النجار عن غرق سيارة عمال وأطفال التراحيل ووفاة 7: شهداء لقمة العيش وفقه الأولويات

النجار: تكلفة جسر واحد من الجسور المرتبطة بأي محور من المحاور الكثيرة كان كفيلا بإنقاذ أرواح أطفال وصبية ابتلعهم النهر

الكاتب: الدين الخارجي بلغ 137,9 مليار دولار بعدما كان 46,1 مليار دولار في 2014.. والداخلي من 1816 لـ4742 مليار جنيه بنفس المدة

كتبت: ليلى فريد

علق أحد النجار، الكاتب الصحفي، ورئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، على حادث غرق سيارة تقل 24 من عمال وأطفال التراحيل في النيل، مطالبًا بإعمال فقه الأولويات بمشروعات البنية الأساسية.

وقال النجار، الخميس: “هناك شئ اسمه أصول أو فقه الأولويات في تطوير البنية الأساسية، يعني إذا كان عندي حاجة حاضرة وملحة لإنشاء جسر (كوبري) لأن هناك معاناة كبيرة وقائمة فعليا في نقل البشر والبضائع من مكان لآخر بسبب غياب هذا الجسر مثلما هو الحال بين جنوب وغرب المنوفية ومنطقة غرب الرياح الناصري والطريق الصحراوي، فإن إنشائه يتمتع بأولوية مطلقة على إنشاء طرق وجسور لا يمر عليها إلا النذر اليسير من البشر والبضائع وتوجد بدائل جيدة لها وهي بمثابة تأسيس لتنمية محتملة وليست قائمة فعليا”.

وأضاف: “يعني تكلفة جسر واحد من الجسور المرتبطة بأي محور من المحاور الكثيرة كان كفيلا بإنقاذ أرواح أطفال وصبية ابتلعهم النهر بعد أن سقطت بهم سيارة نصف نقل من عبارة أو معدية متهالكة بعد أن دفعهم الفقر وسنينه السوداء للخروج إلى العمل للمشاركة في إعالة أسرهم، بل إن بعضهم هو العائل الوحيد لأسرته”.

وتابع النجار: “مع ضرورة منع عمالة الأطفال فإن ذلك لابد وأن يقترن بكفالة الدولة لأسرهم الفقيرة وإلا فإن المنع سيعني غلق سبل الحياة أمام تلك الأسر، ومع خالص العزاء للأسر التي يعتصرها الألم على فقد أبناءها، وحتى لا تقع كوارث أخرى مشابهة يحق لنا أن نتساءل: هل هناك من يراجع ويضبط وسائل نقل البشر وهل تتضمن الصناديق الخلفية لسيارات النقل؟! وهل هناك من يراجع صلاحية العبارات أو المعديات النهرية في طول مصر وعرضها؟ ومقابل هذا الإهمال وغياب فقه الأولويات لدى الدولة، كانت شهامة أبناء مصر حاضرة فقد خرجت قرية “القطا” كلها لضفة النهر للمساعدة، وقام الصيادون ومحترفي السباحة فيها بكل ما أمكنهم لإنقاذ الأرواح أو انتشال الغرقى”.

وقال النجار: “يا ليت الحكم في مصر يستلهم روح هذه الأمة في التعاضد والشهامة وفي فقه الأولويات فحياة البشر أولى من التباهي بكتل الحجر التي اقترنت بديون هائلة لم تشهد لها مصر مثيلا”.

وأضاف أن “الدين الخارجي بلغ 137,9 مليار دولار في يونيو الماضي بعد ان كان 46,1 مليار دولار في يونيو 2014، وارتفع الدين الداخلي من 1816 مليار جنيه مصري في يونيو 2014 إلى 4742 مليار جنيه مصري في يونيو 2020، وتوقفت الحكومة ومطبوعاتها عن نشر البيانات الأحدث عنه حتى لا نرى حجم ما وصلنا إليه من ديون نكبل بها الأجيال القادمة والرئيس القادم!!”.

يذكر أنه شهدت قرية القطا التابعة لمركز ومدينة منشأة القناطر، حادث سقوط سيارة نص نقل محملة بالعمال من معدية خاصة بفرع رشيد بمنطقة المناشي دائرة منشأة القناطر وكانت في اتجاها للبر الآخر اتجاه المنوفية، قرية التفتيش.

بدورها ألقت الأجهزة الأمنية بالجيزة القبض على مالك عبّارة القطا بمركز منشأة القناطر، على خلفية حادث سقوط السيارة في النيل، وتم انتشال 7 جثث، ومازال البحث جاريًا عن جثة الثامن.

وفي وقت سابق قالت النيابة العامة إنها تلقت، مساء الاثنين الماضي، إخطارًا بغرق سيارة نقل بمياه نهر النيل ناحية قرية القطا بمنشأة القناطر، وكان على متنها أربعة وعشرون عاملًا ما بين أطفال وبالغين، إذ كانوا في طريق عودتهم من مزرعة يعملون بها فصعد قائد السيارة معبر غير مرخص فوق مياه النهر (معديَّة).

وأضافت في بيان لها، أنه لم يتمكن من السيطرة على السيارة فسقطت بالمياه، وأسفر الحادث عن وفاة اثنيْن من مستقليها، وفَقْد ثمانية آخرين مازال البحث عنهم جاريًا، بينما انتُشِل أربعة عشر أحياء.

وتابعت النيابة أنه ألقي القبض على قائد السيارة وثلاثة من العاملين بالمعبر غير المرخص، وجارٍ ضبط مالكه، وكان فريق من النيابة العامة قد انتقل إلى موقع الحادث لمعاينته ومناظرة الجثمانيْن، واستدعت النيابة العامة الناجين لسماع شهادتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *