المحامي أحمد فوزي ناعيا المناضل الوطني أمين إسكندر: فقدنا رمزا بارزا من أساتذة اليسار ومقاوما عندما كان للمواقف ثمن
فوزي: إسكندر: مثقف قومي احترم نفسه وتياره والمختلفين معه وآمن بالتوافق بين أطراف الحركة الوطنية.. وكان رمزا مهما لمقاومة مشروع مبارك المستبد
نعى المحامي الحقوقي أحمد فوزي، المناضل الوطني والمفكر القومي، وكيل مؤسسي حزب الكرامة والقيادي في الحركة المدنية الديمقراطية، أمين إسكندر، الذي وافته المنية صباح اليوم الاثنين 28 نوفمبر 2022، بعد صراع مع المرض.
وكتب فوزي، عبر حسابه على “فيسبوك”: “أمين إسكندر لم يكن مجرد مثقف قومى طليعى يحترم نفسه وتياره ويحترم المختلفين معه، ومؤمن بضرورة التوافق في قضايا محددة أو الحوار بين أطراف الحركة الوطنية المصرية”.
وأضاف: “أنعى مع أمين إسكندر ذكريات وأيام مجيدة، عندما كنا طلابا فى الجامعة فى أول التسعينيات، ثم شبان ناشطين فى المجال العام، مثل لنا أمين إسكندر رمزا مهما جدا لمقاومة مشروع مبارك المستبد، عندما كان الموقف له ثمن”.
وتابع: “أنا ابن التيار الماركسي، أقدر كل رموزه وأساتذتي منه، كان أمين إسكندر رحمه الله، ورفيقه حمدين صباحي ربنا يصبره، وعبدالمنعم أبو الفتوح ربنا يفك حبسه، وعصام العريان رحمه الله و غفر له مواقفه الأخيرة، هم رموز تعدت بالنسبة لنا الحلقية، بالطبع مع كل رموز جيلهم من أساتذتي في الحركة اليسارية من أصول ماركسية”.
وأوضح أن العلاقة الإنسانية بينه وبين المناضل الوطني الراحل تشكلت وقت تشكيل اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطينى، وواصل: “حينها احتفلنا كشباب مع اللجنة وقياداتها وكنا على خطأ، عندما وافق الأستاذ أمين على استقبال فاعليتنا في صاعد، وعندما أفسد الأمور طراف من التيار القومى ومن تيارنا العلاقة، جلس معى لمدة ساعة اتفقنا فيها بكل احترام وحب على كيفية إنهاء العمل المشترك بين الشباب مع الاحتفاظ بعلاقة طيبة وتنسيق مشترك”.
واستكمل: “رحم الله أمين إسكندر خالص العزاء لرفيق دربه حمدين صباحي، خالص العزاء لأسرته، خالص العزاء للتيار القومي، ولزملاء أمين ورفاقه وتلاميذه في الحركة الوطنية المصرية”.
ونعى المرشح الرئاسي السابق والقيادي في الحركة المدنية حمدين صباحي، رفيق دربه، قائلا: “في رحمة الله وضمير الوطن، شقيق الروح شريك الحلم والسعي، المناضل الوطني المفكر القومي القائد الناصري الأمين، أخي أمين إسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة”.
وأضاف: “تقبله الله بواسع رحمته في واسع جنته وجزاه خيرا، وألهمنا وأسرته الحبيبة وشركاء حلمه وسعيه وأحبابه وتلاميذه وعارفي فضله جميل الصبر”.
وولد أمين إسكندر في منتصف عام 1952 قبل أسابيع قليلة من قيام الثورة، حيث بدأ نشاطه السياسي منذ كان طالبا في الثانوية وشارك في المظاهرات وقتها عام 1968 تأييدا للمقاومة الفلسطينية.
وبعد دخوله الجامعة ساهم مع رفاقه في تأسيس أندية الفكر الناصرى، وشارك في لقاء ناصر الفكرى منذ انعقاده الأول وحتى السابع، وكان واحداً من الكوادر الناصرية الشابة التي أعدت وثيقة الزقازيق، والتي أصدرها مئة من قيادات الحركة الناصرية آنذاك وحددت موقف معارض بشكل شامل لسياسات نظام السادات في عام 1976.
كما شارك أمين إسكندر في انتفاضة الخبز عام 1977، وتعرض للاعتقال عدة مرات كان أولها عام 1978 بتهمة قلب نظام الحكم، وكان وقتها مجندا في الجيش وآخرها في 25 يناير ( ثورة يناير ) بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم .
وتولى أمين إسكندر مسئولية عدة مواقع وأعمال جبهوية، من بينها منسق حملة الدفاع عن سليمان خاطر، ومنسق الحملة الشعبية ضد التطبيع والصهيونية، كما يعد واحدا من أبرز القيادات المؤسسة لحركة “كفاية”.
على الصعيد الحزبى، ساهم أمين إسكندر في كافة مشروعات وتجارب تأسيس أحزاب ناصرية، بدءا من المنبر الاشتراكي مع كمال الدين رفعت، ثم الحزب الاشتراكي مع فريد عبد الكريم، ثم حزب التحالف مع كمال أحمد، وأخيرا الحزب الناصري بقيادة ضياء الدين داود، والذي كان أمين إسكندر أحد قياداته وتولى فيه مسئولية العمل التثقيفى والفكرى مرات عديدة، وهو نفس الموقع الذي تولاه إسكندر في حزب الكرامة، والذي شغل به موقع وكيل المؤسسين.
كما انتخب إسكندر عضوا في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي في دورته الحالية وعضو مجلس أمناء التيار الشعبي المصري، وهو من أبرز قيادات الحركة المدنية الديمقراطية.
وبالإضافة إلى جهده السياسي والحركي، فإنه صاحب جهد فكرى مميز، حيث أصدر العديد من الكتب والدراسات والأبحاث، منها (ذاكرة ورؤيا) و(في نقد تحالف كوبنهاغن)، وكذا عدد من الكتب المشتركة مثل (عبور الهزيمة) و(الحركة القومية في مائة عام)، وأخيرا صدر له : عصر القهر والفوضى، والزلزال: دراسات من داخل الأزمة العربية، ونقد التجربة الناصرية – رؤى من الداخل .