بسبب رفع سقف الدين العام الأمريكي.. رائد سلامة: من الواضح أننا سنشهد معركة سياسية ساخنة داخل الكونجرس وخارجه
كتب – أحمد سلامة
عقد الخبير الاقتصادي، رائد سلامة، مقارنة بين الدين العام الأمريكي والصيني.. وقال إن “الدين العام الأمريكي بلغ 28.9 تريليون دولار مقابل ناتج عام 22.9 تريليون دولار أي أن الدين الأمريكي يعادل 126% من ناتجها العام، بينما بلغ الدين العام الصيني 8.2 تريليون دولار مقابل ناتج عام 15 تريليون دولار أي أن الدين الصيني يعادل 55% من ناتجها العام”.
وأضاف رائد سلامة، عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، أن هذه المقارنة تأتي قبيل يوم 18 أكتوبر؛ وهو تاريخ استحقاق الديون.. مضيفًا “لازم الكونجرس يوافق علي رفع سقف الدين العام علشان أمريكا تقدر تقترض من جديد وتسدد ديون قديمة من خلال الاقتراض الجديد ده. البديل و هو الـ default شديد المرارة. الجمهوريين قبل الديمقراطيين مش هيسمحوا به رغم كل اعتراضاتهم الحالية”.
وفي تدوينة أخرى قال الخبير الاقتصادي “كلمة سيناتور ماكونيل بخصوص رفضه لطلب إدارة بايدن لرفع سقف الدين العام. تعبير reckless disregard الذي ذكره ماكونيل له مدلولات خطيرة جدا في القانون الأمريكي.. من الواضح أننا سنشهد معركة سياسية ساخنة في داخل الكونجرس و خارجه أيضا”.
وأردف “أظن أن المقصود من الخناقة التي يخوضها الجمهوريين في الكونجرس ضد رفع سقف الدين العام تهدف فقط لكسب النقاط و تسخين الرأي العام ضد الديمقراطيين وأنهم في النهاية سيوافقون أو على الأقل لن يمارسوا التعطيل filibustering لقانون رفع سقف الدين لأن البديل شديد المرارة وغير مقبول لكل منهما”.
وكان سلامة قد حذر من أزمة اقتصادية عالمية قادمة تشبه تسونامي يؤثر على العالمن وقال سلامة إن الصين ربما تدخل في أزمة اقتصادية عنيفة، وأمريكا يوم ١٨ أكتوبر لن يكون لديها سيولة نهائيا مالم يرفع الكونجرس سقف الدين العام، وهو ما سيدخل الكوكب بأكمله في مزيد من الأزمات والكوارث، النظام المالي العالمي بحاجة إلى رؤية وترتيبات جديدة تمامًا”.
وذكر سلامة في تدوينة له، أن شركة ايفرجراند وهي أكبر شركة عقارات بالصين ترزح تحت أعباء ديون ضخمة للغاية ربما تضطرها إلى إشهار إفلاسها (مالم تدعمها الحكومة المركزية) وهو ما سيهوي بأسعار أسهمها في أسواق المال وبالتالي سيؤثر على المؤشر العام في هذه البورصات ومن ثم سينتقل أثر الفراشة لباقي العالم كما حدث في أزمة الرهون العقارية بأمريكا في ٢٠٠٧-٢٠٠٨”.
وتابع الخبير الاقتصادي: حتى لو تدخلت الحكومة المركزية الصينية، فهذا سيضع عليها أعباء دعم ضخمة جدا ستضر بالمالية العامة لها، على الجانب الآخر من الأطلنطي، فقد أعلنت جانيت يلين، وزيرة المالية الأمريكية أنه بحلول يوم ١٨ أكتوبر الحالي لن تتوافر سيولة لدي الحكومة الأمريكية مالم يرفع الكونجرس سقف الدين العام لأكبر دولة مدينة في العالم”.
وأضاف سلامة: “الوضع المالي لأكبر مجتمعين اقتصاديين على كوكب الأرض مقبل على موجة أزمة جديدة ستؤثر على العالم كله فيما يشبه تسونامي جديد، لأن النظام المالي العالمي بالغ الهشاشة ولابد من إعادة النظر فيه لتطوير رؤية جديدة بأدوات محتلفة على غرار ما حدث في بيرتون وودز بعد الحرب العالمية الثانية لكن بصورة أفضل وأكثر عدلا و شفافية”.