سي إن إن: باحثون يعيدون بناء وجه رجل من أصول أفريقية عاش في وادي النيل قبل 35 ألف عام بواسطة «التصوير الرقمي»
وكالات
أفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية بأن باحثين برازيليين تمكنا من إعادة بناء وجه رجل من أصول إفريقية عاش قبل ما يقرب من 35 ألف عام في مصر، باستخدام تقنيات التصوير الرقمي.
واعتمد عالم الآثار مواسير سانتوس، ومصمم جرافيك ثلاثي الأبعاد، سيسيريو مورايس، على بقايا هيكل عظمي لرجل من أصول إفريقية تم العثور عليه في موقع أثري في مصر لإعادة إنشاء صورة رقمية، بحسب شبكة “سي إن إن”.
وتعرض الصورة التي تم نشرها وجها مفصلا لجمجمة هيكل “نزلة خاطر 2″، الذي عاش قبل نحو 35 ألف سنة، والتي تم اكتشافها في عام 1980 في وادي النيل في مصر.
وحدد التحليل الأنثروبولوجي في وقت لاحق أن بقايا الهيكل العظمي التي عثر عليها تعود لرجل من أصل أفريقي، يتراوح عمره بين 17 و 29 عاما وقت وفاته، ويشير التحليل إلى أن طوله يبلغ مترا و62 سنتمترا.
واستخدم الفريق البرازيلي عملية المسح الضوئي والتي تساعد علماء الآثار على إعادة تشكيل ملامح وجه شخص متوفى انطلاقا من بقايا هيكله العظمي.
ووفقا لشبكة “سي إن إن”، اعتمد الخبيران أيضا على تقنيات المسح التصويري التي مكنتهما من استخراج معلومات ثلاثية الأبعاد انطلاقا من صور بقايا الهيكل العظمي للرجل المتواجد في المتحف القومي للحضارة المصرية.
واستخدم العلماء هذه العملية من قبل لتحديد كيفية تطور البشر على مدى قرون.
وفي فبراير الماضي، نجح علماء في إعادة بناء وجه بشري لامرأة كانت تعيش في زمن المملكة النبطية وذلك للمرة الأولى في التاريخ، حسبما أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا السعودية في بيان.
وتمكن فريق من علماء الآثار وأكاديميين في علم الطب الشرعي وصناعة النماذج يعمل لدى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، من التوصل لإعادة بناء وجه امرأة من الحضارة النبطية التي كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية قبل قرون من الزمان
في هذا الجانب، يقول المصمم سيسيريو مورايس لشبكة “سي إن إن”، إنه بالاعتماد على جماجم أشخاص أحياء، بالإضافة إلى العمل المنجز في مجال الطب الشرعي، تبقى احتمالية أن تكون الصورة التي تم التوصل إليها مشابهة للشكل الأصلي”.
ويأمل سانتوس ومورايس في أن يُفيد عملهما أبحاث علماء الآثار الآخرين حول التطور البشري، في هذا الجانب يقول سانتوس: “حقيقة أن هذا الفرد يبلغ من العمر أكثر من 30 ألف عام تجعله مهما لفهم التطور البشري”.
وأكد مورايس أنه باستثناء كون فك الرجل القديم أقوى من فك الإنسان المعاصر اليوم، فإننا متماثلون كليا تقريبا، مشيرا لو خرج هذا الرجل للسير في الشارع اليوم، فلن يلاحظ الناس أي اختلاف بينه وبين الآخرين”.
يذكر أنه رغم أن المصريين القدماء قد صوروا أنفسهم بأشكال مختلفة تماما عن أى أفارقة أو زنوج، إلا أن الحضارة الفرعونية تواجه مزاعم مؤخرا على يد حركة “الأفروسنتريك” بأنها زنجية الأصل.
و”الأفروسنتريك” حركة تأسست على يد الناشط الأمريكي أفريقي الأصل موليفي أسانتي وتتمحور افكارها حول التعصب العرقى للون الأسود ونشأت بالولايات المتحدة، وادعوا أن جميع حضارات شمال أفريقيا هى فى الأصل «زنجية». ويروج أصحابها يروج لها مؤيدوها أن “أصل الحضارة المصرية إفريقي فقط”.
ويقول عالم الآثار المصري زاهي حواس في تصريحات سابقة يثها موقع “بي بي سي”، إنه “لا يوجد أي دليل على هذه المزاعم إطلاقاً”، مضيفا أن الأمر يختلط على أصحاب هذه النظرية، لعدم معرفتهم بالتاريخ.
وقال الدكتور هانى سيد حافظ، أستاذ التشريح المقارن والبيولوجيا الجزيئية فى جامعة السويس، إنه من خلال جميع الدراسات أن لون البشرة للمصريين القدماء هو نفس لون البشرة للشعب المصرى حاليا.
وأكد حافظ فى تصريحات تليفزيونية سابقة أن المصرى الحالى مطابق للهيكل والأطراف والجمجمة والعمود الفقرى والمنحنيات للمصريين القدماء، لافتا إلى أنه وفقا إلى الخريطة الجينية للمصريين قديما فقد أثبتت تطابقها بنسبة ٧٠٪ لجينات المصريين حاليا، وأن الموقع الجغرافى لمصر هو سبب تغير طفيف فى التركيب الجينى لبعض المصريين حاليا، والتى أكدتها الدراسات التى توضح شكل وعرق ولون المصرى من آلاف السنين.