بعد استدعاء صحفيات «مدى مصر».. لجنة حماية الصحفيين تطالب السلطات المصرية الكف عن مضايقة طاقم الموقع
دعت لجنة حماية الصحفيين، مساء الثلاثاء، السلطات المصرية إلى “الكف عن مضايقة” طاقم موقع “مدى مصر”، وذلك ردا على استدعاء السلطات لأربعة صحفيين من الموقع للتحقيق معهم.
وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين: “تُظهر هذه المضايقات مدى عزم حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي على معاقبة الصحفيين على عملهم”.
وأشارت لجنة حماية الصحفيين إلى أنها أرسلت بريد إلكتروني إلى حزب مستقبل وطن ووزارة الداخلية للتعليق لكنها لم تتلق أي رد.
كان موقع «مدى مصر» قد كشف عن تقدم عدد من نواب حزب «مستقبل وطن» تقدموا بعشرات البلاغات، على الأقل، ضد ثلاث من صحفيات بالموقع إلى جانب رئيس مجلس إدارة المؤسسة دون تسمية، في أقسام شرطة بمدن ومحافظات مختلفة، لافتا إلى أن ذلك «بحسب محررات محاضر رسمية» ومصادر مقربة من الحزب قال «مدى مصر» إنها تحدثت إليه.
وقال «مدى مصر» في بيان نشره عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، الأحد، أن البلاغات التي اطلع عليها فريق دفاع الموقع، وجاءت صياغاتها جميعها متطابقة؛ تتهم الصحفيات رنا ممدوح وبيسان كساب وسارة سيف الدين بنشر أخبار كاذبة إلى جانب تهم أخرى.
ووفقا لبيان «مدى مصر»، اتهمت بلاغات «مستقبل وطن» الصحفيات الثلاث بسبب ورود أسمائهن كمساهمات في كتابة عدد اﻷربعاء الماضي من نشرة «مدى» الإخبارية، والذي احتوى خبرًا عن رصد أجهزة رقابية في الدولة تورط أعضاء بارزين في الهيئة العليا للحزب في «مخالفات مالية جسيمة» قد تتسبب في إبعادهم عن مناصبهم، لافتا إلى أن ذلك «على الرغم من أن أيًا من الزميلات لم تساهم في كتابة الخبر».
وأشار «مدى مصر» إلى أنه كان قد علم يوم السبت، باستدعاء واحدة من الصحفيات الثلاث، للتحقيق أمام نيابة الأقصر، إثر بلاغ مقدم هناك، ما اعتبره فريق الدفاع «مؤشرًا على وجود بلاغات في أماكن مختلفة، ما يُعد آلية قديمة تستهدف الإنهاك والتشتيت، عبر زيادة صعوبات وضغوط الحضور أمام جهات التحقيق المختلفة، وهو الأمر الذي تأكد اليوم».
وأوضح فريق الدفاع أنه يعتزم التقدم بطلب للنائب العام لدمج تلك البلاغات في تحقيق واحد، لمنع التشتت أمام جهات تحقيق مختلفة. كما يعتزم التقدم بمذكرة إلى نقابة الصحفيين، اليوم (الأحد)، لطلب حضور ممثل قانوني عنها خلال التحقيقات، بحسب ما ذكر بيان «مدى مصر».
ووقع 140 صحفيا ومحاميا وحقوقيا على دعوة أطلقها الكاتب الصحفي خالد البلشي، رئيس تحرير موقع “درب”، للتضامن مع موقع «مدى مصر» والزميلات الصحفيات اللاتي تقدم حزب مستقبل وطن ببلاغات ضدهن.
ودعا البلشي، الزملاء في «مدى مصر» لنشر مخاطبتهم لنقابة الصحفيين، فيما دعا النقابة للتصدي لـ”اللعبة الممجوجة” بمخاطبة النائب العام لتوحيد جهة التحقيق في البلاغات خاصة وأنها تخص واقعة واحدة، فضلا عن أن القانون يوجب على النقابة حضور التحقيق مع الزملاء في قضايا النشر، وهو ما يجب أن يتمسك به الزملاء ويكون الاستدعاء والتحقيق من خلال النقابة نفسها.
وقال البلشي: “إن إعلان موقف واضح من جانب النقابة في مواجهة هذه اللعبة سواء بمخاطبة النائب العام أو بنشر بيان بموقفها هو فرض عين على نقابة الصحفيين فلعبة تقديم بلاغات في محافظات مختلفة لعبة فديمة لتعذيب وتشتيت الصحفيين”.
ودعا أيضا البلشي أعضاء الجمعية العمومية للنقابة لرفض اللعبة «الممجوجة» عبر إعلان رفضهم بوضوح لمثل هذه الألاعيب فالأمر يحتاج لتضامن الجميع خاصة أن ما يجري يتم عبر مؤسسة حزبية وأعضائها.
وأضاف: «كل التضامن مع الزميلات والزملاء في مدى ضد لعبة البلاغات المتعددة وتدوير الصحفيين كعب داير في النيابات عبر تقديم سلسلة من البلاغات في اماكن مختلفة تخص موضوع واحد يتعلق بحزب مستقبل وطن».
ومن بين الموقعين، المحامي الحقوقي جمال عيد، الإعلامية ليليان داوود، الدكتورة منار الطنطاوي، والمحامية الحقوقية وعضوة المجلس القومي للحقوق الإنسان سابقا راجية عمران، والناشطة منى سيف، والصحفيين سولافة مجدي وبسمة مصطفى ومحمود السقا وآخرين.