بدر الدين عطية يكتب: مقاطعة الصين والهروب من الموت
في الوقت الذي يلاقي فيه جميع سكان كوكب الأرض الأمّرين والبرحين والأقورين في حربهم التي لا هوادة فيها أمام فايروس كورونا “الصيني” اللعين والذي يحصد أرواح الآلاف من ضحاياه يومياً ،خرجت علينا وكالات الأنباء المحلية والعالمية بخبرين في غاية الغرابة الخبر الأول تعلق بعودة الأسواق الصينية لبيع الخفافيش والكلاب والقطط وذبحها دون أدنى معايير للسلامة والنظافة ،فيما تناول الخبر الآخر اكتشاف عشرات الحالات المصابة بفايروس هانتا “القاتل” في الصين أيضاً.
وهو ما يقودنا للتسليم بأن الصين تشكل المهد التاريخي للأوبئة التي ميزت تاريخ العالم منذ العصور القديمة حتى وقتنا الراهن حسبما جاء في مدونة التاريخ المتحرك بصحيفة ليبراسيون الفرنسية ،فالصين التي صدرت للعالم الطاعون الأسود في عام 1331 ،الطاعون الدملي أو ما سمى “الوباء الثالث” في 1855 ،الإنفلونزا الأسيوية في 1957 ،إنفلونزا هونج كونج في 1968 ،سارس في 2003 ،انفلونزا الطيور 2013 ،وأخيرا وليس آخراً فايروس كورونا “خلصنا الله منه” وفيروس هانتا “لا أقام الله له وزناً” ،لتتربع الأوبئة على عرش صادرات الصين للعالم متفوقة بذلك على حجم صادراتها للعالم الإسلامي من فوانيس رمضان والسبح وسجاجيد الصلاة.
هذا ويرجع الكثير من الباحثين تفرد الصين في احتضان تلك الفيروسات – طبقا لما ورد في الأخبار الغريبة العجيبة – إلى السلوك الغذائي الغريب المتبع لدى الغالبية العظمى من سكانها واعتمادهم بشكل اساسي على مجموعة من الأكلات المشبعة بالأوبئة والمليئة بالعناصر غير الصالحة للاستهلاك الآدمي ربما حتى لإنسان الغاب طويل الناب “على طريقة الراحل العظيم عبد الفتاح القصري”.
وبعيداً عن حالة السخط العام التي تولدت لدى قطاعات عريضة من شعوب العالم المختلفة نتيجة للسلوك الغذائي المتبع في الصين والذي امتدت آثاره القاتلة إلى خارج الصين ،كانت حالة التضامن الرسمي من بعض حكومات ورؤساء الدول المختلفة غير أن حالة التضامن الرسمية المصرية كانت مختلفة كثيراً عن مثيلاتها بإرسال مصر شحنة من الأدوية والمعدات الطبية في قافلة ترأستها السيدة هالة زايد وزيرة الصحة المصرية في زيارة رسمية بتكليف من السيد عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وربما قد يرى البعض من الساخطين على سلوك النظام المصري ذلك المسلك أن الموقف لم يكن يستدعي ارسال وزيرة الصحة المصرية الى الصين محملة بالأدوية والمواد الطبية بقدر ما كان الاكثر إفادة إلى الجانب الصيني والأكثر ايجابية من الجانب المصري تجاه البشرية هو ارسال “الشيف حسن” كخير سفير الى الأراضي الصينية حكومةً وشعباً إذ أنه كان قادراً على اقناعهم بفائدة الطعام النباتي “بتكاته وحركاته” ، كما كان الأكثر قيمة من تلك الشحنة الطبية هو ارسال شحنة غذائية ضخمة تضم مجموعة من الخضروات التي تشتهر بها مصر مثل “الكوسة” و”الكرنب” والذي يعد ضرره المعنوي على كوكب الارض باي حال من الاحوال اقل بكثير من الاضرار الناجمة عما يتناوله الصينيون من اطعمة فتاكة بحياة بني البشر والبقر على السواء ،وربما كان في ارسال تلك الشحنة من الخضروات فرصة عظيمة للنظام المصري لضرب عصفورين بحجر واحد ،الأول إنقاذ البشرية من الفيروسات الصينية والثاني تحقيق حلم الرئيس بتطبيق مشروعه الاقتصادي التنموي العملاق “عربية خضار لكل شاب” وتنفيذه في دولة الصين الشقيقة.
وبالعودة إلى بعض الدعوات المطالبة بمقاطعة الصين لإجرامها في حق البشرية نتيجة السلوك الغذائي غير المنضبط والذي يلقى قبولاً لدى بعض القطاعات الشعبية من دول عدة ممن لم يهتموا كثيراً ببعض الدعوات السابقة التي تطالب بمقاطعة الصين لإجرامها في حق بعض الاقليات المسلمة لديها، وانتهاكها الدائم لحقوق الانسان تجاههم، نجد أن فيروس كورونا وفايروس هانتا اثبتا بما لا يدع مجالا للشك ان هناك تسابق محموم “صيني-صيني” بين آكلي لحوم الخفافيش وآكلي لحوم الفئران وكأن كلاً منهم يسعى حثياً لنيل شرف كتابة نهاية العالم ، ومع الأسف الشديد فإن من يدفع ثمن (شذوذهم الغذائي) هذا هم “المغلوب على أمرهم” ممن كتبت عليهم أنظمة الحكم الفاسدة تارة تناول الفول في جميع وجبات الطعام الأساسية ليل نهار ، وتارة أخرى حينما سمحت بدخول الشحنات المستوردة من الفول “المسوس” إلى البلاد دون الاعتداد بصحة وسلامة المواطنين الذين أدمنوه قهراً ، غير أن مدمني أكل الفول “المسوس” وإن اكتفوا بالدعاء إلى الله سراً مكشوفي الرأس على من تسبب في إيصالهم إلى هذا الحال ، باتوا اليوم أكثر لعناً للسلوك الغذائي الصيني اللعين الذي بات يهدد حياتهم وحياة ذويهم وربما تتخطى ردود أفعالهم هذه المرة الدعاء سراً مشكلين الصف الأول في معركة مقاطعة الصين.