بعد دلال أبو آمنة.. شرطة الاحتلال تمدد اعتقال الفنانة الفلسطينية ميساء عبدالهادي لدعمها المقاومة
وكالات
مددت محكمة إسرائيلية توقيف الممثلة الفلسطينية ميساء عبدالهادي بسبب منشوراتها المؤيدة للمقاومة الفلسطينية، ناشرة صورة لاقتحام عناصر من المقاومة السياج الحدودي مع قطاع غزة، وكتبت عليها عبارة: “لنفعل هذا على طريقة برلين” في إشارة إلى سقوط جدار برلين.
واعتقلت شرطة الاحتلال، الاثنين 23 أكتوبر 2023، الفنانة من فلسطينيي الداخل ميساء عبد الهادي (37عاما) التي تعيش في مدينة الناصرة شمال البلاد، وستبقى رهن الاحتجاز حتى الخميس.
ونشرت عبدالهادي على صفحتها على موقع فيسبوك صورة لجرافات تهدم السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عند بدء عملية “طوفان الأقصى”، وقال متحدّث باسم شرطة الاحتلال في بيان: “تم توقيف فنانة ومؤثرة على شبكة التواصل الاجتماعي من سكان مدينة الناصرة، حتى 26 أكتوبر”.
وأرفقت شرطة الاحتلال بيانها بصورة الجرافة التي كانت تهدم السياج الفاصل مع غزة وكتبت عليها ميساء عبد الهادي “دعونا نتبع أسلوب برلين”، في إشارة إلى سقوط جدار برلين الذي كان يفصل بين ألمانيا الشرقية والغربية عام 1989.
وأضافت في بيانها قائلة: “إن الشرطة ستستمر في العمل على تحديد هوية المحرضين على العنف وأعمال الإرهاب الذين يمجدون الإرهاب ويشيدون بزمن الحرب، على شبكات التواصل الاجتماعي وفي أي مكان آخر”.
من جهته، قال جعفر فرح مدير مركز “مساواة” لحقوق فلسطينيي الداخل، وهو على اطلاع قانوني على هذه القضايا، لوكالة فرانس برس: “اتهموا ميساء بالتحريض على الإرهاب”.
وأكد فرح أن “الشرطة قامت بحملة غير قانونية ضدها عبر تصويرها تحت العلم الإسرائيلي ونشر الصور بهدف التشهير بها. وهناك عمل منهجي لإهانتها والمساس بكرامتها”.
وجاء في قرار المحكمة الثلاثاء أن “المتهمة امرأة مشهورة جداً في المجتمع العربي والإسرائيلي وهي ممثلة مؤثرة، وكل منشور لها يصل إلى أعداد ضخمة من الناس في إسرائيل وخارجها”.
ويتعرض عدد من فلسطينيي الداخل وفي القدس الشرقية المحتلة بشكل يومي للطرد من العمل أو السجن بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضامن مع قطاع غزة، في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 18 يوما، وفق شهادات وبيانات للشرطة الإسرائيلية.
يُذكر أنّ شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الفنّانة الفلسطينية دلال أبو آمنة، منذ أيام، إذ أشارت عبير بكر، المحامية الموكّلة بالدفاع عنها، إلى أن أبو آمنة اعتقلت للتحقيق معها بشأن منشور في “فيسبوك”، جاء فيه: “لا غالب إلا الله”، وإلى جانبه دعاء وعلم فلسطين. وكان قد نُشر يوم السبت قبل الماضي، من الفريق الإعلامي للفنانة.
ولاحقا حكمت محكمة الصلح في الناصرة، الأربعاء 18 أكتوبر 2023، على الفنّانة الفلسطينية بالسجن المنزلي لمدة 5 أيام، بالإضافة إلى منعها من نشر أي مدونة تتعلّق بالحرب الإسرائيلية على غزة وكل ما يحيط بالظروف الراهنة لمدة 45 يوماً، واشترطت إبعاد أبو آمنة من منزلها في العفولة إلى منزل والدتها في الناصرة.
وأشارت عبير بكر إلى أن عناصر شرطة الاحتلال وصلوا إلى منزل الفنانة بنيّة اعتقالها، في الوقت الذي كانت “تتقدّم بشكاوى ضد التحريض عليها من قبل مستوطنين”.
وقالت أبو آمنة في تدوينة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد خروجها من الاعتقال: “بعد قضاء ليلتين في السجن الانفرادي ظلماً وبهتاناً… أنا حرّة. حرّة كما كنت وحرّة كما سأبقى دوماً وأبداً”.
وأضافت: “جسدي الذي هَزُل بسبب إضرابي عن الطعام طوال الأيام الثلاثة أصبح الآن أقوى… وإيماني بالله أعمق… وقناعتي برسالتي وتكليفي زادت أضعافاً. حاولوا تجريدي من إنسانيتي، وإسكات صوتي وإذلالي بكل الطرق، شتموني وكبّلوا يديّ وساقيّ بالقيود، لكنهم بهذا جعلوني أكثر شموخاً وعزةً… سيبقى صوتي رسولاً للحب مدافعاً عن الحق في هذه الدنيا”.
واختتمت أبو آمنة بالقول: “شكراً لكل من دعمني من كل أنحاء العالم، إن كان بكلمة أو بدعوة أو بموقف. ومحبّتي وامتناني لعائلتي الحبيبة لزوجي وأولادي وأمي وأخواتي وأصدقائي الذين تحمّلوا وعانوا الكثير من أجلي”.
وتعرضت دلال أبو آمنة للتهديد بالقتل والاغتصاب والطرد من البلاد من نشطاء في اليمين الإسرائيلي، فمحت المنشور وتوجهت إلى شرطة الناصرة لتقديم شكوى، قبل أن تداهم الشرطة بيتها وتعتقلها بتهمة “التحريض على القتل والتماهي مع تنظيم إرهابي” وبتهمة “عرقلة عمل الشرطة” لأنها اعترضت على وضع يديها بالأصفاد.