بعد 8 أيام من القبض عليه بلا عرض على النيابة.. خالد داود في رسالة للرئيس ووزير الداخلية والنائب العام: هيثم البنا فين؟
داود يطالب بالإفصاح عن مكان البنا وتمكينه من حضور محام بصحبته واطمئنان أسرته عليه: أي مواطن معرض لنفس التجربة
الكاتب الصحفي يدعو لتنفيذ وعود مراجعة وضع المحبوسين احتياطيا لفترات تخطت العامين.. وإصدار عفو في قضايا النشر والتعبير
طالب الكاتب الصحفي والرئيس السابق لحزب الدستور، خالد داود، للكشف عن مصير هيثم البنا العضو بحزب الدستور، بعد مرور 8 أيام على القبض عليه دون الإفصاح عن مكانه حتى الآن.
وقال داود، في منشور عبر حسابه على “فيسبوك”، في رسالته الموجهة لرئيس الجمهورية ووزير الداخلية والنائب العام، اليوم الاثنين: “ما أطرحه على سيادتكم لا يتعلق بصديقي وزميلي في حزب الدستور، هيثم البنا، فقط، والذي لا نعرف مكانه منذ أن اقتادته قوة من رجال الأمن من منزله منتصف ليل الأحد- الاثنين 30 يناير، أي قبل تسعة أيام، أمام والدته وشقيقته، وأبلغوه أنه سيتوجه معهم لقسم شرطة مصر القديمة للإجابة على بعض الأسئلة”.
وأضاف: “الأمر يتعلق بالحقوق الأساسية المنصوص عليها في القانون والدستور لكل المواطنات والمواطنين المصريين، والتي تنص بوضوح على حق المتهم في المثول أمام النيابة بعد 24 ساعة من القاء القبض عليه، ومواجهته بالاتهامات”.
أوضح: “هذه نصوص قانونية تضمن حقوقنا جميعا، وأي مواطن أو مواطنة قد يكونوا معرضين لنفس التجربة لو لم تقم السلطات المعنية بالإفصاح فورا عن مكان هيثم البنا، وأن يكون بصحبته محام، وأن تتمكن أسرته من الاطمئنان عليه بعد أيام صعبة من غيابه”.
وتابع: “أرجو من سيادتكم، وأناشدكم، حماية وضمان حقوقنا القانونية جميعا كمواطنات ومواطنين مصريين، كما نتطلع إلى تنفيذ ما ورد في وعود رسمية متكررة بمراجعة وضع المحبوسين احتياطيا منذ فترات طويلة تخطت العامين، من دون محاكمة، وتحديدا سجناء التيار المدني من غير المتورطين في أي أنشطة لها علاقة بالعنف والإرهاب، والذين كانوا جميعا في مقدمة صفوف المواطنين المصريين المتطلعين لمستقبل افضل وضمان حقوقهم في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013”.
واستكمل: “في ضوء قرار سيادة الرئيس الجمهورية الأخير بالغاء حالة الطوارئ، نتطلع إلى إصدار عفو من الجهة المعنية في الأحكام التي صدرت منذ نوفمبر الماضي من محاكم جنح أمن دولة عليا طوارئ في قضايا تتعلق بالنشر والتعبير عن الرأي”، متسائلا: “هيثم البنا فين”.
كانت والدة هيثم البنا عضو حزب الدستور، ناشدت السلطات المصرية الإفصاح عن مكانه بعد القبض عليه خلال الأيام الماضية وعدم ورود أي معلومات عنه.
وقالت والدة البنا في الفيديو: “أخدوه مني بالليل، البوليس جه أخده مني بطريقة صعبة جدا وطريقة مهينة جدًا، فتحوا الشقة واقتحموها، 5 منهم كانوا واقفين على الباب و3 جوا الشقة وواحد منهم كان ماسك سلاح”.
وأضافت والدة البنا “خرجت من أوضة النوم لقيتهم في وشي، شئ مرعب، سألتهم عايزين منه إيه؟ هو عمل إيه؟ والله هيثم ما له صلة بأي حاجة وبقاله كتير جدا قاعد في البيت، ويوم الثورة دا بنحتفل بيه كلنا وهو كان عنده صور عن ذكريات الثورة ميقصدش بيها أي حاجة، أرجوكم رجعوا لي ابني، أنا والله العظيم ما ليا غيره، أنا ست مريضة ومليش غيره هو اللي شايلني، طب أشوفه، طب اتطمن عليه، ليه تحرقوا قلبي على ابني بالطريقة المهينة دي؟”.
ونشر المحامي الحقوقي خالد علي مقطع الفيديو وعلّق عليه بالقول إنه “تم القبض عليه بعد مباراة انتهاء مصر والمغرب بعدة ساعات، ومن يومها لم يظهر في النيابة، وأسرته تقدمت بتلغراف للنائب العام ووزير الداخلية”.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان، عقد الأربعاء، اجتماعه الثالث برئاسة السفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس لمناقشة عدد من الملفات المتعلقة بأنشطته واستراتيجية عمله خلال الفترة المقبلة.
وأكدت السفيرة مشيرة خطاب على أن المجلس سيركز خلال الفترة القادمة على الرؤية الحقوقية من منظور المواطن المصري في تطبيق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في سبتمبر الماضي.
وقالت إن المرصد الخاص بالمجلس سيقوم برصد ومتابعة كل القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان من أجل تحقيق أهداف المجلس في تعزيز وتنمية حماية حقوق الإنسان وترسيخ قيمها ونشرالوعي بها والإسهام في ضمان ممارستها وذلك في إطار تطبيق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
لمشاهدة الفيديو من هنا :
وقالت شيماء البنا، شقيقة هيثم، إن قوات الأمن ألقت القبض عليه من منزله، منذ يوم الأحد 30 يناير وأخفته حتى موعد كتابة تلك السطور، بسبب منشور كتبه عن ثورة 25 يناير 2011 في ذكراها الحادية عشرة.
وأضافت “قوة أمنية أخذته من بيته، من حضن أمه يوم الأحد الساعة 12 صباحاً، وحتى تلك اللحظة مختف لا نعرف عنه أي شيء، أمه حرفياً بتموت.. كل الموضوع أنه كتب منشورين على صفحته بيفتكر فيهم ثورة يناير، هيثم عمره ما أذى أحدا، أحنّ وأجدع إنسان في الدنيا، مسالم جداً يحب الخير للناس أكثر ما بيحبه لنفسه”.
وانطلق عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر” هاشتاج “هيثم البنا فين”، حيث أعرب من خلاله عدد من أصدقاء البنا والمتابعين للشأن العام المصري عن أسفهم لهذه الواقعة.
وقالت زينب جمال: “أنا مباكتبش ولا بشارك بقالي كتير بس النهاردة مش هاعرف أسكت، هيثم البنا شاب مفيش ألطف ولا أجدع منه، صاحب صاحبه، محترم، مؤدب، حنين، خدوم، دايما موجود لو أي حد محتاج أي حاجة.. هيثم من الشباب اللي جريمتهم الوحيدة أنهم آمنوا بثورة يناير وشاركوا فيها وانضم زي غيره لحزب الدستور علشان يحقق الحلم، بس زي كل الشباب بقاله سنين بعيد عن السياسية وعن أي حاجة متعلقة بيها”.
وأضافت “هيثم كتب بوست الأسبوع اللي فات بيفتكر فيه بس ثورة يناير وأيامها، ماشتمش حد، ما حرضش حد، ما دعاش حد يتظاهر ولا يعارض حتى، يوم الأحد بالليل الباب خبط ففتح لقى قوة أمنية مسلحة بمدافع رشاش بتقتحم الشقة وداخلية على مامته اللي كانت على سجادة السلاة، فتشوا البيت وأخدوه”.
واستكملت “من يومها هيثم مظهرش لا في قسم ولا في نيابة، هيثم مخطوف علشان كتب بوست على فيسبوك، هيثم مختفي ومحدش عارف له طريق، هيثم اتاخد من أمه اللي كان قاعد لوحده معاها وبيرعاها وبيخدمها وبياخد باله منها، حرام حرام، حسبي الله ونعم الوكيل”.
أما مريم مهنا، فتكتبت تقول “هيثم البنا اتاخد من بيته يوم الأحد بليل لمجرد إنه كتب بوست بيفتكر فيه ثورة يناير من غير ما يحرض على حد ولا يعارض و لا يدعو حتى للتظاهر وحتى الآن مظهرش في أي نيابة ولا حد عارفله مكان”.
أما مها حسن فقالت “أوعي تكوني محتاجة حاجة وما تكلمنيش؛ أخوكي موجود) دي مكالمة هيثم معايا كل فترة وحقيقي مهما اكتب عن جدعنته مش ها اكفيه حقه، هيثم في حاله ما لوش غير أمه وشغله، هيثم اتخطف من بيته من يوم الأحد ومش عارفين هو فين حتى الآن لم يظهر في أي نيابة”.