بعد أزمة أحمد بغدودة.. نائبة تتقدم بطلب إحاطة عن تجنيس اللاعبين المصريين: ظاهرة تُشكل تهديدًا حقيقيًا على مستقبل الرياضة المصرية
عايدة السواركة: الظاهرة تعكس ضعف قيم الولاء والانتماء والتمسك بالوطن.. ويجب فتح الملف الشائك
ماذا عن المشروع القومي للمواهب والناشئين الذي تتبناه الوزارة وتنفق عليه ملايين الجنيهات سنويًا وماهو دوره تجاه الألعاب الفردية؟
كتبت: ليلى فريد
أعلنت النائبة عايدة السواركة، عضوة مجلس النواب، تقدمها بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجه إلى الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة بشأن ظاهرة «تجنيس اللاعبين المصريين» بجنسيات دول أخرى.
وقالت النائبة في طلبها، إن هروب الرياضيين المصريين لبلدان أخرى لتمثيلها بعد الحصول على جنسيتها واللعب باسمها هي القضية الأبرز في الوسط الرياضي في الفترة الأخيرة، وهو ما يتطلب فتح الملف الشائك، للتصدي لهذه الظاهرة التي انتشرت مؤخرًا.
وتابعت أن هذه الظاهرة تُشكل تهديدًا حقيقيًا على مستقبل الرياضة المصرية، كما أن لها أبعادًا أخرى بعيدًا عن الرياضة، حيث تعكس ضعف قيم الولاء والانتماء والتمسك بالوطن، في ظل رغبة بعض الدول، وتقديم الإغراءات المالية والمعنوية بشتى الطرق.
وأضافت: هناك تغافل كبير من جانب مسؤولي وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية في مصر، وسط حالة من الإهمال من الاتحادات وعدم تقدير المواهب والأبطال.
وقالت النائبة إن أحمد بغدودة لم يكن أول اللاعبين المصريين الذين سعوا خلف التجنيس وفضلوا اللعب باسم بلد غير مصر، وإنه لن يكون آخرهم، فقد سبقه الكثيرون من اللاعبين المصريين في جميع الألعاب الفردية والجماعية، هاجروا وتركوا وطنهم ليمثلوا بلادا أخرى، ويخلعوا عباءة الانتماء لمصر من أجل جواز سفر وجنسية دولة أخرى واللعب باسمها في البطولات الرياضية.
وطالبت وزير الشباب والرياضة بالتصدي لهذه الظاهرة بكل قوة بعد البحث عن أسبابها وعلاجها، ولابد من وضع أطرًا عامة للحفاظ على أولادنا وشبابنا، وحل جميع مشكلاتهم، وتذليل العقبات التي تواجههم، وبشكل خاص الألعاب الفردية.
وتساءلت النائبة عن المشروع القومي للمواهب والناشئين الذي تتبناه الوزارة وتنفق عليه ملايين الجنيهات سنويًا، وماهو دوره تجاه الألعاب الفردية، وماهو دوره تجاه إخراج كوادر رياضية قادرة على تمثيل مصر عالميًا وحصد البطولات الرياضية.
ومؤخرًا، أثار هروب المصارع أحمد فؤاد بغدودة إلى فرنسا خلال مشاركته في بطولة أفريقيا المقامة بتونس ضجة واسعة أعادت الحديث من جديد عن الإهمال الذي يلاقيه أبطال مصر في الرياضات الفردية.
أحمد فؤاد بغدودة، هرب الشهر الجاري لاعب منتخب المصارعة، من بعثة المنتخب الموجودة فى تونس للمشاركة فى البطولة الأفريقية، وذلك بعدما حقق المركز الثانى فى البطولة.
ووفقا لتقارير صحفية، كان جواز سفر اللاعب بحوزته إضافة إلى حصوله على تأشيرة “شنجن” الخاصة بدخول الدول الأوروبية، حيث غادر اللاعب الشاب تونس متوجها إلى فرنسا.
وفي تصريحات صحفية، قال والد أحمد فؤاد بغدودة، إن ابنه كان بطلا شغوفا برياضته، لكن سوء الأحوال وضياع مجهوده وسنوات عمره من دون أي مقابل أو تقدير دفعه للهروب خارج مصر، مضيفا أنه طول الأعوام الماضية يتحمل نفقات رياضة ابنه حتى لا يحرمه منها، رغم مصادر دخله المحدودة، موضحا أنه رجل بسيط يعمل سائق توكتوك، ولديه طفلان بخلاف أحمد”.
وأكد والد اللاعب عدم علمه بخطة ابنه للهروب، لكنه طالب المسؤولين الذين يهاجمون ابنه عبر وسائل الإعلام بأن يضعوا أنفسهم مكانه ويقولون كيف يمكنهم إعالة أنفسهم بالمبلغ الذي كان يحصل عليه ابنه شهريا وهو 2200 جنيه وذلك منذ شهرين فقط، نافيا حصول ابنه على 7 آلاف جنيه بحسب ما يشاع.
وبحسب المهندس ولاعب المصارعة السابق، كريم أبو أسعد، الذي يعمل مدرب مصارعة، فإنه من الطبيعي “أن ينفد صبر لاعبينا بسبب التقصير الإداري لكثير من الأجهزة الإدارية والفنية بالاتحادات، ويستغلون أي فرصة للهروب إلى أي دولة يرغبون بها، والتي دائما ما تكون على اتصال باللاعبين المميزين والترتيب معهم لحين أقرب فرصة للهروب، سواء إلى دولة أوروبية أو عربية كما حدث من قبل”.
وقال أبو أسعد في تصريحات نقلها عنه موقع “الحرة”، إن هناك أمثلة كثيرة، ورغم ذلك ما زالت الاتحادات تتجرع مرارة الأمر دون أي رد فعل واضح أو إجراءات استباقية لتحسين مستوى الظروف المحيطة باللاعبين، سواء ماديا أو فنيا، للقضاء على فكرة الهروب وإغراءات الأموال.