انقذوا “الشيخ جراح”| “العيش والحرية”: تحية لصمود أهل الحي المقدسي .. الشعب الفلسطيني البطل في طليعة المعركة مرة أخرى
الحزب : معاناة أهالي “الشيخ جراح” نتيجة طبيعية لاتفاقات التطبيع.. ونقول للفلسطينيين معركتكم معركتنا وطريقكم طريقنا
كتب- محمود هاشم:
أعلن حزب العيش والحرية – تحت التأسيس – دعمه صمود أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة بفلسطين، ضد مخططات إجلائهم من منازلهم لصالح مستوطنين إسرائيليين.
وقال الحزب، في بيان اليوم الأحد: “مرة أخرى يخوض الشعب الفلسطيني البطل معركة الشعوب العربية جميعًا، ويقاتل حفنة من أبنائه في القدس المحتلة بالنيابة عن الملايين الطامحين لتقرير مصيرهم في مواجهة الطبقات الناهبة لثرواتها من المحيط إلى الخليج”.
وأضاف: “إن معركة حيّ الشيخ جرّاح ليست معركة اعتيادية ضد مستوطنة جديدة تزرعها إسرائيل في القدس على حساب مئات الأسر الصامدة هناك، لكنها في الحقيقة معركة تختزل وتكشف كل جوانب الصراع الدائر في المنطقة منذ انطلاق ثورات شعوبها قبل عقد من الزمان”.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي ما كان يمكن لها أن يستأنف سياساته الاستيطانية – التي توقفت لفترة قصيرة من الاستطلاع لمعرفة توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة – إلا بعد تأكد من قوة حلفه الجديد في المنطقة الذي ظهر للوجود قبل عام من الآن مع اتفاقيات التطبيع، ومن أن التوجهات الأمريكية مع إدارة بايدن بشأن الاستيطان الإسرائيلي لن تتجاوز حدود الإعلانات البلاغية أخذًا في الاعتبار تراجع النفوذ العسكري الأمريكي في المنطقة واتجاه حكامها الفاعلين إلى الرهان المباشر على إسرائيل.
ولفت إلى أن استئناف تلك السياسة العنصرية ما كان له أن يتم إلا في ظل اطمئنان دولة الاحتلال لواقع العجز الذي يخيم على شعوب المنطقة بعد تجريدها من كل أدوات فعلها المستقل وجرّها إلى مستنقعات الصراعات الطائفية والمذهبية والمناطقية.
وتابع الحزب: “قلنا في حينه إن اتفاقات التطبيع المتواترة هذه ليست مجرد معاهدات سلام معتادة وفقط، بقدر ما أنها تدشين لحلف جديد تقوده إسرائيل موجه بالأساس ضد الشعوب العربية ككل، وجدول أعماله يتلخص في حماية الأنظمة القائمة على استغلال ثروات تلك الشعوب، وسياساتها الرجعية الطائفية، ونبهنا كذلك في حينه أن ساحات عمل هذا الحلف ستمتد من مواجهة إيران عسكريًا عبر مواقع متقدمة في الخليج العربي، وتوفير الدعم التقني واللوجيستي للمجزرة المستمرة في اليمن، إلى المشاركة في العدوان على الشعب السوري، إلى استئناف سياسة الاستيطان وترسيخ واقع الاحتلال الأبدي في أرض فلسطين”.
وواصل: “اليوم نرى أحد بنود جدول الأعمال هذا يوضع موضع التطبيق والمتمثل في استئناف السياسة الاستيطانية، بعبارة أخرى، ما يحدث في الشيخ جرّاح كان نتيجة طبيعية لما حدث ويحدث في الخليج واليمن وسوريا، ليعود الهجوم على مقدرات شعوب المنطقة بالتحالف مع ناهبيها ومصدر بؤسها، وهو الدور الذي طالما لعبته النخب الحاكمة في دولة الاحتلال، بيسارها ويمينها، منذ نشأتها”.
ونوه الحزب إلى أن الشعب الفلسطيني يعود لاحتلال موقعه الطبيعي في طليعة مواجهة الهجوم الإسرائيلي، وينتفض أبناء القدس والضفة الغربية المحتلة نساءًا ورجالًا، مسيحيين ومسلمين، ليس فقط ضد بضعة مهاويس إسرائيليين مدججين بالسلاح، ولكنهم ينتفضون في الحقيقة ضد حلف الرجعية العربية بمجمله المنضوي تحت القيادة الإسرائيلية.
وواصل: “هم في انتفاضاتهم تلك يذكرونا، كعهدنا بهم دائمًا، بالإمكانيات الهائلة للمحرومين والمهمشين والمستغلين في هذه البقعة من العالم إن هم توحدوا في نضالهم ووجهوا سواعدهم في الاتجاه الصحيح ضد الاستعمار والاستغلال والسلطوية والطائفية”.
واستطرد: “إن انتفاضة أبناء القدس تذكرنا – كما ذكرتنا قبل ذلك المقاومة الفلسطينية المسلحة بعد هزيمة ١٩٦٧ وكما ذكرتنا انتفاضة ١٩٨٧ وكما ذكرتنا انتفاضة الأقصى في ٢٠٠٠ – أن هزيمتنا ليست قدرًا، وأن عدونا الحقيقي هو ناهبنا وسارق ثرواتنا التي راكمنها بعملنا والذي يلجأ بشكل تلقائي وطبيعي لدولة الاحتلال الاستيطاني العنصري كلما أحس بالخطر على عرشه”.
وأكد “العيش والحرية” أن المشاهد البطولية التي نراها اليوم في الشيخ جرّاح ستنطبع حتمًا في ذاكرة جيل جديد يظن الجميع أنه ولد مهزومًا وانتهى أمره، وستلهمه تلك المشاهد كما ألهمت الملايين قبل عقد من الزمان، فتحية لنضال الشعب الفلسطيني العظيم الذي كُتب عليه أن يقوم منّا مقام المعلم الثوري الأصيل حتى ننفض عن كاهلنا مرة أخرى غبار الإحباط واليأس، وحينها فساعة حريته ستكون قد دقت وساعة زوال الاستعمار والعنصرية الجاثمة على صدورنا ستكون قد أزفت.
واستكمل: “نحن وإن كنا هنا في القاهرة مكبلين بقيود يعلمها إخوتنا في فلسطين قبل غيرهم، وتعوقنا عن الانتفاض لنصرتهم ودعمهم، فليس أقل من التنبيه على طبيعة المعركة الدائرة هناك، وتوضيح حقيقتها للأجيال القادمة بكل الوسائل، ومواجهة التشويش الذي تثيره أصوات الرجعية والسلطوية وتسعى به لترسيخ اليأس العام والحط من نضال الشعب الفلسطيني، ليس أقل من أن نعلن للمعتصمين في الشيخ جرّاح أن معركتكم معركتنا جميعًا، وطريقكم طريقنا: طريق الثورات العربية المغدورة وليس سواه طريق”.