسفاف.
- نور الشربيني وعلي فرج وميار شريف.. رسل الفرحة في 2020 .. حدوتة مصرية على منصات التتويج
طفرة كبيرة شهدتها الرياضات الفردية في مصر، ولدت أبطالا رفعوا علم الوطن في أبرز المحافل العالمية ومنصات التتويج، ليبرزوا كعلامة مضيئة لم تستطع جائحة كورونا إخفاء بريقها.
في الرياضة، يكمن الجهد الأكبر في البقاء على القمة لفترة طويلة، وهو ما نجحت في إثباته “فراشة الاسكواش” نور الشربيني، ابنة الـ25 ربيعا، التي استطاعت أن تضمن مكانتها على قمة التصنيف العالمي للعبة لسنوات عديدة، وهي أول مصرية تحقق بطولة إنجلترا المفتوحة للاسكواش تحت سن 13 عاما في 2009، قبل أن تنضم لقائمة أفضل 15 لاعبة للاسكواش ولم يتعد عمرها حينها الـ14 ربيعا، أما الآن فهي بطلة العالم 4 مرات في الرياضة التي يهيمن عليها المصريون رجالا ونساء.
علي فرج – المهندس الميكانيكي خريج جامعة هارفارد – كان أيضا من الوجوه البارزة في تاريخ الرياضات الفردية المصرية، حيث مكنه مساره الاحترافي من الحفاظ على مركزه الأول عالميا في الاسكواش حتى آخر تصنيف في نوفمبر، معززا مكانته بالفوز ببطولة تلو الأخرى، لا يترك مضربه إلا برؤية علم مصر على منصة التتويج.
مصرية أخرى استطاعت أن تبرز اسم مصر في رياضة – لم تكن تتواجد فيها تقريبا – وهي بطلة التنس ميار شريف، التي قدمت أداء تاريخيا مذهلا استحق الكثير من الإشادات، كأول مصرية تشارك في بطولة رولان جاروس، إحدى بطولات التنس الأربع الكبرى، كما ضمنت تأهلها إلى دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، لتصبح بذلك أول مصرية تحقق هذا الإنجاز أيضا، وخلال مسيرتها، حصدت 9 ألقاب فردية و6 زوجية، وحصدت – كممثلة لمصر – ذهبية التنس في دورة الألعاب الإفريقية، لتكتب تاريخا جديدا لمصر في اللعبة.
إنجازات مميزة ومتواصلة حققها فرج ونور وميار ضمن قائمة طويلة من أبطال مصر، تستوجب الإشادة بهم ومنحهم التكريم اللائق الذي يستحقوه، لتقديمهم نموذجا مشرفا للتحدي رغم أي صعوبات.
- (تكتل 25 – 30) لا خافتة في مواجهة “المد التأييدي”.. اعترافا بأهمية المحاولة مهما ضاقت السبل وقصرت الاجنحة
في مواجهة “المد التأييدي” برزوا، أصوات حقيقية تعبر عن المواطنين الذين انتخبوهم، لا يعارضون من أجل “الشهرة” أو المكاسب الشخصية وإنما من أجل المصالح العامة.. حافظوا على مساحتهم داخل المجلس رغم الضغوط واستمروا في أداء دورهم “الرقابي” دون كلل أو خوف.
تكتل “25 / 30″، المعارضون تحت قبة البرلمان، ربما كان عددهم قليلا لكن صوتهم كان عاليًا في حدود ما اتيح لنا جميعا من حركة، بعض كلماتهم كانت موجعة لكنها في كثير من الأحيان أصابت كبد الحقيقة وسعت لتوسيع المساحات وإن أعجزتهم وأعجزتنا سيطرة الاستبداد.. وبعض الحقائق مؤلم.
ويأتي تكريم “التكتل” اعترافًا بأهمية المحاولة مهما قصرت الأجنحة التي تحملنا للطيران، وبما يمكن أن تنقله، والأدوار الوطنية التي يمكن أن تقوم بها رغم الظروف العصيبة ومحاولات تكميم الأفواه، وليس أدل على صلابة التكتل من موقفه الرافض لاتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية، وكذلك موقفه من التعديلات الدستورية ومن قضايا الحقوق العامة.
ربما لم يتمكن “التكتل” من تغيير كثير من القرارات، لكن صوته جاء كاشفًا ومُنبهًا، حتى لا ينام البرلمان بثقل استبداد السلطة على حقوق الشعب، وجرس إنذار أن هناك من قالوا لا في الوقت الصعب، ففي ظل موجة التطبيع التي تجتاح الوطن العربي بأسره وسط ترحيب من القيادة السياسية المصرية، وقف التكتل المعارض داخل أقدم برلمان عربي ليعبروا عن مخاطر ذلك التوجه.. وشدد أعضاؤه على أن عمليات السلام بين العرب وإسرائيل لم تسفر إلا “عن مزيد من الحقوق المهدورة”، في ظل دعم أمريكي غير مسبوق ولا مشروط لتل أبيب.
الموقف المعارض لنواب التكتل، دفعوا ثمنه، خلال الانتخابات التي أجريت مع أواخر العام 2020 خسر التكتل نحو 80% من الأصوات بسبب ما وصفه أعضاء (25/ 30) بـ”استغلال المال السياسي” و “وشراء الأصوات جهارًا نهارًا على مرأى ومسمع من كافة الجهات المسؤولة عن العملية الانتخابية”.
شكرًا أعضاء تكتل “25 /30” على كل ما بذلتموه، وعلى كل ما قدمتوه، وما هذا التكريم إلا رسالة مفادها أنكم لم تسقطوا وأن دوركم لم ينته.. فواصلوا ما بدأتموه.
برقيات محبة وتقدير
- الدكتور مجدي يعقوب.. طبيب القلوب
لا شكر يوفيك حقك، فالألسنة تعجز عن ذلك، فما تقوم به أنت وفريقك من أنبل الأعمال.. وليس أنبل من الحفاظ على قلوب أبناء مصر.
تحية شكر وتقدير وعرفان، إلى “طبيب القلوب” الدكتور مجدي يعقوب الذي قرر العودة إلى بلده وبذل الغالي والنفيس من أجل إنشاء صرح طبي عملاق يقدم العلاج ويحفظ حياة أطفالنا.
دكتور علاء عوض.. العالم رسول المعرفة والرحمة :
دائما كنت معنا ودائما كنا ننتظر أراؤك ودعمك طبيبا وصديقا ومعينا وملاك رحمة يحمل الدواء والعلم لنا، رسالتنا اليك لحضورك الدائم معنا وسط الجائحة، في التوعية بطبيعة ومخاطر فيروس كورونا، وسبل الوقاية وتجنب الإصابات وتقليل أعدادها، مع تزايد انتشار الجائحة، وتحوله من اللحظة الأولى حائط صد في مواجهة المخاوف والشائعات، بالعلم والمعلومات الطبية الصحيحة لتوعية الناس بما يواجهون.
فذلك كان لابد لنا أن نرسل إليه التحية والتقدير على دوره وشجاعته وإصراره على مساعدة الناس.