الكمامة أو الغرامة.. جهات حكومية وخاصة تفرض الارتداء الإجباري.. ودعوات لتوفيرها بأسعار مناسبة قبل فرض المخالفات
كتب – محمود هاشم
أعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، تنفيذ قرار ارتداء الكمامات بشكل إجباري في المنشآت ووسائل النقل الخاصة والعامة، والأماكن المغلفة، اعتبارا من 30 مايو الجاري، ضمن إجراءات الحكومة التعايش مع فيروس كورونا المستجد.
قرار رئيس الوزراء، في اجتماع الحكومة ظهر اليوم، سبقته إجراءات أخرى من جهات حكومية ومحلية وخاصة، فرضت ارتداء الكمامات على المتعاملين مع عدد من الخدمات، معلنة إجراءات مشددة وغرامات حال عدم الالتزام به، في سياق الحد من انتشار الفيروس، بعد الإعلان الرسمي عن آلاف الحالات حتى الآن من إصابات ووفيات.
اتحاد بنوك مصر بدوره، بدأ اليوم تطبيق قراره السابق بإلزام عملاء البنوك، والمترددين على فروعها بارتداء قناع الوجه الطبي “الكمامة” قبل دخول فروع البنوك، في قرار سبقته إليه مصلحة الضرائب وإدارة المرور وأقسام الشرطة والمحاكم، وطبقا للتعليمات لن يسمح للمواطنين الدخول إلى هذه الأماكن نهائيا من دون ارتدائها.
وتزامنت هذه القرارات مع الإعلان عن حالات إصابة واشتباه في العدوى بكورونا لدى موظفين وعاملين في هذه الجهات مؤخرا، ما استدعى إغلاق عدد منها، من بينها بنك القاهرة الذي أغلق أحد فروعه في منطقة وسط البلد، فضلا عن إغلاق مقر الشهر العقاري في الفيوم بعد اكتشاف حالة إصابة بكورونا بين عامليها.
وأمس، قاد محافظ الشرقية ممدوح غراب، حملة مفاجئة لضبط سيارات الأجرة والأتوبيسات المخالفة والسائقين والركاب غير الملتزمين بارتداء الكمامة الواقية، على طريق “بلبيس– الزقازيق”، أسفرت ضبط 17 سيارة مخالفة، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه قائديها، بسحب رخص قيادتهم وتطبيق الغرامة المالية على غير الملتزمين منهم، كما أمر بتوزيع الكمامات على سائقي وركاب السيارات المضبوطة؛ لاستكمال خط السير.
في 13 مايو، قرر محافظ الشرقية، تحصيل غرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تزيد عن 5 آلاف جنيه من أي سائق مخالف، لا يرتدى الكمامة فى مواقف المحافظة، موجها التأكيد على أصحاب السيارات بتعقيم السيارات وعدم السماح بتسييرها إلا بعد التأكد من ارتداء السائقين والركاب الكمامات.
قرار محافظ الشرقية، تزامن معه توجيه محافظ مطروح خالد شعيب، السائقين بمشروع المواقف الموحدة بالمحافظة، ومحطة أتوبيس غرب الدلتا ومحطة أتوبيس السوبر جيت، بعدم تحميل السيارات والخروج بها من المواقف إلا بارتداء الكمامات، معلنا فرض غرامة قيمتها 1000 جنيه على المخالفين، ومساءلتهم قانونيا، مع إلغاء التراخيص في حالة تكرار المخالفة.
كما أعلن محافظ الوادى الجديد محمد الزملوط، إعادة تشغيل خط سيارات الأجرة بين الداخلة والخارجة اعتباراً من أمس، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية وتخفيض عدد الركاب بنسبة 50 % في الرحلة، بعد توقف حركة النقل الجماعي بسبب ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا بمركز الداخلة، بجانب حصر سائقي سيارات الأجرة المتضررين من قرار إيقاف حركة النقل و البدء فى توزيع مساعدات عينية وغذائية عليهم.
والأمر تخطى التوجيه في جهات معينة ليتسع نطاقه في محافظات أخرى إلى أوسع مجال، ففي الأربعاء الماضي، ألزم محافظ الغربية طارق رحمي، الموظفين والمتعاملين مع الجمهور بكافة المصالح والمتاجر والبنوك والمطاعم والمولات وجميع الجهات بارتداء الكمامات والقفازات في أثناء ساعات العمل.
كما وجه المحافظ بعدم التعامل مع اأي مواطن حال عدم التزامه بارتداء الكمامات في الصالات والمحال التجارية والمحال المغلقة، لافتا إلى أن مسئولية توفير هذه الكمامات ستقع على المواطن، محذرا من عقوبات على المخالفين تتراوح بين الغرامات والإغلاق الكامل.
أما في نطاق المنشآت التعليمية، عمم رئيس جامعة أسيوط طارق الجمال، ارتداء الكمامة على جميع المتواجدين داخل الجامعة، مع اعتبار ارتدائها شرطاً إلزامياً لدخول الحرم الجامعي بداية من اليوم، مع منع أي فرد من الدخول من بوابات الجامعة الرئيسية في حال عدم التزامه بذلك .
كانت وزارة الصحة والسكان، حددت 9 قواعد عامة يجب على المواطنين اتباعها، تزامنا مع بدء تطبيق خطة التعايش مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، تمهيدا لعودة الحياة لطبيعتها، في ظل استمرار الوباء، جاء على رأسها الالتزام بارتداء الكمامات في حالة الخروج من المنزل، على أن تتولى المنشآت ووسائل النقل المختلفة الرقابة على عدم الدخول إلا لمرتديها في مرحلة الإجراءات المشددة والمتوسطة.
القرارت الصادرة دون نتبيهات مسبقة، وضعت عدد من المواطنين في مآزق كبيرة قد يتسبب بعضها في نقل العدوى ذاتها، خاصة في قطاع البنوك، حيث كشف لاعب منتخب مصر ونادي الزمالك السابق أحمد حسام ميدو، عن واقعة تبديل كمامات بين عملاء البنوك، بعد اشتراط عدم الدخول من دونها.
كما كشف آخرون عن وقائع مماثلة:
وأرجع ناشطون هذه الوقائع إلى الأعباء الاقتصادية المضافة الملقاة على عاتق المواطنين، في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها إثر تداعيات فيروس كورونا المستجد.
وشدد آخرون على ضرورة إتاحة الكمامات وأدوية الوقاية قبل الإقدام على تطبيق القرارات والغرامات، خاصة مع اختفائها من الأسواق بشكل واضح، فضلا عن ارتفاع سعر المتوافر منها.
في الوقت الذي أبدى البعض استغرابه من قيمة الغرامات الموقعة حال مخالفة قرار ارتداء الكمامة، مطالبين بمراعاة ظروف المواطنين، والتشديد على محاربة السوق السوداء التي استغلت الأزمة ورفعت الأسعار بزيادة مبالغ فيها.