بعد تصريحات السيسي.. رئيس «الوطنية للانتخابات» يؤكد استعداد الهيئة لإلغاء الانتخابات كاملة أو بعض دوائرها حفاظا على إرادة الناخبين
في موقف غير معتاد يعكس حجم الجدل المثار حول المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، شدّد المستشار حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، على أن الهيئة لن تتردد في اتخاذ “القرار الصحيح” حتى لو وصل الأمر إلى إلغاء الانتخابات بأكملها أو في بعض الدوائر، مؤكدا أن “لن يأتي نائب تحت قبة البرلمان إلا بإرادة الناخبين”.
وجاءت تصريحات بدوي بعد ظل دعوات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة صون نزاهة العملية الانتخابية وفحص الأحداث التي شهدتها بعض الدوائر بدقة وشفافية.
وأضاف بدوي أن الهيئة ليست بعيدة عن كل ما دار حول العملية الانتخابية، وأنها لا تتستر على أي تجاوز، مشيرًا إلى أن مجلس إدارتها “قضاة لا يبتغون إلا مرضاة الله”، وأن عملية فحص التظلمات مستمرة حتى موعد إعلان النتيجة.
وقال المستشار حازم بدوي إن الهيئة الوطنية للانتخابات “ليست بمنأى عن التفاعلات التي صاحبت انتخابات مجلس النواب”، مشددًا على أن الهيئة “لا يمكن أن تتستر على مخالفة أو أي مخالف”.
وأوضح أن الهيئة ما زالت تراجع كل الشكاوى والتظلمات الواردة من الناخبين والمرشحين والمتابعين، وأن “نتيجة تلك التظلمات” سيتم إعلانها مع إعلان نتيجة المرحلة، مؤكدًا أن الفحص قد يصل إلى “إلغاء الانتخابات بأكملها أو إلغاء بعض الدوائر”.
وفيما يخص المخالفات داخل اللجان، كشف بدوي عن واقعة شهدتها الإسكندرية، حيث قام رئيس لجنة فرعية بفتح الصندوق والبدء في الفرز قبل الموعد المحدد، مما دفع اللجنة العامة إلى اتخاذ قرار بإبطال أصوات اللجنة بالكامل.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن التظلمات لا تُغلق أبواب قبولها إلا مع إعلان النتائج، وأن من “حق أي مرشح أو من رصد تجاوز في العملية الانتخابية التقدم بتظلم وسيتم فحصه بشكل مدقق”.
كما أكد أن الهيئة “ليس لديها ما تُخفيه أو تخشى من إعلانه”، وأن أي دائرة يثبت فيها وجود تجاوز مؤثر ستُبطل نتائجها، التزامًا بحق الناخبين في اختيار ممثليهم بحرية.
من جانبه، قال المستشار أحمد بنداري، المدير التنفيذي للهيئة، إن الهيئة تلقت 88 تظلمًا في عدد من الدوائر، وسيتم الإعلان عن قراراتها بالتزامن مع إعلان النتيجة. وأوضح أنه في حالة بطلان الانتخابات في دائرة أو أكثر، سيتم تحديد موعد لاحق لإعادتها.
وجاءت هذه التطورات عقب تدوينة للرئيس عبد الفتاح السيسي عبر منصة “إكس” قال فيها”وصلتني الأحداث التي وقعت في بعض الدوائر الانتخابية التي جرت فيها منافسة بين المرشحين الفرديين”، مؤكدًا أن الفصل في تلك الأحداث هو “اختصاص أصيل للهيئة الوطنية للانتخابات”.
وطالب الرئيس الهيئة بـ”التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث والطعون المقدمة بشأنها”، وبأن تكشف “بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية”. كما دعا إلى تعزيز الشفافية والتأكد من تسليم ممثلي كل مرشح صورة من كشوف الحصر العددي للأصوات.
كما شدّد على ضرورة اتخاذ القرار الصحيح “سواء بالإلغاء الكامل لهذه المرحلة من الانتخابات، أو إلغائها جزئيًا”، إن تعذر الوصول إلى إرادة الناخبين بالفعل.
