بعد انتحار موظف بمقر شركته في التجمع.. نائب يتقدم بطلب إحاطة: أطالب برقابة على القطاع الخاص حفاظًا على حقوق العاملين
هشام حسين: هناك دور أكبر على القوى العاملة لتأهيل للمسؤولين عن إدارة فرق العمل بأي شركة
كتب: عبد الرحمن بدر
أعلن النائب هشام حسين، أمين سر لجنة المقترحات والشكاوى بمجلس النواب، تقدمه بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير القوى العاملة، حول التعسف في حقوق العاملين بالقطاع الخاص وغياب الرقابة على خلفية الواقعة الأخيرة بانتحار أحد العاملين في إحدى شركات الكول سنتر بمنطقة التجمع الخامس بسبب تعرضه إلى التعنيف المعنوي ومنعه من الحصول على حقوقه.
وقال النائب، في طلب الإحاطة: “شهد القطاع الخاص خلال الفترة الأخيرة العديد من الشكاوى بشأن تعرض العاملين فيه لكثير من الضغوط؛ وهو الأمر الذي دفع أحد العاملين بشركة في التجمع الخامس، مؤخرًا للانتحار بعد منعه من دخول دورة المياه من قِبل مديره المسؤول، وهو الأمر الذي يفتح ملف غياب الرقابة من جانب الحكومة ممثلة في وزارة القوى العاملة على التزام القطاع الخاص بضوابط العمل وقانون العمل الذي من الضروري أن يضمن التوازن ما بين العامل وصاحب العمل”.
وتابع النائب: “حادثة التجمع الأخيرة كاشفة لوضع لا بد أن تنتبه له الحكومة وتعمل الأجهزة الرقابية على تفعيل دورها بشكل مختلف برقابة صارمة على أداء الشركات بالقطاع الخاص حفاظًا على حقوق العاملين التي يكفلها الدستور، بجانب الدور التوعوي للعاملين بشأن حقوقهم والحفاظ عليها وأن يكون لديهم الشجاعة في إثبات المخالفات ومواجهتها بشكل قانوني”.
وأضاف: “هناك دور أكبر على وزارة القوى العاملة في هذا الملف مع ممثلي القطاع الخاص خصوصاً التدريب والتأهيل للمسؤولين عن إدارة فرق العمل بأية شركة من الشركات”.
يذكر أنه أثارت واقعة انتحار موظف بإلقاء نفسه من الطابق الثالث، داخل إحدي الشركات بمنطقة التجمع بالقاهرة الجديدة، العديد من ردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال شهود عيان إن الموظف انتحر بسبب توبيخ مديره له وخصم 4 أيام من راتبه لدخوله الحمام لفترات طويلة، وقال آخرون إن قرار فصله صدر بالفعل.
وقال أحد شهود العيان الذي يعمل بالشركة، إن المتوفى كان يمر بحالة صحية ونفسية سئية منذ فترة بسبب الخلافات مع مديره المباشر، والذي كان دائم التهديد له بطرده من العمل “كذا مرة يقوله أنا همشيك وهرفدك من الشركة”؛ مشيرًا إلى أن يوم الواقعة حدثت مشاداة بينه وبين أحد المديرين بالشركة، بسبب إصراره على توقيع جزاء عليه بالخصم من راتبه الشهري وتهديده بالإقالة، بسبب تكرار دخوله إلى الحمام، منوها إلى أن المتوفى كان يعاني من مرض السكر، ما دفع المجني عليه إلى اتخاذ قرار بإنهاء حياته، فقفز من إحدى النوافذ ليسقط جثة هامدة.
وحاولنا التواصل مع المدير المسؤول، ولم يتسن لنا التواصل معه أو الحصول على تعليق من الشركة حول الواقعة.
بدورها قالت روشان بغدادي، زميلة الموظف المنتحر، خلال بث مباشر عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، لتؤكد أن زميلها نور كان يقف بجانبها قبل انتحاره بدقائق، وأقدم على الانتحار بسبب معاملة مديره السيئة وتوبيخه المستمر له وخصم عدة أيام من راتبه وهدده بالرفد وكان يمر الضحية بضائقة مالية.
وقالت روشان في مداخلة تلفونية، خلال برنامج (الحكاية) مع الإعلامي عمرو أديب، إنها خلال تواجدها بالشركة سمعت صوت في بهو الشركة وعندما ذهبت لمصدر الصوت وجهت الشاب نور عاشور ملقى على الأرض وسط بركة من الدماء وحاولت إسعافه ولكن باتت محاولتها بالفشل.
وتابعت أن الموظف المنتحر بالشركة كان يعاني من مرض السكر، وبسبب ظروف مرضة فإنه يحتاج إلى دخول لدورة المياه، ولكن بسبب تعنت المدير الخاص به، كان يرفض دخوله، ويأمره بمباشرة عملة، مضيفة: المدير بيعامل الموظفين في الشركة زي الخرفان، ويمنعهم من دخول الحمام، أهم حاجة عنده يحقق التارجت المطلوب منه، عشان المدير الأجنبي للشركة يصرف له بدلات لإنجاز العمل.
وأكملت أن الموظف المنتحر، كان يمر بظروف مادية قاسية، حيث إنه كان مديونا بملغ مالي يقدر بـ15 ألف جنيه، ولم يكن المرتب الخاص به يكفيه؛ بسبب ديونه، حيث كان يصرف له مرتب 4300 جنيه، وكان ينتظر صرف البدل السنوي لسداد تلك الديون، ولكن فوجئ بقرار المدير الخاص به، بفصله من الشركة، وعلى إثره قرر الانتحار من الطابق الثالث للشركة، وأنهي حياته هربا من تلك الضغوطات.
كانت الأجهزة الأمنية رصدت مقطع فيديو لصديقة الموظف المنتحر بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وسردت تفاصيل الواقعة وقالت، إن صديقها كان يقف بجانبها قبل انتحاره بدقائق، وأقدم على الانتحار بسبب معاملة مديره السيئة وتوبيخه المستمر له وخصم عدة أيام من راتبه وهدده بالرفد وكان يمر الضحية بضائقة مالية.