بعد هروب اللاعب بغدودة.. «درب» يرصد الرياضيين «الهاربين» من معسكرات للمنتخبات المصرية آخر 8 سنوات: عدم التقدير والإهمال السبب
أثار ما وُصف بـ”هروب” المصارع أحمد فؤاد بغدودة إلى فرنسا خلال مشاركته في بطولة أفريقيا المقامة بتونس ضجة واسعة أعادت الحديث من جديد عن الإهمال الذي يلاقيه أبطال مصر في الرياضات الفردية.
“بغدودة” ليس اللاعب الوحيد الذي يترك معسكر المنتخب خلال مشاركته في بطولة دولية نتيجة عدم التقدير المادي والمعنوي وكذلك “الإهمال” حسبما يرى كثيرون من اللاعبين الحاليين والمعتزلين.
في هذا التقرير الم يرصد لكم “درب” اللاعبين الذين تركوا معسكرات للمنتخبات المصرية في بطولات خارجية خلال آخر ثمان سنوات ولم يعودوا إلى أرض الوطن.
خلال السنوات الثماني الماضية ترك 8 لاعبين مصريين – أغلبهم من لاعبي منتخب مصر للمصارعة – معسكرات فرقهم، ومثّل بعضهم فيما بعد بلدان أخرى وحصدوا لها بطولات وجوائز.
وكان عدد من أبطال المصارعة، الحاصلين على عدد من الميداليات في دورة ألعاب البحر المتوسط، قد كشفوا في تصريحات تلفزيونية عن رواتبهم من اتحاد المصارعة، موضحين أنهم يتقاضوا راتبا قدره 900 جنيه فقط، رغم أن الفرد منهم ينفق مبلغ 5000 جنيه على الفيتامينات التى تحتاجها أجسامهم.
وحدثت جميع وقائع الهروب في دول أوروبية باستثناء الحادثة الأخيرة التي وقعت في تونس لكن وجهة اللاعب كانت أوروبا (فرنسا).
طارق عبدالسلام – مصارعة
في العام 2017، قال المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، آنذاك، إن لاعب المصارعة طارق عبدالسلام سافر – في 2015 – إلى معسكر بلغاريا وتخلف عن العودة، وأنه وقت سفره كان لائقًا طبيًا، مؤكدًا أن الدولة لا يمكن أن تتخلى عن أبنائها نهائيًا، نافيا تصريحات للاعب بأن الدولة تخلت عن علاجه.
لكن عبدالسلام إن كان يعني من إصابة فى الرقبة تهدده بالشلل، لذا قررت السفر وإجراء جراحة على نفقته الخاصة، وأكد أن أقوال مسئولي اتحاد المصارعة حول علاج إصابته أمر عار تمامًا عن الصحة لسبب بسيط أنهم يتحدثون عن علاج الإصابة فى الركبة وليس الرقبة.
وقال المصارع الشاب في تصريحات له: قررت السفر وبالفعل حصلت على تأشيرة عمل وليس كما يزعم المسؤولون أني هربت من معسكر المنتخب، وهذا ما أكدته وقتها فى حوار مع “اليوم السابع” بتاريخ 28 فبراير 2016، ويتمثل فى أنى لم أقم باستغلال تأشيرة ممنوحة لى كـ”مصارع”.. لأنه ذهاب وعودة بل سافرت بتأشيرة علاجية، وصور التأشيرات تؤكد حديثى للجميع.
أحمد حسن بوشا وشقيقه – مصارعة
في أغسطس 2017، تخلف محمد أحمد حسن، لاعب المنتخب الوطني للشباب، آنذاك، عن العودة مع المنتخب إلى مصر، بعد انتهاء فعاليات بطولة العالم التى أقيمت بفنلندا. وبعد عامين كرر شقيقه حسن نفس الأمر وهرب من معسكر المنتخب خلال بطولة العالم التي أقيمت بالمجر (2019).
إبراهيم غانم “الونش” – مصارعة
أيضا، في نوفمبر 2017، تخلف إبراهيم غانم الشهير بالونش عن العودة من المنتخب الوطني إلى مصر بعد المشاركة ببطولة العالم ببولندا تحت 23 عامًا، أثناء النزول ترانزيت في مطار روما قبل العودة إلي القاهرة، حيث أخبر اللاعبين ورئيس البعثة إبراهيم عادل مصطفي أنه سيتوجه إلى “الحمام” وكان معه جواز السفر وحقيبته وفوجئوا بهرب اللاعب وعدم عودته، ليغادروا بدونه. ووفق تقارير لاحقة سافر اللاعب بعد ذلك إلى فرنسا ليمثلها لاحقا في البطولات العالمية.
عبدالرحمن مجدي – تركيا
وفي أبريل 2018، هرب عبد الرحمن مجدى لاعب منتخب مصر للجمباز إلى تركيا، حيث تم تجنيسه للعب باسم تركيا، وقام بتغيير اسمه إلى اسم تركي (أدم أصيل) للعب تحت علم تركيا.
عمر الطاهر – كرة الجرس
وفي يونيو 2018، هرب عمر حسن الطاهر، لاعب منتخب مصر للمكفوفين، من المنتخب خلال مشاركته في بطولة العالم لكرة الجرس والمقامة فى السويد. وأكد مصدر مسئول فى اتحاد المكفوفين، حينها، أن اللاعب هرب من المنتخب ليلاً مع أحد أقاربه المتواجدين فى فرنسا، وفق موقع “اليوم السابع“.
محمد عصام – مصارعة
وفي أغسطس 2022، هرب اللاعب محمد عصام فتحى لاعب المنتخب المصري للمصارعة تحت 17 سنة أثناء مشاركته في معسكر الاتحاد الدولى للمصارعة المقام بإيطاليا.
جاء ذلك عقب خسارته من لاعب أذربيجان بنتيجة 5/1 ، في ربع نهائي بطولة العالم التي تقام بإيطاليا، حيث غادر اللاعب مقر إقامة البعثة وترك جواز سفره وجميع متعلقاته في حوزة لجنة الإشراف.
أحمد بغدودة – مصارعة
أخيرا، في مايو الجاري، هرب أحمد فؤاد بغدودة، لاعب منتخب المصارعة، من بعثة المنتخب الموجودة فى تونس للمشاركة فى البطولة الأفريقية، وذلك بعدما حقق المركز الثانى فى البطولة.
ووفقا لتقارير صحفية، كان جواز سفر اللاعب بحوزته إضافة إلى حصوله على تأشيرة “شنجن” الخاصة بدخول الدول الأوروبية، حيث غادر اللاعب الشاب تونس متوجها إلى فرنسا.
وفي تصريحات صحفية، قال والد أحمد فؤاد بغدودة، إن ابنه كان بطلا شغوفا برياضته، لكن سوء الأحوال وضياع مجهوده وسنوات عمره من دون أي مقابل أو تقدير دفعه للهروب خارج مصر، مضيفا أنه طول الأعوام الماضية يتحمل نفقات رياضة ابنه حتى لا يحرمه منها، رغم مصادر دخله المحدودة، موضحا أنه رجل بسيط يعمل سائق توكتوك، ولديه طفلان بخلاف أحمد”.
وأكد والد اللاعب عدم علمه بخطة ابنه للهروب، لكنه طالب المسؤولين الذين يهاجمون ابنه عبر وسائل الإعلام بأن يضعوا أنفسهم مكانه ويقولون كيف يمكنهم إعالة أنفسهم بالمبلغ الذي كان يحصل عليه ابنه شهريا وهو 2200 جنيه وذلك منذ شهرين فقط، نافيا حصول ابنه على 7 آلاف جنيه بحسب ما يشاع.
وبحسب المهندس ولاعب المصارعة السابق، كريم أبو أسعد، الذي يعمل مدرب مصارعة، فإنه من الطبيعي “أن ينفد صبر لاعبينا بسبب التقصير الإداري لكثير من الأجهزة الإدارية والفنية بالاتحادات، ويستغلون أي فرصة للهروب إلى أي دولة يرغبون بها، والتي دائما ما تكون على اتصال باللاعبين المميزين والترتيب معهم لحين أقرب فرصة للهروب، سواء إلى دولة أوروبية أو عربية كما حدث من قبل”.
وقال أبو أسعد في تصريحات نقلها عنه موقع “الحرة”، إن هناك أمثلة كثيرة، ورغم ذلك ما زالت الاتحادات تتجرع مرارة الأمر دون أي رد فعل واضح أو إجراءات استباقية لتحسين مستوى الظروف المحيطة باللاعبين، سواء ماديا أو فنيا، للقضاء على فكرة الهروب وإغراءات الأموال.
وفي تحرك برلماني، تقدم النائب عبد المنعم إمام أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، ورئيس حزب العدل، بطلب إحاطة لوزير الشباب والرياضة بشأن هروب لاعب منتخب مصر للمصارعة أحمد بغدودة.
وقال إمام في طلب الإحاطة “السيد المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، عملاً بحكم المادة (134) من الدستور، والمادة (212) من اللائحة الداخلية للمجلس، أتقدم بطلب إحاطة إلى وزير الشباب والرياضة بشأن واقعة هروب لاعب منتخب مصر للمصارعة أحمد بغدودة بعد تحقيقه ميدالية فضية في بطولة إفريقيا المقامة في تونس، ولم تكن هذه هي واقعة الهروب الأولى للاعبين، فقد حدثت من قبل بهروب محمد عصام، وأحمد حسن بوشا، وطارق عبد السلام، ويعتبر تكرار هذه الوقائع تأكيدا على فشل الوزارة وفشل سياستها في تقدير ودعم اللاعبين والموهوبين معنويا وماديا، خاصة داخل اتحاد المصارعة المصري”.
وتابع “وعلى ذلك نرجو إحاطتنا بأسباب تكرار هذه الوقائع والاجراءات التي تتبعها الوزارة لمنع تكرارها، والتي يدل تمرارها على عدم اهتمام الوزارة بالتزامتها السياسية والتنظيميه لدعم ورعاية الموهبين رياضيا”.
وحول الواقعة، أكد محمد الشاذلي المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، أن الوزارة شكلت لجنة تحقيق بشأن هروب أحمد بغدودة لاعب فريق المصارعة، وتم إجراء تحقيقات موسعة في هذا الشأن.
ورغم تكرار وقائع هروب الرياضيين المصريين في السنوات الأخيرة، قال محمود السيد، سكرتير الاتحاد المصري للمصارعة، في تصريحات صحفية، إن اللاعبين الشباب أصبح “صبرهم قليل”، ويبحثون عن المال والشهرة بشكل سريع، ويتوقعون أنهم سيجدون ذلك في الخارج، لكن الواقع يقول إن معظم الرياضات، باستثناء كرة القدم، لديها تمويل محدود وتعاني من عدم الاهتمام.
ويشار إلى أن هناك عدد آخر من اللاعبين الذين لم يهربوا من معسكرات منتخباتهم لكنهم تركوا مصر واختاروا تمثيل بلدان أخرى بسبب ما يصفوه بـ “عدم التقديم” و”الإهمال” من قبل الاتحادات الرياضية في مصر. وفي هذا السياق، قال كريم حواش، بطل مستر أولمبيا للهواة، في تصريحات سابقة إن هناك أكثر من 25 لاعب مصارعة تركوا مصر، بعد خلافات مع اتحاد المصارعة، مضيفا بأن هناك “جيل كامل” ترك مصر نظراً للإهمال الذي لاقوه من اتحاد المصارعة.