بعد قرار إخلاء سبيل دنيا سمير.. قائمة بـ4 صحفيات أخريات ينتظرن نيل حريتهن: الصحافة ليست جريمة
كتب- درب
مع قرار نيابة أمن الدولة العليا، السبت، بإخلاء سبيل الصحفية دنيا سمير، طالب صحفيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإفراج عن جميع الصحفيين والصحفيات المحبوسين والمحبوسات على ذمة قضايا رأي.
ويقبع أكثر من 20 صحفيا خلف القضبان على ذمة قضايا مختلفة، بينهم 4 زميلات. ويرصد لكم “درب” في هذا التقرير قائمة بالصحفيات المحبوسات اللواتي ينتظرن نيل حريتهن.
صفاء الكوربيجي
فجر 21 أبريل من العام 2022، ألقت قوة من الشرطة القبض على الصحفية بمجلة الإذاعة والتلفزيون صفاء الكوربيجي، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق العاملين بماسبيرو، من منزلها بحي المقطم،
وبحسب ما روى المحامي علي أيوب، من تفاصيل واقعة القبض على موكلته، حضرت قوة أمنية حضرت «مدججة بالسلاح» إلى مسكنها بالمقطم وصعدوا إلى الدور الثانى حيث تقطن وقاموا بكسر باب الشقة لنصفين، وقاموا بتفتيش الشقة وقطع سلك الراوتر الخاص بالواي فاي.
وأضاف أيوب أنه «تم التحفظ على جهاز لاب توب وتابلت خاص بموكلتي، وقاموا ببعثرة محتويات الشقة وسمحوا لها بارتداء ملابسها وتجهيز شنطتها واقتادوها إلى مكان غير معلوم».
ولمدة ثلاثة أيام كان مكان احتجاز «الكوربيجي» غير معلوم إلى أن كشفت المحامية هالة دومة في تصريحات لـ«درب» عن عرض الزميلة على نيابة أمن الدولة العليا، يوم الخميس 21 أبريل 2022، على ذمة القضية 441 لسنة 2022، حيث وجِّهت لها اتهامات منها، اﻻنضمام إلى جماعة محظورة والترويج لأفكارها، وبث أخبار وبيانات كاذبة، قبل أن يتم ترحيلها لسجن القناطر.
وخلال تحقيقات النيابة تم مواجهة الكوربيجي، وهي من ذوي الهمم ومصابة بإعاقة حركية بنسبة 85% في إحدى قدميها، بفيديوهات «اللايف» الموجودة على صفحتها على «فيسبوك» كأحراز. وهذه الفيديوهات ارتبطت بحركة الاحتجاج داخل ماسبيرو ضد إدارة الهيئة الوطنية للإعلام.
وقضت الكوربيجي حتى كتابة هذه السطور سنة و5 أشهر و10 أيام خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي.
هالة فهمي
بعد يومين من القبض على الصحفية صفاء الكوربيجي، ألقت قوة أمنية القبض على الإعلامية هالة فهمي. وبعد أيام من الاختفاء والمطالبة بالإعلان عن مكان احتجازها وإخلاء سبيلها، ظهرت أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معها في القضية 441 لسنة 2022.
وقال المحامي الحقوقي، خالد علي، في تصريحات سابقة إن أول جلسة تحقيق مع فهمي كانت الأحد 24 أبريل 2022 بنيابة أمن الدولة، ولم يحضر معها أي من المحامين، لأننا لم نعلم بالقبض عليها أو التحقيق معها.
وأضاف علي في تصريح، الثلاثاء، 26 أبريل 2022: «النهاردة كانت جلسة استكمال التحقيق معها بالنيابة وشاهدها زملائى المحامين وطلبت منهم إبلاغي بضرورة الحضور فذهبت لها فوراً».
وتابع: «عندما دخلت لغرفة التحقيق قبل وصولى رفضت الإدلاء بأي أقوال إلا في حضوري فقررت النيابة تأجيل التحقيق لباكر، وتمكنت من مقابلتها والاطمئنان عليها لكن النيابة كانت قد أجلت جلسة التحقيق، وهي محبوسة 15 يومًا على ذمة تحقيقات القضية 441 لسنة 2022 حصر أمن دولة».
وفي اليوم التالي – 27 أبريل 2022 – قال المحامي الحقوقي خالد علي، إن النيابة واجهت الإعلامي هالة فهمي بفيديو للغير «قامت بتشييره (مشاركته) على صفحتها ومضمون الفيديو يشتمل على أحاديث حول الاستثمارات الإماراتية وما أثير بشأن شراء بعض الأصول».
ووجهت النيابة لها تهم مشاركة جماعة إرهابية (إثارية) فى تحقيق أغراضها، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، ونشر بداخل البلاد وخارجها أخبار وإشاعات وبيانات كاذبة.
وقال خالد علي في تصريحاته آنذاك، إن فهمي ذكرت أن قوة الضبط أخذت منها مفاتيح شقتها وثلاثة تليفونات ومبلغ 12 ألف جنيه، ولا تعلم هل تم إثبات ذلك بمحضر الضبط من عدمه.
ودافعت فهمي عن نفسها بتحقيقات نيابة أمن الدولة، قائلة: «تاريخي مرئي ومسموع على مدار 35 سنة، وتاريخي كافي للرد على التهم المُلفقة، واللي حصل معايا هو الإرهاب» بحسب ما ذكر المحامي الحقوقي نبيه الجنيدي.
يذكر أن الإعلامية هالة فهمي، كبير مقدمي برامج بدرجة مدير عام بالتلفزيون المصري، وكانت تقدم برنامجا أسبوعيا اسمه «الضمير» مساء كل ثلاثاء على شاشة القناة المصرية، واشتهرت خلال العام 2013 بعد خروجها على الهواء مباشرة فى برنامجها وهى تحمل كفنها على يدها وقت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهجومها الحاد على وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود.
وقضت فهمي حتى كتابة هذه السطور سنة و5 أشهر و7 أيام خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي.
منال عجرمة
في مطلع نوفمبر من العام الماضي، ألقت قوة أمنية القبض على الصحفية منال عجرمة، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، من منزلها بالتجمع الخامس، وظلت مختفية حتى ظهورها في نيابة أمن الدولة لاحقا.
ظهرت صاحبة الـ61 عامًا في النيابة يوم 3 نوفمبر 2022 على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1893 لسنة 2022 حصر أمن دولة، حيث وجهت لها اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها، التحريض على ارتكاب فعل إرهابي، الاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب فعل إرهابي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جريمة الترويج لفعل إرهابي.
وقضت عجرمة حتى كتابة هذه السطور 11 شهرا خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي.
علياء نصر الدين
تقضي المصورة الصحفية علياء نصر الدين حسن، حكما بالسجن خمسة عشر عاماً في اتهامها بالانضمام لجماعة ارهابية والترويج لأغراضها، وذلك في القضية رقم 451 لسنة 2014 حصر أمن الدولة العليا.
وكان قد جرى القبض على علياء في سبتمبر من العام 2014 تم اقتحام محل إقامة علياء -منزل خالتها- من قبل قوات الأمن, لكن علياء كانت في زيارة لخالتها الأخرى في محافظة اسكندرية، ونتيجة لعدم وجود علياء في محل إقامتها المعتاد تم القبض على الخالة وابنها كوسيلة للضغط على علياء عشان تسلم نفسها.
وجرى القبض على المصورة علياء نصر الدين في 3 سبتمبر 2014، من محافظة الإسكندرية، وظهرت في 3 أكتوبر 2014 م، وتم حبسها احتياطيا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 451 لسنة 2014 حصر أمن الدولة العليا. وفي يونيو 2022، قضت محكمة جنايات القاهرة، على علياء بالسجن 15 عاماً.
وقضت نصر الدين حتى كتابة هذه السطور 9 سنوات و28 يوما خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي.
يذكر أن الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، قد أعلن السبت إخلاء سبيل الصحفية دنيا سمير ضمن قائمة إخلاءات السبيل التي جرى الإعلان عنها يوم السبت 30 سبتمبر 2023.
وقال البلشي، السبت: “مبروك.. إخلاء سبيل الصحفية دنيا سمير ضمن قائمة إخلاءات السبيل اليوم، شكرا للمحامين وشكرا لكل من بذل جهدا، وعقبال باقي الصحفيين المحبوسين “.
وتابع: “دنيا ضمن قائمة الصحفيين المحبوسين التي قدمتها النقابة للنائب العام ولجنة العفو، وما زلنا نُطالب بأن يشملهم قرارات إخلاء السبيل ضمن مطالب واسعة للنقابة”.
واختتم: “في انتظار خطوة أكبر تشمل كل الزملاء والزميلات والمحبوسين على ذمة قضايا الرأي”.
وجرى القبض على دنيا سمير في مايو الماضي وتم حبسها احتياطيا ذمة القضية رقم 440 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا بتهمة بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها مودعة بسجن القناطر الخيرية.
وقالت منظمات حقوقية مصرية إن القبض على الصحفية دنيا سمير وضمها للقضية 440 لسنة 2022، جاء بعد نشرها فيديو يوضح تعرضها لمضايقات من جانب محافظ جنوب سيناء.
ويقبع أكثر من 20 صحفيا خلف القضبان على ذمة قضايا سياسية، بينهم الزميلات الأربع، وذلك بين حبس احتياطي دون إحالة إلى المحاكمة أو حبس بقرارات من محاكم جنح وجنايات أمن الدولة الاستثنائية. وتباينت فترات حبس الصحفيين المحبوسين بين أشهر وسنوات.
وتحتل مصر المركز 168 في تصنيف مؤشر حرية الصحافة لعام 2022، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” ويقيم حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً. ويواجه الصحفيون المحبوسين اتهامات ببث ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وذلك رغم اختلاف القضايا المحبوسين على ذمتها.