اليونيسف: خطر الموت من الجوع أصبح حقيقيًا في غزة
بعد أيام قليلة، تتم الحرب في غزة شهرها الثالث، حيث يشهد القطاع، الأحد، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة، فيما يدفع سكان غزة الثمن لتلك الحرب بأرواحهم، حيث يعيشون مأساة إنسانية مؤلمة، فيما لا تظهر أي بادرة لوقف إطلاق النار.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” من أن خطر الموت من الجوع أصبح “حقيقيا” في غزة. ودعت اليونيسف بحسابها على منصة “إكس” إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى غزة. وأضافت: “الأطفال والأسر في قطاع غزة يواجهون الآن العنف من الجو، والحرمان من الأرض مع احتمال أن الأسوأ لم يأت بعد”.
وتزامنا، أصدرت حركة حماس، اليوم الأحد، بيانا جددت فيه مطالبتها للجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التحرك والكشف عن مصير مئات الفلسطينيين “المختطفين من غزة”، والمعتقلين لدى القوات الإسرائيلية، لا سيّما بعد الإفراج عن عشرين معتقلاً “ظهر عليهم آثار التعذيب والتنكيل”. ودعت الحركة في بيان مقتضب المؤسسات الحقوقية إلى توثيق إفادات المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرج عنهم، تمهيداً لرفعها للمحاكم الدولية المختصة، ومحاسبة قادة إسرائيل.
ومع اشتداد حدة القتال بشوارع غزة، وعلى رقعة من الأرض الرملية بين مبانٍ منهارة وأخرى محترقة وسيارات محطمة، يتنقل رجال الدفاع المدني في شوارع غزة من جثة إلى أخرى، ويلفون بالأكفان مجموعة من قتلى حرب غزة المستمرة منذ 11 أسبوعا.
وجرى تصوير تلك المشاهد في لقطات نشرها الدفاع المدني الفلسطيني تظهر أيضا عاملا يحفر بيده في محاولة لانتشال جثة محترقة على ما يبدو من تحت الأنقاض. وشوهد فلسطينيون من خان يونس في الجنوب يبحثون بين الأنقاض عن متاعهم بعد غارة جوية مؤخرا.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأحد، إن ما لا يقل عن 166 فلسطينيا قتلوا في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما أصيب 384. وأضافت الوزارة أن ذلك يرفع العدد الإجمالي إلى 20,424 قتيلا، و54,036 مصابا منذ السابع من أكتوبر. ونزح كل سكان غزة تقريبا، وعددهم 2.3 مليون نسمة يقطنون إحدى أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم.
وفي آخر التطورات الميدانية، قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم، إن إسرائيل تريد إنشاء هيئة في قطاع غزة تتولى إدارة المساعدات وتوزيعها على سكان القطاع بالتعاون مع المنظمات الدولية على أن تكون من السكان المحليين. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه الهيئة ستركز عملها في شمال قطاع غزة الذي تعتقد إسرائيل أنها سيطرت عليه عسكريا.
وأضافت: “هذا النموذج سيكون ممكناً بفضل حقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي قد سيطر بشكل شبه كامل على المنطقة، وأن حماس غير موجودة هناك بحكم الأمر الواقع”. وتوقعت هيئة البث أن تكون الجهة التي ستتولى المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية هي ذاتها التي ستتولى زمام الأمور في قطاع غزة بأكمله في المستقبل. وأشارت هيئة البث إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في محادثات مغلقة إنه راض عن معدل التقدم الذي يحرزه الجيش، وهو ما يدفع باتجاه تنظيم الأمور المدنية.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد اليوم، أن مقاتليها قصفوا حشودا عسكرية إسرائيلية في محيط مسجد الظلال شرق خان يونس برشقة صاروخية وقذائف الهاون. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف مقاتليها لدبابتي ميركافا إسرائيليتين بقذائف “الياسين 105” على مشارف منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إن 9 جنود قتلوا في قطاع غزة، ليرتفع العدد المعلن للقتلى في العمليات القتالية هناك إلى 152 منذ الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع في 20 أكتوبر. وهذه الحصيلة هي من الأكبر منذ بدء الهجوم البري على القطاع.
وبعد نحو 3 أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت الأخيرة اكتشاف جثث عشرات الفلسطينيين قالت إن عددا منهم “أُعدموا” خلال عملية برية إسرائيلية في جباليا بشمال قطاع غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق من ناحية النطاق والشدة نفذه مقاتلون من حماس بعد اقتحامهم الحدود بين غزة وجنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل نحو 1140 إسرائيليا أسر واقتياد 250 شخصا إلى داخل القطاع، لا يزال 129 منهم محتجزين في القطاع وفق السلطات الإسرائيلية.
وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن السبت مكالمة هاتفية “طويلة” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حضّه فيها على حماية المدنيين، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.
وأصدر مسؤولون إسرائيليون بيانا مقتضبا عن المكالمة جاء فيه أن “رئيس الوزراء أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقق جميع أهدافها”.
وفي مدينة خان يونس الكبيرة بجنوب غزة حيث تصاعدت أعمدة الدخان بعد القصف، تم نقل الجثث والجرحى إلى مستشفى ناصر.
واتهم المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة السبت القوات الإسرائيلية بارتكاب عدة “مجازر بشعة” هذا الأسبوع أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وفي بلدة جباليا.
وبحسب القدرة، أعدم الجيش الإسرائيلي “العشرات من المواطنين في الشوارع”.
وقال إنه تمّ “انتشال العشرات”، مضيفا أن القوات الإسرائيلية “أعدمت أعدادا منهم أمام عائلاتهم”.