الولايات المتحدة تحذر: الصين تبحث إمداد الروس بأسلحة قاتلة في أوكرانيا لمواصلة الحرب
وكالات
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الصين تدرس منح روسيا أسلحة وذخيرة من أجل مواصلة حربها في أوكرانيا.
وقال بلينكن لشبكة سي بي إس نيوز الأمريكية إن الشركات الصينية تقدم بالفعل “دعما غير قاتل (بدون أسلحة قتالية)” لروسيا، وأن المعلومات الجديدة تشير إلى أن بكين يمكن أن تقدم “دعما قاتلا”.
وحذر وزير الخارجية الأمريكي من أن هذا التصعيد سيعني “عواقب وخيمة” على الصين، وفقا لما نقل موقع “بي بي سي”.
وتنفي بكين تقارير أشارت إلى أن موسكو طلبت منها معدات عسكرية.
ولم يعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إدانته حتى الآن للغزو الروسي، لكنه سعى إلى البقاء على الحياد في الصراع ودعا إلى السلام.
جاءت تصريحات بلينكن لشبكة “سي بي إس” بعد أن التقى بكبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، يوم السبت، في مؤتمر ميونخ للأمن.
وقال إنه أعرب خلال الاجتماع عن “مخاوف عميقة” بشأن “احتمال أن تقدم الصين دعما ماديا قاتلا لروسيا”.
وأضاف “لقد رأينا حتى الآن شركات صينية…تقدم دعما غير قاتل لروسيا لاستخدامه في أوكرانيا. قلقنا الآن يستند إلى معلومات لدينا تفيد بأنهم يفكرون في تقديم دعم مميت”.
ولم يوضح وزير الخارجية الأمريكي ما هي المعلومات التي تلقتها الولايات المتحدة حول خطط الصين المحتملة. وبعد ضغوط عليه لمعرفة نوع المساعدات العسكرية التي تعتقد واشنطن أن بكين سوف تقدمها لموسكو، قال إنها ستكون أسلحة وذخيرة في المقام الأول.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة صينية بزعم قيامها بتقديم صور أقمار صناعية في أوكرانيا إلى مجموعة فاغنر للمرتزقة، التي تزود روسيا بآلاف المقاتلين.
وقال بلينكن في تصريحاته للشبكة “بالطبع، في الصين، لا يوجد فرق بين الشركات الخاصة والدولة”.
وأضاف أنه إذا زودت الصين روسيا بالأسلحة، فإن ذلك سيسبب “مشكلة خطيرة لنا وفي علاقتنا معا”.
كانت العلاقات بين واشنطن وبكين سيئة بالفعل بعد أن أسقطت الولايات المتحدة في أوائل فبراير منطادا زعمت أن الصين أطلقته للتجسس. تبادل الجانبان تصريحات غاضبة، ولكن في نفس الوقت أظهرا بعض الحرج من الحادث وبدا أنهما على استعداد لتجاوز الموقف.
ولكن إذا قامت الصين بتسليم أسلحة لمساعدة القوات الروسية في أوكرانيا، فإن العلاقات الأمريكية الصينية سوف تتدهور بشكل أكثر حدة.
ويبدو أن تحذير بلينكن جاء بشكل واضح لردع الصين عن فعل ذلك.
وكشف بلينكن أيضا أن الولايات المتحدة كانت قلقة بشأن مساعدة الصين لروسيا في التهرب من العقوبات الغربية التي تهدف إلى شل الاقتصاد الروسي. تتزايد تجارة الصين مع روسيا، وهي واحدة من أكبر أسواق النفط والغاز والفحم الروسي.
تأتي المخاوف من الدعم الصيني لروسيا، في وقت يرسل فيه أعضاء حلف الناتو، بما في ذلك الولايات المتحدة، مجموعة متنوعة من الأسلحة والذخيرة والمعدات إلى أوكرانيا، ومنها الدبابات. لكنها امتنعت عن إرسال طائرات مقاتلة، ولم يوضح بلينكن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد البلدان الأخرى في توريد الطائرات لأوكرانيا.
وقال: “لقد كنا واضحين للغاية في أنه لا ينبغي لنا أن نركز أو نتوقف عند أي نظام أسلحة معين”.
لكنه قال إن الغرب يجب أن يضمن حصول أوكرانيا على ما تحتاجه لتنفيذ هجوم مضاد محتمل ضد روسيا “في الأشهر المقبلة”. تحاول روسيا حاليا التقدم في المناطق الشرقية من أوكرانيا، حيث دارت بعض أشرس المعارك في الحرب.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الصيني وانغ في ميونيخ يوم السبت، إن الصين “لم تقف مكتوفة الأيدي ولن تصب الزيت على النار” في حرب أوكرانيا، حسبما أفادت رويترز.
وأضاف وانغ أن “الصين ستنشر وثيقة توضح موقفها من تسوية النزاع.. وستنص الوثيقة على وجوب احترام وحدة أراضي جميع الدول”.
واقترح أن يبدأ الجميع في التفكير بهدوء، وخاصة الأصدقاء في أوروبا “بشأن نوع الجهود التي يمكننا بذلها لوقف هذه الحرب”.
وأضاف أن هناك “بعض القوى التي يبدو أنها لا تريد أن تنجح المفاوضات أو تنتهي الحرب قريبا”، لكنه لم يذكر بالتحديد من يقصد.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس الصيني شي جينبينغ “خطاب سلام” في ذكرى الغزو الروسي لأوكرانيا يوم الجمعة 24 فبراير، وفقا لوزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني.
وقال تاجاني للإذاعة الإيطالية إن خطاب شي سيدعو إلى السلام دون إدانة روسيا، بحسب رويترز.
وتبادل بلينكن ووانغ خلال اجتماعهما أيضا كلمات قوية حول الخلاف المتعمق حول منطاد تجسس صيني مزعوم تم إسقاطه فوق الولايات المتحدة.
وقال بلينكن خلال الاجتماع إن الولايات المتحدة “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي انتهاك لسيادتنا”، وشدد على أن هذا العمل غير المسؤول “يجب ألا يحدث مرة أخرى أبدا”.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي لسي بي إس أن الدول الأخرى كانت قلقة بشأن ما سماه “برنامج منطاد المراقبة” الصيني عبر القارات الخمس.
ووصف وانغ الأمر بأنه “مهزلة سياسية من صنع الولايات المتحدة”، التي اتهمها “باستخدام كل الوسائل لعرقلة وكبح الصين”.
وكانت الصين قد نفت إرسال منطاد تجسس.
وصباح الأحد ، حذرت بكين من أن الولايات المتحدة “ستتحمل كل العواقب” إذا صعدت الجدل حول المنطاد. وقالت وزارة الخارجية في بيان نقلته رويترز إن الصين “ستتابع حتى النهاية” في حالة “إصرار الولايات المتحدة على استغلال القضية”.
ومن المقرر بث المقابلة الكاملة مع شبكة سي بي إس، الشريك الإذاعي لبي بي سي في الولايات المتحدة، يوم الأحد.