بعد استهدافهم السفن الإسرائيلية.. قوة متعددة الجنسيات وفرقاطات وطرق بديلة لمواجهة “الحوثيين”.. والجماعة اليمنية: لن نتوقف حتى ينتهي العدوان على غزة
البيت الأبيض يتواصل مع الحوثيين عبر وسطاء.. و55 سفينة تتحول لرأس الرجاء الصالح وتوقف شبه كامل لميناء إيلات.. و”قناة السويس” تراقب الأوضاع
أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، عن تشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية التجارة بالبحر الأحمر في أعقاب هجمات شنها الحوثيون على سفن متجهة إلى إسرائيل.
وقال أوستن -في بيان خلال زيارته البحرين التي تضم مقر الأسطول الأمريكي الخامس– إن الدول المشاركة في القوة هي بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، مضيفا أنها ستنفذ دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن ضمن ما أطق عليها عملية “حارس الازدهار”.
وكان وزير الدفاع الأمريكي قال أمس الاثنين في مؤتمر صحفي تل أبيب بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن على إيران الكف عن دعم هجمات الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر.
وأعلن أوستن أنه يلتقي اليوم الثلاثاء وزراء دفاع عدد من دول المنطقة لبحث كيفية التعامل مع التهديد الذي يفرضه الحوثيون على الملاحة في البحر الأحمر، قائلا إنه يتطلع لتشكيل تحالف دولي لضمان أمن الملاحة البحرية.
وكان موقع بلومبيرج نقل عن مسؤول أمريكي أن البيت الأبيض يتواصل مع جماعة الحوثيين عبر سلطنة عمان وبعض الوسطاء الآخرين، ويحثهم على وقف هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر.
كما نقل بلومبيرج عن متحدث باسم الحوثيين تأكيده وجود هذه الاتصالات، لكنه قال إن الجماعة ستستمر في هجماتها حتى توقف إسرائيل العدوان على غزة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الإيطالية، اليوم الثلاثاء، إن البحرية سترسل إحدى فرقاطاتها للمساعدة في حماية طريق الشحن بالبحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن، بحسب وكالة “رويترز”.
وقال جويدو كروزيتو، وزير الدفاع الإيطالي، في بيان: “ستقوم إيطاليا بدورها بالتعاون مع المجتمع الدولي في التصدي لأنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار”.
وتحولت 55 سفينة إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول قارة أفريقيا لتفادي المرور عبر البحر الأحمر، خلال الفترة من 19 نوفمبر إلى أمس الأول الأحد، بعد تزايد هجمات جماعة الحوثي في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل، “وهي نسبة قليلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة”، وفق ما ذكر رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع.
وأضاف ربيع -في بيان – أن قناة السويس تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر، وتدرس مدى تأثيرها في حركة الملاحة بها في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى رأس الرجاء الصالح.
وبحسب ربيع، فإن 77 سفينة عبرت قناة السويس الأحد الماضي، بإجمالي حمولات صافية قدرها 4 ملايين طن، من بينها بعض السفن التابعة لخطوط ملاحية أعلنت تحويل رحلاتها مؤقتا عن قناة السويس.
وقال رئيس الهيئة إن قناة السويس ستظل الطريق الأسرع والأقصر، إذ تصل معدلات الوفر للرحلات المتجهة عبر قناة السويس بين قارة آسيا وأوروبا من 9 أيام إلى أسبوعين بحسب ميناءي الانطلاق والوصول.
زتسببت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، في توقف وصول السفن التجارية إلى ميناء إيلات في جنوب إسرائيل بشكل شبه كامل، فيما تسلك السفن المتجهة إلى إسرائيل من آسيا الآن طريقًا يدور حول إفريقيا، ما يجعل الرحلة أطول بثلاثة أسابيع وأكثر تكلفة، بحسب موقع أكسيوس الأمريكي.
وقال مسؤولان أمريكيان، إن إدارة الرئيس جو بايدن، أرسلت رسائل تحذير إلى الحوثيين في اليمن، عبر عدة قنوات، تدعوهم فيها لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وضد إسرائيل.
وفي السياق، كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه منذ بداية الحرب في غزة، أطلق الحوثيون أكثر من 70 طائرة بدون طيار “مسيرة” وصاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل، التي تبعد أكثر من ألف ميل عن اليمن.
وتم اعتراض غالبية الصواريخ والطائرات المطلقة من اليمن، عن طريق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والسعودية.
وصعّد الحوثيون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر في الآونة الأخيرة، في محيط باب المندب، وقالوا إنها إما مملوكة لإسرائيل وإما متجهة إليها.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية، في 19 نوفمبر الماضي، الاستيلاء على سفينة الشحن “جالاكسي ليدر” المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.
وتوعدت في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية “تضامنا مع فلسطين”، على خلفية حرب إسرائيل على غزة، داعية الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وتوالت الهجمات ضد سفن تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل، الأمر الذي دفع عدة شركات شحن حاويات، لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وأبرز هذه الشركات، 3 تصنف على أنها كبرى شركات شحن الحاويات عالميا، وهي “إم إس سي”، و “إيه بي مولر ميرسك”، إلى جانب شركة “سي إم إيه- سي جي إم”.
ونقلت رويترز عن مصادر أن تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر ترتفع مع التصعيد وسط مخاوف من أن يمتد تأثير الأمر إلى تعطيل الإمدادات العالمية التي تبحر عبر المنطقة.
زقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أثناء اجتماعها مع نظيرها البريطاني، ديفيد كاميرون، في باريس إن فرنسا ستتخذ إجراءات مع شركائها؛ لوضع حد لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، بحسب وكالة “رويترز”.
وأضافت كولونا “نعلم أن الحوثيين غالبًا ما يحصلون على دعم من إيران”، وتابعت: “سيتم اتخاذ إجراءات بالتنسيق مع حلفائنا، ونحن بحاجة إلى تعزيز قدرتنا على (تنفيذ) العمليات في هذه المنطقة لوضع حد لهذه الهجمات”.
وفي السياق، دعا رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، المجتمع الدولي إلى تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، واستخدام أدوات حقيقية للضغط عليها لوقف ممارساتها، بحسب تعبيره.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده رئيس الحكومة اليمنية، 6 ديسمبر 2023، مع وفد أوروبي، في مدينة عدن. ضم رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي جابرييل فينيالس، وسفراء فرنسا جان ماري صفا، وألمانيا هوبيرت ييجير، وسويسرا توماس أورتيلا.
وجرى في اللقاء “التشاور حول التطورات الخطيرة مع استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية للمصالح الحيوية وتهديداتها المستمرة للملاحة الدولية، وإفشال جهود السلام وتمديد الهدنة”، بحسب البيان.
وتطرق اللقاء إلى تداعيات الهجمات الحوثية الإرهابية على القطاع النفطي، وحرية التجارة العالمية والسلم والأمن الدوليين، إضافة إلى بحث الدعم الدولي للحكومة للاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتخفيف المعاناة الإنسانية.
وحذر الحوثيون من أنهم سيستهدفون السفن المبحرة قبالة سواحل اليمن والتي لها صلات بالاحتلال الإسرائيلي، ردا على الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوان في قطاع غزة.
في المقابل، أفاد موقع “والا العبري”، أن دفعة أولى من الشحنات التجارية وصلت عبر جسر بري جديد يمتد من الإمارات إلى تل أبيب، ويمر عبر السعودية والأردن وصولا إلى ميناء حيفا.
وذكر “والا”، أن المراحل التجريبية لخط النقل البري الجديد عبر موانئ دبي، مرورا بالسعودية والأردن توجت بالنجاح، مشيرا إلى أن عشر شاحنات وصلت من موانئ الخليج العربي إلى إسرائيل.
وتتم عمليات تسيير الشاحنات من ميناء دبي إلى ميناء تل أبيب في حيفا في إسرائيل عن طريق شركتي شحن، “تراكنت” الإسرائيلية و”بيورترانز” الإماراتية.
وأعلنت الشركتان في بداية الشهر عن توقيع اتفاقية تعاون تقضي بإنشاء جسر بري بين ميناءي دبي وحيفا بهدف “تجاوز تهديد الحوثيين”. وقال المدير التنفيذي لشركة “تراكنت” الإسرائيلية حينها، أن إنشاء هذا الطريق الجديد سيسهم في توفير أكثر من 80% من تكلفة نقل البضائع عبر البحر.