المحامي خالد جوشن يكتب : صهاينة ليس يهود
فى مقاله المنشور فى الحوار المتمدن تحت عنوان نبذ فيسبوكية العدد 7828 فى 17 ديسمبر 2023كتب طارق حجي المفكر المعروف
أتابعُ مشكلة الفلسطينيين مع الإسرائيليين منذ صغري وكنتُ أظن أنه من الممكن إيجاد “حل” لهذه المشكلة ، ولكن مع تصاعد “اليمين الفلسطيني” و تصاعد “اليمين الإسرائيلي” ، تقازم إعتقادي بإمكانية وجود “حل” لهذه المشكلة فى المدى الزمني القصير والمتوسط..
ادهشنى الامر تماما فى هذه الجزئية
لقد ساوي المفكر الكبير طارق حجى ، بين الصهاينة المجلوبين من كل دول العالم ، من قبل دوائر الغرب وبريطانيا من خلال وعد بلفور وامريكا ، لايجاد مركز متقدم والسيطرة على موارد المنطقة من خلال انشاء دولة اسرائيل واهل البلاد الاصليين الفلسطينين ، واعتبر انه صراع بين يمين يهودى ويمين فلسطينى ، وهذا لعمرى خطأ عظيم .
ذلك ان اليهود فى بلادنا العربية وفى ظل الحضارة الاسلامية كانوا ، جزء من النسيج العظيم للمجتمع ، ولم يتعرضوا على الاطلاق لعمليات ابادة ممنهجة او كره ، بل كان منهم الوزراء وللقيادات العظام ، للخلفاء المسلمين .
وقد ذكر ذلك ويل ديورات فى كتابه العظيم قصة الحضارة ، وانصف المسلمين وقال ان اليهود لم يلاقوا على الاطلاق العسف والعنف والاضطهاد الذى لاقوه على يد الحضارة الاوربية ، لم نشهد هولوكست على يد المسلمين ضد اليهود .او قضايا يتهم فيها البشر بسبب الدين فقط ، مثل قضية الضابط دارافيوس فى فرنسا ، وغيرها من وقائع تعذيب وقتل واجبار على الهجرة فى كل انحاء اوربا ،
بل ولما نذهب بعيدا فلنراجع تاريخ اليهود فى مصر فى ذروة النهضة المصرية قبل الثورة ، وتجارتهم العظيمة وعلاقاتهم المتوطدة باركان الدولة المصرية، مثل سوارس وقطاوى وموصيرى ومنشة وشيكوريل وعدس وريفولى وباتا ، وفنانين مثل ليلى مراد ، وراقية ابراهيم ، ومنتجين كبار مثل توجو مزراحى / وكتاب مثل يعقوب صنوع وغيرهم ولم يكن اليهود على الاطلاق يمينين ولم يكونوا ، لانهم كانو يهود وليسوا صهاينة مجلوبين كما فى اسرائيل .
بل ان شخص مثل هنرى كوريل اليهودى ظل صديقا عظيما لمصر رغم العسف الذى تعرض له بعد الثورة ولجوئه الى فرنسا تقريبا
اتمنى ان يراجع مثقفينا قناعاتهم لهذه المسالة ، لترى فيها الرأى الصحيح، لانه اذا جاز للعامة الخلط بين اليهود والصهاينة ، الا انه لا يجوز لمثلنا .