بعد صدمة تصفية “الحديد والصلب”.. خالد الفقي رئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية لـ (درب): فتشوا عن سوء الإدارة
الرئيس وجّه بلجنة لمعاينة المصنع ولم يأت أحد؟!!.. وإذا قالوا بأنه خاسر فذلك لسوء إدارتهم
الشركة لديها 3000 فدان أي مدينة صناعية ضخمة و6500 فني كفء و32 منتج حديد.. وانتاجنا بنى حائط الصواريخ والسد العالي
حوار – رشا رفعت شاهين
جاء قرار تصفية شركة الحديد والصلب كالصاعقة علي رؤوس الكثير من الكوادر الوطنية التي شهدت مجد الشركة وإنجازاتها العملاقة منذ نشأتها وإلى وقت قريب ، ومن أهم تلك الكوادر المخلصة خالد الفقي عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية ورئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية الذي صرح لـ (درب) قائلاً: أرفض قرار التصفية بالطبع وهناك الكثير من الأسباب التي تدفعني لرفضه فهذه الشركة عمرها 67 سنة، وهي صرح عظيم تخرج منه الكثير من المهندسين والفنيين العباقرة.. وحكاية خسارتها وفشلها غير مقنعة بالنسبة لي فنحن لدينا 18 كلية هندسة في مصر، ولا يجوز أن نملك هذا العدد من كليات الهندسة ولا نستطيع القيام بتطوير شركة وطنية عملاقة مثل الحديد والصلب.
عدم جدية
وأضاف الفقي: هناك عدم جدية في تطوير الحديد والصلب، وقد قمنا بعمل مناقصة ولم يتقدم إليها أحد، كما أن لدي الشركة 3000 فدان أي مدينة صناعية ضخمة و6500 فني كفء، و32 منتج حديد. وقد خرج بالتالي من الشركة 32 مصنع قطاع خاص للحديد والصلب، ويجب أن نذكر أن الوزير أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال السابق رحمه الله كان جاداً في تطوير الشركة وقد قمنا بعمل عَمرة في عهده لأفران 3و4 التي أتاحت التشغيل مبدئياً بنسبة 50% وكنا علي وشك البيع والمكسب لكنهم أوقفوا كل شئ ولم يطوروا .
ويكمل الفقي بحسرة: المصنع كيان مصري أصيل وأخرج وزراء ورواد للمجتمع في مجالات كثيرة وله تاريخ وطني مشرف فقد أنتج حائط الصواريخ وبني السد العالي وإذا قالوا بأنه خاسر فذلك لسوء إدارتهم له، وقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً بتشكيل لجنة لمعاينة المصنع ولم يأت أحد ليعاين أويرى ما يحدث داخل المصنع.. لا وزير قطاع أعمال، ولا رئيس شركة قابضة، ولا أحد ماعدا رئيس مجلس الإدارة فكيف يصَفّون شركة لا يعلمون عنها شيئاً؟!.
اتجاه عام
سألناه عما نلاحظه ومنذ عهد مبارك من اتجاه لبيع وتصفية شركات القطاع العام وهل هو إتجاه سليم أم لا، فأجاب خالد الفقي: مصر بلد يقوم اقتصادها منذ نشأتها وتاريخها علي الصناعة والزراعة، ونحن رجال صناعة وإنتاج وقد نجحنا في صناعات إستراتيجية مثل: الحديد والأسمدة والحبوب وغيرها، ومصر لها اسم وصادرات منافسة في السوق العالمي، وسيادة الرئيس قادر علي إنقاذ وتطوير الشركات المتعثرة، فقد حفر قناة سويس جديدة، وأنشأ مشروعات ضخمة، ومجموعة طرق وكباري علي مستوى عالمي قد لا نجدها في العديد من دول أوروبا.
وكانت الجمعية العمومية غير العادية لشركة الحديد والصلب بحلوان، قد قررت تصفية الشركة وحصل درب على نص القرار الذي جاء فيه إن المساهمين الحاضرين الذين يمتلكون 82.48% من رأس مال الشركة، قرروا الموافقة على فصل نشاط المناجم في شركة مستقلة تحمل اسم الحديد والصلب للمناجم والمحاجر، وتصفية نشاط مصنع الشركة في التبين.
وطبقا للقرار فإن الجمعية العمومية غير العادية قررت أيضا تصفية شركة الحديد والصلب بحلوان، متعللة بأن الشركة تعاني من الخسائر المستمرة والتي وصلت وفقًا لقرار الجمعية العمومية الى 8.2 مليار جنيه في 30 يونيو 2020، وهي القيمة التي تمثل 547% من حقوق المساهمين.
وأضافت الجمعية العمومية في تبريرها للقرار أن الشركة لم تستطع على مدار الفترة الماضية الإيفاء بمستحقات العمال من أجور، كما أنها غير قادرة على التطوير، لكن ممثلو العمال في مجلس الإدارة رفضوا قرار التقسيم والتصفية، مؤكدين أنهم سبق وأن تقدموا بمقترحات عديدة لمجلس الادارة والشركة القابضة للصناعات المعدنية من أجل تطوير الشركة ووقف عملية التخسير الممنهج التي كانت تهدف من البداية إلى تقسيم الشركة وتصفيتها.
ويصل عدد عمال الشركة المصرية للحديد والصلب بالتبين إلى 7300 عامل، لم يتطرق قرار الجمعية العمومية إلى مصيرهم بعد قرار التقسيم والتصفية.