انتخابات “الشيوخ” في قبضة السلطة.. “مستقبل وطن” يستقطب حلفاءه بقائمة موحدة.. وانقسام داخل المعارضة.. وخلافات حول نسب المقاعد
كتب- محمود هاشم:
باتت انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة تحت تحت سيطرة أحزاب الموالاة ، حيث من المتوقع أن يسيطر عليها حزب مستقبل وطن صاحب الأغلبية البرلمانية في مجلس النواب، الذي يتصدر تحالفا انتخابيا لتكوين قائمة موحدة من أكثر من 15 حزبا، فضلا عن تنسيقات أخرى عى المقاعد الفردية، في الوقت الذي تسود اعتراضات بين الأحزاب المتشاورة للتحالف بسبب خلاف حول نسبة مقاعدها في القائمة، وسط غياب واضح لأحزاب المعارضة.
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، فتح باب الترشح اعتبارا من 11 وحتى 18 يوليو الجاري، من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء باستثناء اليوم الأخير حتى الساعة الثانية مساء.
وتجرى عملية الاقتراع خارج مصر يومي الأحد والاثنين 9 و10 أغسطس المقبل، من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء حسب توقيت كل دولة داخل مقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، وفقا للضوابط التي اتخذتها الهيئة بشأن إدلاء المصريين في الخارج بأصواتهم وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية في ضوء ما يجتاح دول العالم من تفشي فيروس كورونا المستجد، فيما تجرى الانتخابات داخل مصر يومي الثلاثاء والأربعاء 11 و12 أغسطس، وتعلن النتيجة بحد أقصى 19 أغسطس.
وتضم “القائمة الموحدة”، أحزاب (مستقبل وطن، الوفد، الشعب الجمهورى، الغد، إرادة جيل، حماة وطن، مصر الحديثة، الحركة الوطنية، الحرية المصري، والمصريين الأحرار، المؤتمر)، إلى جانب مشاورات مع 4 أحزاب محسوبين على كتلة المعارضة، هي: (المصرى الديمقراطى، التجمع، العدل، الإصلاح والتنمية)، فضلا عن تنسيقية شباب الأحزاب، للمنافسة على 100 مقعد على مستوى الجمهورية.
وشملت نسبة المشاركين في القائمة بحسب ما قدمها “مستقبل وطن” 40 مقعدا ، و22 مقعدا لحزب الشعب الجمهوري، و6 مقاعد للوفد، و3 لكل من الحركة الوطنية، والمؤتمر، والغد، والمصري الديمقراطي، والتجمع، وتوزع الحصة الباقية على الأحزاب الباقية، حسب وزنها في الشارع، هذا بالإضافة إلى نسبة من المرشحين من ضمن الـ100 الذين يحق لرئيس الجمهورية تعيينهم في المجلس.
وحدد القانون عدد أعضاء مجلس الشيوخ بـ(300 عضو) يتم انتخاب (200 عضو)، ثلثي الأعضاء، ويعين رئيس الجمهورية (100 عضو) ثلث المجلس.
وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين شيماء عبدالإله، أسماء المرشحين الخمسة المقرر الدفع بهم لتمثيل التنسيقية في انتخابات مجلس الشيوخ وهم محمد عزمي، ومحمود فيصل، وعمرو عزت، ومحمد السباعي، ومحمد عمارة.
وقال رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات ونائب رئيس محكمة النقض المستشار لاشين إبراهيم، أمس، إن لجان المتابعة أغلقت ثالث أيام باب الترشح بعد أن تلقت 59 مرشحًا سواء بالنظام الفردي (مستقل أو حزبي) أو بنظام القوائم، ليرتفع إجمالي من تقدموا في الأيام الثلاثة الماضية 382 مرشحًا.
وأثارت الحصة المقترحة خلافات داخل عدد من الأحزاب، الذين رأوها غير متوافقة مع حجم كل منها داخل الشارع، ومن بينهم حماة الوطن الذي أعلن انسحابه من القائمة منذ أيام، وتتواصل المشاورات مع قياداته في الفترة الحالية للتنسيق حول نسبة الحزب، التي تبلغ حتى الآن 3 مقاعد.
كما تدور مشاورات داخلية بين قيادات الهيئة العليا لحزبي الوفد والمصريين الأحرار، للتفاوض على زيادة نسبتيهما خلال الفترة الحالية، وهدد عدد من الأعضاء بالانسحاب من القائمة حال الإصرارعلى تقليص حصتيهما، في مقابل زيادة نسبة مستقبل وطن والشعب الجمهوري.
وأعلن المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد، أن الحزب قرر خوض انتخابات مجلس الشيوخ على جميع المقاعد الفردية في محافظات الجمهورية، وقال إن الحزب سيعلن أسماء المرشحين على المقاعد الفردية بشكل نهائي بعد التنسيق مع لجان المحافظات واستطلاع رأيها في المرشحين واستيفاء الشروط والأوراق والمستندات المطلوبة.
وعلى الجانب الآخر، انتهى اجتماع أحزاب الحركة المدنية، بحضور المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحى مؤسس حزب تيار الكرامة، ومحمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وأكمل قرطام رئيس حزب المحافظين، وكريمة الحفناوى القيادية بالحزب الاشتراكى، وفريد زهران رئيس حزب المصرى الديمقراطى، وعلاء الخيام رئيس حزب الدستور، وعبدالمنعم إمام رئيس حزب العدل، وآخرين.
موقف الحركة جاء بعد نقاش واسع لتنقسم إلى جبهتين جبهة تضم الأحزاب اليسارية داخل الحركة، وهي تيار الكرامة والتحالف الشعبي والعيش والحرية، بالإضافة إلى حزب الدستور والتي ابدت تحفظات على المشهد العام، وعلى الجانب الآخر اختارت الاحزاب الليبرالية وهي الإصلاح والتنمية، والعدل، والمصري الديمقراطي، خوض الانتخابات تحت لواء قائمة “مستقبل وطن”، في سبيل ضمان نسبة الفوز بعدد مناسب من المقاعد. ( تم تصحيح الفقرة بعد النشر لتوضيح المعنى بسبب تداخل في الصياغة يوحي بان موقف الحركة كان موحدا)
وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات، إن انتخابات مجلس الشيوخ ستجرى تحت إشراف قضائي كامل، وأصدرت الهيئة قرارا بشأن توقيع الكشف الطبى على راغبى الترشح فى انتخابات مجلس الشيوخ، بتكليف طالب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ بالتقدم لتوقيع الكشف الطبى عليه لبيان خلوه من الأمراض الذهنية والنفسية بالقدر الذى يكفى لأداء واجبات العضوية، وأنه ليس من متعاطى المخدرات والمسكرات، بالمستشفيات والمعامل التى حددتها وزارة الصحة، والمتمثلة فى 80 مستشفى عاما وتعليميا وتخصصيا منتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى تحديد المعامل المركزية بوزارة الصحة وفروعها بعدد من المحافظات لتتولى مهمة إجراء تحاليل المخدرات والمسكرات، مع إقرار بعدم صدور أحكام ضدهم.
وأصدرت الهيئة القرار رقم 61 لسنة ٢٠٢٠ بتحديد المحاكم المختصة بتلقى طلبات الترشح فى الانتخابات، وحدد القرار ٢٧ محكمة ابتدائية بمختلف المحافظات لتلقى تلك طلبات الترشح على النظام الفردى، منها محكمة جنوب القاهرة الابتدائية، بالنسبة لمرشحى القاهرة، ومحكمة شمال بنها الابتدائية بالقليوبية، ومحكمة جنوب المنصورة الابتدائية بالغربية، ومحكمة شبين الكوم الابتدائية بالمنوفية، ومحكمة جنوب الجيزة الابتدائية بالجيزة، بالإضافة إلى جميع المحاكم الابتدائية بمختلف المحافظات.
أما تلقى طلبات الترشح وفقا لنظام القوائم فحددت الهيئة له ٤ محاكم، وفقا لتقسيم دوائر انتخابات القوائم الوارد فى قانون مجلس الشيوخ، حيث تتمثل هذه المحاكم فى محكمة جنوب القاهرة الابتدائية، والتى ستتلقى طلبات الترشح من الدائرة الأولى «قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا» ومقرها مديرية أمن القاهرة، ومحكمة جنوب الجيزة الابتدائية «قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد» ومقرها مديرية أمن الجيزة، ومحكمة جنوب الزقازيق الابتدائية «قطاع شرق الدلتا» ومقرها مديرية أمن الشرقية، وأخيرا محكمة شرق الإسكندرية الابتدائية «قطاع غرب الدلتا» ومقرها مديرية أمن الإسكندرية.