الناشر أيمن عبد المعطي يقترب من إكمال 3 سنوات ونصف في الحبس الاحتياطي.. أكثر من 30 ألف ساعة غياب لـ”عاشق الكتابة”
يقترب الناشر أيمن عبد المعطي من إكمال 3 سنوات ونصف السنة في الحبس الاحتياطي بتهمة نشر أخبار كاذبة، فيما لا تنقطع مطالبات أسرته بالإفراج عنه.
وجددت محكمة جنايات إرهاب القاهرة، منتصف مارس الجاري حبس عبدالمعطي لمدة 45 يوما احتياطيا، لتستمر أزمة عبد المعطي التي بدأت قبل 1,254 يوما، ويكون شهر رمضان المقبل هو الرابع الذي تقضيه أسرته بعيدة عنه وهو بعيد عنها.
وألقت قوات الأمن في 18 أكتوبر 2018، القبض على عبدالمعطي وأحالته لنيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معه في اتهامات بنشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية، وقررت حبسه على ذمة القضية رقم 621 لسنة 2018.
وتوالى تجديد حبسه حتى أغسطس 2020 الماضي، حيث قررت غرفة المشورة بمحكمة الجنايات إخلاء سبيله بتدابير احترازية، لكنه القرار لم ينفذ؛ ففي أثناء إنهاء إجراءات إخلاء السبيل، فوجئ محامي عبد المعطي بعدم التواصل معه، حتى ظهر لاحقا في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في قضية جديدة، حملت رقم 880 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، حيث جرى حبسه ويتم التجديد له على ذمتها حتى كتابة هذه السطور.
قبل الاعتقال، لم يكن لأيمن عبدالمعطي أي نشاط سياسي حسبما أكدت زوجته الصحفية زينب مصطفى، التي قالت في حوار سابق مع درب: “للأسف لم يتضح لنا حتى الآن أسباب اعتقال أيمن وبقائه طيلة هذه المدة قيد الحبس الاحتياطي على ذمة قضية لم يحال أي ممن كانوا محبوسين على ذمتها إلى المحاكمة أصلا”.
وأضافت: “أيمن توجهاته ومواقفه معروفة، وكذلك انشغاله بالقضايا العمالية والحقوقية، وليس في هذا أو ذاك ما يخالف القانون على الإطلاق، ولكن في الفترة السابقة للقبض عليه كان يركز على عمله بإحدى دور النشر وحياته الأسرية فقط، وكان بعيدا تماما عن العمل العام”.
على مدونته الشخصية التي حملت عنوان “أكتب كي لا أكون وحيدًا”، كتب عبدالمعطي، المحب للحياة والعاشق للكتابة: “ماذا نكتب، وكيف نمتلك الجراءة على فعل الكتابة والتدوين، وماذا تعني الكتابة بالنسبة لمن يمارس طقوسها، وهل تطلق سحرها في عقل ناسكها؛ فيصبح مهووسا بها.. يصاب بعشقها ولا يشفى أبدا، وهل يمكن أن تصبح مرادفا للحياة والحب عند مشتغليها، هل تصلح أن تكون ونيسا وصديقا وعشقا، ما الفائدة التي تعود علينا من ممارسة هذا الفعل الإنساني؟ أسئلة كثيرة تحتاج للكتابة في حد ذاتها لمحاولة الإجابة عليها. فأنا أكتب كي لا أكون وحيدًا”.
اعتبر أيمن أن كتابته هي كل ما يمتلكه في حياته، يسجل فيه لحظات شجونه وأحزانه وكآبته الممتدة، وبعض أفراحه المحدودة، اعتبر أيمن النصوص لحظات من الحكي والبوح الإنساني المتدفق. لذا يمكنك ببساطة أن تعتبر أيمن عبدالمعطي القابع خلف ظلام الزنزانة من الأشخاص الذين لا يملكون في الحياة سوي مبادئهم، وحبهم لوطنهم ونشرهم للأمل بين كل من يعرفوهم.
في تصريحات سابقة لـ”درب”، قالت زوجة الناشر والباحث أيمن عبد المعطي، إن “كل اللي بتمناه أنه يحصل دراسة لحالة أيمن وكل اللي في وضعه وللأسر اللي بتعاني مثلنا دون أي مبرر ويكون في حلول، أيمن محتاج يرجع لأسرته، ويتابع أبناء الثلاثة وهم بيكبروا بعيد عنه، ويرجع لأهله وأصحابه وشغله”.
وحول آثر غياب أيمن وسجنه على الأسرة، قالت زينب: “للأسف احنا بنمر فترة صعبة وقاسية جدا وكتير من ملامح حياتنا اتغيرت، مع ذلك بنحاول نفضل واقفين على رجلينا ومتمسكين بالأمل في غد أفضل لنا وللجميع”.
وأشارت زينب أن يوسف وحورية (أبناء أيمن من زوجته السابقة) مفتقدين والدهما “في تفاصيل كتير في حياتهم وأكيد محتاجين مشاركته لهم في الأحداث والتطورات اللي بيمروا بها”. وأضافت: “شمس الابنة الصغيرة للأسف متعرفش والدها إلا عن طريق صور بتشوفها لأن اعتقاله حصل بعد ميلادها بحوالي شهرين، وهو كمان اتحرم يشوفها وهي بتكبر وللأسف اصطحابها في الزيارات كان أمر في غاية الصعوبة”.
وتابعت أن “أخوات أيمن وعيلته الكبيرة كمان مفتقدينه”، لأنه كان مقربا بشكل خاص من أبناء شقيقه الراحل ياسر، والذين يعتبرهم بمثابة أولاده أيضا “وللأسف اتحرموا أنهم حتى يشوفوه لأن الزيارة في المعتقل تقتصر على أقارب الدرجة الأولى”.
يذكر أن عبد المعطي، الذي قضى حتى كتابة هذه السطور 30096 ساعة خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي، من مواليد 30 يوليو 1970 بمنطقة قايتباي بحي الجمالية، وتربي في حي شبرا الخيمة ووجوه في هذه المدينة جعله يتأثر بقضايا العمال منذ مرحلة الثانوية تقريباً، حاصل على ليسانس الإعلام من جامعة القاهرة.
وقبل أن يعمل في دار المرايا، عمل عبد المعطي في مؤسسة كتب عربية للنشر، ثم مراجع في وكالة الأنباء الإسبانية، ثم عمل منذ عام 2011 في الوحدة الإعلامية للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حتى عام 2016، ومن بداية عام 2017 عمل في دار المرايا للنشر والتوزيع.