بعيدًا عن مصير سوريا والعراق| منتخب مصر يواجه الجزائر الليلة وسط مطالبات بالفوز رغم التأهل الرسمي
تفوق جزائري وغزارة تهديفية مصرية ولقاءات ومواجهات مثيرة بين الفريقين.. ومشاحنات نتمنى أن تنتهي
كتب – أحمد سلامة
في التاسعة مساءً، يلتقي منتخب مصر الأول لكرة القدم نظيره الجزائري في مباراة هامة للغاية يترقبها جماهير المنتخبين ومحبيهما في كل الأقطار العربية والدول الإفريقية.
وبعكس منتخبا سوريا والعراق اللذين خسرا في مبارتين حاسمتين كانا مطالبين خلالهما بالفوز ولا شئ غير الفوز، فقد تأهل منتخبا مصر والجزائر إلى الدور التالي في كأس العرب المقامة بقطر، وعلى الرغم من هذا التأهل إلا أن المباراة تحوم حولها حالة من التحفز ويسبقها كثير من الترقب.
وعلى الرغم من التعاطف الكبير الذي حظي به المنتخب السوري والمنتخب العراقي، إلا أن الظروف حالت دون استمرارهما فقد خسر المنتخب العراقي من نظيره القطري بثلاثة أهداف للاشئ شيء، بينما خسر المنتخب السوري في اللحظات الأخيرة -وبعد أن أهدر فُرصًا محققة للتهديف- على يد المنتخب الموريتاني بهدفين للاشئ جاء ثانيهما في اللحظات الأخيرة من اللقاء.
اللقاء يأتي في نظر البعض كـ”بروفة” لمباراة قد تقام بين الفريقين في تصفيات كأس العالم، فالمنتخب الجزائري الذي يأتي في التصنيف الأول لمنتخبات القارة، قد يحل ضيفًا ثقيلا على المنتخب المصري -الذي يجئ في التصنيف الثاني- إذا ما أسفرت القرعة عن ذلك.
المشكلة الأكبر في نظر البعض، تتمثل في أنه في حالة عدم الفوز على المنتخب الجزائري فإن ذلك يعني أن يحل المنتخب المصري ثانيًا في مجموعته، وهو ما يعني أنه سيواجه منتخب المغرب، وهو أيضًا أحد منتخبات التصنيف الأول في تصفيات المونديال والتي قد يواجهها منتخب مصر.. لذلك فعلى الرغم من الفوز العريض الذي حققه منتخب مصر على السودان فإن كثيرًا من المتابعين شعروا باستياء من عدم إحراز هدف سادس أمام فريق تعرض لاعبين منه للطرد.. ذلك الهدف -في نظرهم- كان كفيلا بدخول مباراة الجزائر ومصر على على قمة المجموعة ما يعني الابتعاد -نظريًا- عن مواجهة المغرب في الدور التالي ما لم نخسر من “الخُضر”.
ومنذ فترة طويلة، تحظى لقاءات المنتخبين المصري والجزائري بالكثير من الاهتمام، ويعتبرها البعض “ديربي” إفريقي جدير بالمتابعة، وهناك العديد من المحطات التي تؤكد أن مقابلات الفريقين تشتعل بأجواء حماسية ساخنة قبلها، وتستمر ربما بعدها بسنوات.. ولا يتوقف الأمر عند حد الحماس وإنما يتجاوز ذلك إلى مشاحنات وتجاوزات، في صورة مؤسفة نتمنى أن تنتهي من كافة الملاعب الرياضية.
مازال الكثيرون يذكرون المباراة الشهيرة عام 1989 بين المنتخبين في ستاد القاهرة، تلك المباراة المؤهلة إلى كأس العالم 1990 والتي فازت بها مصر بهدف أحرزه حسام حسن، وقبلها.. يذكر الكثيرون أيضًا مباراة تصفيات أوليمبياد لوس أنجلوس عام 1984 والتي فاز بها المصريون بهدف لـ علاء نبيل، وهي المباراة التي شهدت الكثير من المشاحنات بين الفريقين حتى قال المعلق محمد لطيف كلمته العالقة بالأذهان حتى اليوم “هم عايزين يبوظوا الماتش يا عُبطة”.
حول تلك الأحداث يقول لاعب المنتخب السابق مجدي عبدالغني”تعادلنا في اللقاء الأول بهدف لكل فريق وفي المباراة الثانية حققنا الفوز بهدف علاء نبيل وتأهل منتخبنا إلى نهائيات الأولمبياد.. قبل نهاية المباراة تعرض زميلي علي شحاتة إلى الضرب بالبوكس من أحد لاعبي منتخب الجزائر وسقط على الأرض وقمت في إطار رد الفعل بالجري نحو اللاعب المتسبب في الأزمة ووجهت إليه بوكس في وجهه”.
ويتابع عبدالغني “الأمر تطور بعدها وحاول لاعبو المنتخب الجزائرى الاعتداء علي”.. مضيفًا “لم أكن المتسبب في أحداث مباراة منتخب مصر والجزائر عام ١٩٨٤ وإنما ما صدر عني كان في إطار رد الفعل”.
وتمر السنوات سريعًا، ليلتقي المنتخبين مرة أخرى في تصفيات مونديال 2010، لكن هذه المرة يلتقي الفريقان ثلاث مرات وليس مرة واحدة.. أشهرها لقاء ستاد القاهرة -أو بالأحرى- الدقائق الأخيرة من اللقاء، تلك التي أحرز فيها عماد متعب هدف الفوز لنتأهل مع الجزائر إلى مباراة فيصلية تقام في السودان.
وفي السودان، فاز المنتخب الجزائري بهدف أحرزه عنتر يحيى من تسديدة قوية في مرمى الحضري، أبعدت المنتخب المصري عن حلم المونديال.. ورغم انتهاء المباراة بنهاية الـ 90 دقيقة إلا أن المشاحنات لم تنته، فقد خرجت وسائل الإعلام تشعل نيران التحريض على الجزائر كلها حتى اندفع أحدهم إلى القول إن الجزائر “بلد المليون لقيط” وهي الكلمة التي وصفها العديد من الجماهير -حتى المصرية- بالبذئية.
وفي ظروف أهدأ نسبيًا، وبعد أشهر قليلة، يلتقي المنتخبان مرة أخرى في الأمم الإفريقية 2010، ليحقق منتخب مصر فوزًا عريضًا بأربعة أهداف للاشئ، وهو واحد أكثر اللقاءات غزارة في الأهداف إلى جانب مباراة الـ”5 / 2″ الشهيرة في تصفيات مونديال 2002.
المواجهة المرتقبة بين مصر والجزائر، هي المباراة رقم 29 بينهما سواء رسمية أو ودية، حيث سبق وأن التقيا سويا في 28 مباراة، بواقع 7 لقاءات في تصفيات كأس العالم، بجانب 5 مباريات في نهائيات كأس أمم إفريقيا، فضلاً عن 4 مواجهات ضمن تصفيات أمم إفريقيا، ومباراتين في تصفيات دورة الألعاب الأولمبية، بجانب مباراة وحيدة في دورة الألعاب الإفريقية، وأخرى في دورة البحر المتوسط، فضلاً عن 8 مباريات ودية.
ويتفوق المنتخب الجزائري علي نظيرة المصري، حيث فاز منتخب الجزائر في 11 مواجهة، مقابل 8 انتصارات للفراعنة، في حين حسم التعادل 9 مواجهات بينهما.
في حين يتفوق المنتخب المصري علي نظيرة الجزائري في نسبة التهديف، حيث سجل لاعبو الفراعنة 35 هدفا، فيما سجل منتخب الجزائر 33 هدفا.