القصة الكاملة لمعركة البحث عن المهنية| أيمن ندا يهاجم ملف الإعلام.. وموسى والديهي يلاحقانه بالقضايا والهجوم.. وحملة تضامن واسعة معه
كتب – أحمد سلامة
وسط مشهد إعلامي يصر البعض على وصفه بـ”الظلامي”، تراجعت فيه الكفاءات وتصدرت الصورة مظاهر عبثية ومستويات مهنية منحدرة، انبرت بعض الأقلام للدفاع عن قيّم الإعلام المهني الجاد إيمانًا بدوره في كشف الحقائق ومواجهة الفساد والتأثير الجماهيري المنشود.
معركة شرسة يخوضها أستاذ الإعلام الدكتور أيمن منصور ندا، دفاعًا عن المهنية الضائعة في “زمن أحمد موسى” حسب وصفه في أحد مقالاته التي تناولت بالنقد والتحليل أسباب تراجع الإعلام في مصر على كل المستويات.
عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، نشر دكتور أيمن منصور ندا، سلسلة مقالات تناول من خلالها الأوضاع الإعلامية على الساحة المصرية، وما تعانيه من استحواذ أشخاص بلا إمكانيات -حسب وصفه- على ميدان الإعلام.. مشيرًا إلى اهتمامهم بمن “يُسجل” وليس بمن “يستقبل”، في إشارة إلى بعض الأجهزة الرقابية.
سلسلة المقالات التي أصدرها ندا، كانت سببًا في هجوم شرس من بعض الإعلاميين على رأسهم أحمد موسى ونشأت الديهي اللذين تعرضا للدكتور أيمن منصور ندا بردود قاسية وصلت في بعضها إلى حد اتهامه بـ”الجهل” و”الكذب” و”التخلف”.. وتجاوزت ذلك إلى حد التقدم ببلاغات رسمية ضده إلى النائب العام.
لكن وفي المقابل، انطلقت حملة تضامن واسعة مع ندا سواء من أساتذة إعلام متخصصين أو كتّاب صحفيين رأوا فيما قال تعبير عن آلام مهنة هامة، أو من جمهور المتابعين الذين عبرّوا عن استيائهم من إدارة ملف الإعلام.
– عن عمرو أديب.. والخطوة المنتظرة
في 20 فبراير الماضي، بدأ الدكتور أيمن منصور ندا، سلسلة مقالاته التي حققت انتشارا واسعًا، بدأها بمقال تحت عنوان “عمرو أديب.. بين الاستمرار والاعتزال”، ألمح خلاله إلى أن أديب هو أحد الأسباب الرئيسية في تردي الحالة الإعلامية وأن جميع الإعلاميين الموجودين على الساحة خرجوا من تحت عباءته فاستنسخوا عيوبه دون مميزاته.
ندا قال في مقاله “مشكلة عمرو أديب أنه مصدر كل مميزات وعيوب برامج التوك شو في مصر.. معظم نجوم التوك شو خرجوا من تحت عباءته، ومروا من شاشته.. وأخذوا منه أسوأ ما فيه، ولم يستطيعوا تقليده في مميزاته.. وهو لذلك يتحمل وزر كل أخطاء التوك شو المصرية”.
خلال المقال طالب ندا، عمرو أديب بإحداث تحول جذري على ما يقدمه، قائلا “عمرو أديب في ورطة حقيقية في الوقت الحالي.. فلا المثقفون واليسار قد أصبحوا راضين عنه بعد تحولاته وقفزاته غير المبررة.. ولا الجمهور العادي أصبح مقتنعاً به بعد أن أصبح ذراعاً للدولة وللحكومة في وجه فئات عديدة غير راضية عن أداء الحكومة وتوجهاتها الاقتصادية.. شعبية عمرو أديب قبل 2011 كان مصدرها المثقفون والمعارضة.. وحملاته الخيرية والإنسانية.. أما الأن، فقد خسر اليسار المثقف الذي كان جمهوره الاساس في الأوربت.. وفقد اليمين المتحفظ الذي يمثل جمهوره المستهدف في أون وإم بي سي.. وهو ما يشعر به عمرو أديب نفسه.. ولذلك بدأ في الإشارة إلى فكرة (الاعتزال).. أشار إليها عندما وصل سن الخمسين (2014).. وطبقها في يونيو 2016 عندما قدم استقالته من أوربت، قبل أن يعود مرة أخرى إلى أون ومن بعدها إم بي سي.. وفي اعتقادي، أن عمرو أديب لن يجدد تعاقده مع أم بي سي، بعد انتهاء فترة الثلاث سنوات التي سنتهي خلال هذا العام”.
ويضيف “عمرو أديب حالياً في أضعف مراحله من حيث الأداء والمهنية.. وإن كان في أوج وصوله وعلو صوته.. ضعف وعدم مهنية كثير من الإعلاميين الحاليين، وإجبار عدد غير قليل من الإعلاميين المحترفين وذوي التأثير على الاعتزال أو الهجرة، سهلت من مهمة عمرو في الاحتفاظ بهذا الوصول والمشاهدية”.
ويتابع ندا “قبل فترة، كان من الممكن أن أنصح عمرو أديب بالاعتزال الفوري.. فقد حقق ما لم يحققه إعلامي آخر في مصر.. ورصيد عمر مهنياً، وإنسانياً لا يجاريه فيه إعلامي مصري آخر.. الآن مطلوب منه في مسيرته المهنية حلقة قصيرة مكيرة كحلقات يوم الجمعة فيها كثير من الحكايات في الحلويات في الاتجاه الصحيح.. اعتزال عمرو الآن، ليس في صالحه.. واستمراره بنفس الطريقة، ونفس الاتجاه يقضي على البقية الباقية منه.. مطلوب عودة تصحيحية يعقبها قرار صحيح، أثق تماماً في قدرته على اتخاذه، وأثق تماماً في قدرته على تنفيذه”.
وليس انتقاد ندا لـ أديب والملف الإعلامي ككل نتاج متابعة سطحية لكنه نتاج نظرة مُعمة واحتكاك مباشر، فقد كان ندا ضيفًا لبرنامج “الحكاية” عبر قناة “إم بي سي” في أبريل 2019، حينها تحدث الدكتور ندا عن الصورة المصرية لدى الرأي العام الأمريكي مستندًا إلى أرشيف استطلاعات الرأي بالولايات المتحدة.
خلال اللقاء، شدد ندا على أن “الصورة الذهنية هي إنتاجنا، وهي مُحصلة أفعالنا”، لافتًا إلى أن مصر تم نشر أخبارها أو الإشارة إليها حوالي 81 ألف مرة في الفترة من 2009 وحتى 2019 لكن نسبة 61% من هذه المرات كانت تحمل دلالات سلبية.. مشيرًا إلى الانطباع السائد وهو أن هناك قبضة حديدية ما تحكم الإعلام المصري وهو ما يمنعه من التعبير عن الرأي الحقيقي بشكل كبير.
ولفت أيضًا إلى أنه خلال 2019 صدر في الولايات المتحدة أكثر من 400 مقال يهاجمون خلاله مصر بسبب أوضاع حرية التعبير المتراجعة.. وربما هذا ما دفع ندا للتصدي للحديث عن سلبيات الإعلام حرصًا على تحسين الصورة الذهنية عن مصر.
الدكتور ندا أعاد نشر الحلقة عبر صفحته وعلّق عليها قائلا “لقاء لي مع الأستاذ عمرو أديب (أبريل 2019).. أوضحت فيه بعض النقاط والقناعات عن الإعلام المصري داخليا وخارجياً.. لا جديد تحت الشمس.. ولو تم استضافتي اليوم لقلت نفس الكلام”.
– بداية الأزمة في زمن أحمد موسى
لكن الانتقادات التي وجهها ندا إلى عمرو أديب، لم تكن مثار الضجة الإعلامية الكبرى، وإنما مقاله التالي الذي حمل عنوان “يا عزيزي كلنا إعلاميون.. زمن أحمد موسى”.
خلال المقال يؤكد ندا أن “أحمد موسى ليس مقصودًا بذاته في هذا التحليل.. هو مجرد مثال وحالة.. إذ ليس بينه وبين غيره من مقدمي التوك شوز فروق جوهرية وإن أصبح عنواناً لمرحلة”.
يشير ندا إلى أن “أحمد موسى نموذج بارز في الإعلام المصري، وله جمهوره (لا أعرف كيف يتم قياس حجمه وليس لدينا مراكز حقيقية لقياس ذلك؟).. واستمراريته لسنوات طويلة في تقديم برامجه، وسعة اتصالاته، وظهور معظم الوزراء والمسئولين في برنامجه، واعتباره يمثل وجهة النظر الرسمية للدولة (في ضوء الغياب التام والتغييب الكامل لماسبيرو).. واستقباله في بعض مؤسسات الدولة استقبال كبار المسئولين VIP.. كل ذلك يجعله اسماً دالاً على الإعلام المصري حالياً، ويجعله موضعاً للتحليل والتقييم.. ويجعل من المناسب أن نقول إنه إعلام زمن أحمد موسى!.. وللمشاهد مطلق الحرية في الانحياز لنموذج أحمد موسى أو في الانصراف عنه.. تماما مثلما له الحق في الانحياز لهاني شاكر أو الاعجاب بحمو بيكا .. فلا وصاية على الأذواق، ولولا اختلافها لبارت السلع!”.
ويرى ندا أن “جوهر المشكلة الإعلامية في زمن أحمد موسى هو أن الاهتمام الأكبر لدى الإعلاميين يكون بمن (يسجل) وليس بمن (يستقبل).. عين كل مذيع على الأجهزة المسئولة التي تراقبه وتسجل له، وليس على المشاهدين الذين يشاهدونه أو يتابعون ما يقدم.. ليذهب المشاهد إلى الجحيم .. فليس في يده (تصعيد) أو (تهميش) أي إعلامي.. اختيارات المشاهدين وتفضيلاتهم ليست معيار البقاء.. وإلا قل لي من سمح ببقاء نماذج كثيرة من الإعلاميين رغم نفور الجمهور منها فيما يشبه الفرض والإجبار؟!”.
ويضيف “(تدوير النخبة الإعلامية) وإعادة توظيفها واستخدامها يعتبر بعدًا آخر من أبعاد المشكلة.. عدد محدود من الإعلاميين يتصدرون الشاشات، ويتم (تدويرهم) ونقلهم من قناة إلى أخرى.. فإذا فشل أحدهم في قناة تم إرساله في (بعثة) إلى قناة أخرى.. وإذا فشل فيها، يأخذ فرصةً في مكان آخر.. (الأسامي هي هي .. والقلوب اتغيرت).. المناصب الإعلامية والبرامج هي مكافآت وليست استحقاقات.. هي تعبير عن رضا أكثر منها مؤشر للجدارة .. في الوقت الذي يجلس فيه الإعلاميون المحترفون (تحت ظل الزيزفون)، يستمتعون (بالتشميس الجبري)، ويتجرعون مرارة الإقصاء والاستبعاد.. ولذلك تخيب النتائج .. ولا عجب”.
ويستكمل “في زمن أحمد موسى.. لا يوجد مذيع يستطيع أن يقول سطراً واحداً خارج المسموح به.. يستوى من يعمل في قنوات الدولة أو في القنوات الخاصة.. الرسائل الجماعية والتلقينات تتم على مدار اليوم، وهي البوصلة التي تحدد التوجه للجميع.. وللمذيع أن يختلف في طريقة الإلقاء أو التقديم، ولكنه غير مسموح له التغيير في النص أو الخروج عنه.. للمذيع أن يخطيء في أي شيء.. غير أن يخطيء في شيء متعلق بالرسائل.. الخطأ الأول هو عادة الخطأ الأخير.. والتجارب تؤكد ذلك، و(القطنة ما بتكدبش)”.. ويسترسل “في زمن أحمد موسى، المسافات النفسية بين الإعلاميين والجمهور تتسع، والتباعد الاجتماعي بينهم يزداد.. ودرجات الثقة ليست على النحو المطلوب.. والمصداقية هي (الفريضة الغائبة)، والثقة هي الضحية رقم واحد”..
لذلك يشير ندا إلى أن “الشماتة المجتمعية التي تكررت مؤخرًا في مصائب الفنانين والإعلاميين لا تعبر عن سوء خلق قدر تعبيرها عن تصرفات غير مسئولة ومتكررة من بعض الفنانين والإعلاميين أدت إلى احتقان مجتمعي”.
ويختتم ندا مقاله قائلا “في زمن أحمد موسى، يقدم مذيعو التوك شوز منتجات منتهية الصلاحية تسبب التلبك الفكري والتسمم الثقافي.. والغريب أنهم كلهم يتباكون على حال الإعلام وعلى ما آل إليه.. ولسان حال المجتمع يردد مقولة (مالك بن دينار) للحاضرين الذين سرقوا مصحفه ثم أتوا إليه باكين ولاعنين من سرقه (كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟) كل الإعلاميين يتباكون على تردي حالة الاعلام.. فمن السبب فيها؟”.
المقال أثار ضجة كبرى، فعبر برنامجه “على مسئوليتي” خرج الإعلامي أحمد موسى يتهم الدكتور أيمن منصور ندا بـ”التنمر”، مشيرًا إلى أنه تقدم ببلاغ للنائب العام وأقام جنحة مباشرة ضد ندا.. مضيفا أن “أيمن ندا يعمل أستاذا في جامعة القاهرة، ويبدو أن رئيس جامعة القاهرة ميعرفش حاجة عن اللي قاله لأنه لو ميعرفش تبقى مصيبة ولو يعرف ومتحركش تبقى مصيبتين”.
في أعقاب ما قاله أحمد موسى، تحركت جامعة القاهرة وفتحت التحقيق مع أيمن منصور ندا، لكنها عادت بعد ذلك ونفت أن يكون للتحقيق الجاري علاقة بالانتقادات التي وجهها لإدارة الملف الإعلامي.. فعبر الصفحة الرسمية للجامعة ذكر بيان أن “استدعاء الدكتور أيمن منصور للتحقيق بكلية الحقوق جامعة القاهرة هو بخصوص النظر في الشكوى المقدمة من الدكتور بركات عبد العزيز أستاذ الإذاعة والتليفزيون ووكيل الكلية الأسبق بخصوص تعدي الدكتور أيمن منصور عليه في اجتماع لجنة الدراسات العليا (منذ عدة أشهر)، وأن الاستدعاء يأتي في إطار الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الأحوال وذلك وفقاً للوائح والقوانين المنظمة لهذا الأمر”.
كما حددت محكمة جنح الهرم جلسة 26 مايو المقبل، لنظر أولى جلسات دعوى اتهام الإعلامى أحمد موسى للدكتور أيمن ندا بالسب والقذف.
أما الإعلامي نشأت الديهي فقد تعرض للدكتور ندا قائلا “أحد هؤلاء المتخلفين اللي المفروض بيعلم الناس يعني ايه اعلام، واحد تافه، مهنية إيه يا أبو مهنية، هات لي المهنية كدا من البي بي سي، ولا هات لي المهنية من السي إن إن، إحنا يا حبيبي في حالة حرب، إحنا إعلام حرب”.
التعديات المتكررة دفعت ندا إلى التعليق عبر صفحته قائلا (الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.. هل تتابع ما يقوم به الأستاذان أحمد موسى ونشأت الديهي من خرق لكل قواعد وأخلاقيات الإعلام فيما يتعلق بالعبد لله؟ هل تستطيع اتخاذ قرار بشأن هذه الانتهاكات؟ أم أنه لم تصل إليك تعليمات حتى الآن؟ هل يمكنك استعجال هذه التعليمات حتى يتضح لنا الأمر؟.. اعتذر عن خدشي “لاستقلالية” المجلس الموقر، وعن تحرشي بوطنيتكم الفائقة.. وعن تحميلك ما لا تطيق، وعن طلبي أشياء تقع خارج نطاق صلاحياتك”المحدودة” و”المحددة”.. وسامحني في إعادة تكرار السؤال وتصميمي على الحصول على إجابة بشأنه: أنتي جاي اشتغلي إيه؟.. استقل يرحمك الله!.. بيننا القضاء.. والمعركة في بدايتها … فستذكرون ما أقول لكم.. وأفوض أمري إلى الله).
– ثمن الكلمة.. حملة تضامن واسعة
توالى هجوم أيمن منصور ندا على ملف الإعلام المتراجع، وتتالى الهجوم عليه بطبيعة الحال، وهو ما دفع إلى انطلاق حملة تضامن واسعة معه تزعمها أساتذة إعلام وكتّاب وصحفيون، وانتظم فيها مواطنون ساءهم ما وصل إليه الإعلام من تردي حسب وصفهم.
الكاتب الصحفي أنور الهواري كتب يقول “الأستاذ القدير دكتور أيمن منصور ندا، هو مفخرة علمية وأخلاقية لجامعات مصر،
وإحالته للتحقيق عن مقالاته حول الإعلام، هي إهانة كبيرة لجامعة القاهرة، كما أنها رسالة إذلال وقمع وقهر رديئة ورخيصة،
لكل أساتذة مصر وعلمائها المحترمين”.. مضيفًا “أرجو من أهل العقل في الدولة؛ أن يعيدوا وضع الأمور في نصابها، قبل أن تنفلت الأمور من عقالها”.
أما الأستاذ الدكتور هيثم الفيل فكتب “الحقيقه ما يتعرض له أ.د. أيمن منصور من حملة من التشويه والتجريح شئ محزن.. عبر الدكتور أيمن عن رأيه في الإعلام الذي يُدرّسه والذي تعلمه وعلمه من منطلق تخصصه وللكثير منا من المتخصصين أو من العاملين في هذه المهنة والمحبين لها لنا آراء تختلف أو تتفق لكنها في النهايه قابله للنقاش”.
وأضاف “كنت أتمنى أن تثار قضية مثل هذه على شاشة التلفاز في مناظرة علميه بين مدافع و مهاجم يخرج منها المشاهد وصناع القرار بالفائدة التي تعود على الوطن فكلنا بشر و لسنا معصومين من اتخاذ قرارات خاطئة.. قد يكون في لحظه من اللحظات لابد من السيطره على المشهد حفاظا على مقدرات الوطن، وتدريجيا يتم فتح المجال ليتسع للجميع بدلا من أن تهدر طاقات إبداعية هنا وهناك وكلنا يعلم أن هناك من الطاقات الإبداعية وهم كثر أبُعِدوا عن المشهد الاعلامي وأعي جيدا حدوث ذلك عن دون قصد و لكن هذا لا يعني أنه لم يحدث و الامثله كثيرة”.
الدكتور محمد جرامون كتب يقول “أيمن منصور أستاذ دكتور في كلية الإعلام.. عمله هو تدريس أصول و نظريات الإعلام و الصحافة و النقد الإعلامي.. ومقالاته تحليلية ذات طابع ساخر ولا تخرج عن الإطار المهني بل هي تشريح دقيق لتفاصيل أداء الإعلامي و منتجه الذي يقدمه”.
وتابع “أحمد موسى مذيع قطاع خاص أو استثماري وغالبية المشاهدين قادرون على تقييم هذا المذيع وليس فقط الدكتور أيمن، أحمد أنتهك كل القيم الإعلامية و المواثيق و المبادئ الإعلامية وسقط مرات عدة في أخطاء جوهرية لا يسقط فيها طالب نجح بفهمه و جده و مذاكرته في كلية إعلام! و ذلك مع الكثير و ليس فقط مع أيمن منصور نفسه الذي وصفه بالمتنمر بينما كانت ردود أحمد موسى عليه أقل ما توصف به هي فقدان الأدب وانتهاك القانون”.
وتابع “ولأننا في مصر، فالمحترم ( يأخذ على قفاه ) و الذي لا يتعدى القانون ( بيتبهدل ) و الذي يحترم القانون ( بيتعاقب بيه ) و الذي ( يمشي جنب الحيط.. بيلبسوه في الحيط ) فقد حددت محكمة جنح الهرم جلسة 26 مايو المقبل، لنظر أولى جلسات دعوى اتهام الإعلامى أحمد موسى للدكتور أيمن ندا بالسب والقذف. حيث تقدم أحمد موسى بجنحة مباشرة ضد الدكتور أيمن منصور ندا يتهمه بالسب والقذف وتوجيه ألفاظ وعبارات جارحة له”.
وأردف “الإعلامي الآخر الذي تعرض للنقد من د. أيمن كان نشأت الديهي.. و نشأت تقريبا مش بتاع قانون أو مش معتقد فيه زي الاستاذ الإعلامي المفوه أحمد بك موسى.. نشأت قرر ياخد حقه بالدراع فوصف د. أيمن بالمتخلف و التافه و المزور و المتحرش و بياع رسائل الماجستير و الدكتوراه”.
واختتم قائلا “كل هذا و المجلس الأعلى للإعلام لا يرى غضاضة أو مشكلة فيما فعله كل من أحمد و نشأت .. و بلاغ د. أيمن للنائب العام حول ما يجري في الإعلام تقريبا لم يصل خلال الثلاثين يوما الماضية و حتى اليوم .. أما جامعة القاهرة .. فيبدو أن مصير د. أيمن بات “معلوما” لي”.
من جانبه قال الدكتور حسن هويدي “أقول ذلك وأمري إلى الله: إلى الأستاذ أحمد موسى المحترم، والأستاذ نشأت الديهي المحترم، تحية لكم.. أحدكم وصف الذين يقولون أن الأستاذ الدكتور أيمن منصور ندا عالم “بالجهلاء” إن كان الأمر كذلك فأنا يشرفني أن أكون من هؤلاء الجهلاء”.
وتابع “وماذا تقولون عن من يتفوهون على الشاشة التي تدخل كل بيت ويراها النساء والأطفال والشيوخ والشباب بألفاظ مثل خنزير…تافه…كذاب…حقير…وقاموس لاينتهي من الألفاظ التي يعف اللسان عن ذكرها…استحلفكم بالله هل تعتبرون أن هذا إعلام يليق بدولة كبيرة مثل مصر.. أليس هذا يوقع صاحب تلك الألفاظ تحت طائلة القانون.. وهل من الممكن أن يحقق المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مع من يتفوه بتلك الألفاظ”.
واستكمل “حفظ الله ماسبيرو وأبناءه الذين تعلموا صحيح الإعلام ولأن ماسبيرو يقدم إعلام محترم حسب ما تعلم إعلاميوه على يد أساتذة وعلماء أفاضل ولأن الزمن الذي نحن فيه غير زمنه لابد من اغتياله”.. مختتما “أما الأستاذ الدكتور أيمن منصور ندا العالم فعلا والكبير مقاما والذي أتعلم منه وانا الكبير سنا أقول له إن الله مع الصابرين.. والله من وراء القصد”
الأستاذ نصر القفاص انضم أيضًا إلى المدافعين عن أيمن منصور ندا والإعلام المهني بشكل عام، وفي رسالة وجهها إليه كتب القفاص “إلى الدكتور.. أيمن منصور ندا، تشرفت بمعرفتك قارئا.. ولقد شرفت كلية الإعلام وجامعة القاهرة, بعلمك وشجاعتك فى قول الحق مجاهرا.. ثم أصابنى ذهول مما تعرضت له, ثمنا لحقك فى أن تقول كلمتك!”.
وتابع “أعلم أن (الكلمة) ثمنها فادح فى كل (زمن أغبر).. عبر عن ذلك عبد الرحمن الشرقاوي حين شرح معنى وقيمة وخطورة (الكلمة)!.. جسد أحمد عبد المعطي حجازي ذلك في إحدى قصائده, وكان عنوانها (دفاع عن الكلمة) وصدرها بإهدائه الشهير (إلى من ماتت كلماتهم.. لأن ضمائرهم قد ماتت)”.
واستكمل “دفع القاضي وعالم الأزهر الشيخ على عبد الرازق ثمن الكلمة فادحا حين اجتهد وقدم كتابه (الإسلام وأصول الحكم).. وبعد سنوات استرد اعتباره باختياره وزيرا للأوقاف فى وزارة محمود فهمى النقراشي الثانية.. ثم قدم استقالته طائعا مختارا, عندما رفض أن يكون مدلسا ومشاركا في جريمة سرقة أموال الأوقاف من جانب (الولد الذى حكم مصر) الذي يبكي عليه (خدم الملكية والاستعمار) وكانت التضحية بالمنصب الوزاري ثمنا (للكلمة)”.
واسترسل القفاص “الذين يقرأون ويفهمون هم الذين يهمونني.. وعندما قررت أن أكتب إليك، قصدت أن تكون (كلمتي) لهم معك.. ربما لأنك خرجت علينا بعلمك وشجاعتك في قول الحق, لحظة أن راهن الجهلة والسفهاء على صمت شعب عظيم.. فهذا شعب يجيد الصمت, وجوده.. ومبدع حين يتكلم بجبروت حاسم وقاطع.. فالشعب الذي صمت عشرات السنين طوال حكم حسنى مبارك, لحظة أن قرر قول كلمته.. هدم أعمدة نظامه, وتعرض للخديعة فترك فلول نظامه! وهو الشعب نفسه الذي استمر صمته على (عصابة الإخوان) عشرات السنين.. وحين قرر أن يقول (كلمته) نسف أخطر تنظيم سياسى وعقائدي على وجه الكرة الأرضية خلال أيام”!.
وقال “أكتب إليك يا دكتور أيمن لأقول لك أنك بكلمة نجحت فى أن تجعل (قصار القامة) يقدمون فقرات مطولة من فن راحت أيامه كان يقدمه (الأراجوز) ليفجر ضحكات الناس.. وكانت (كلمتك) سببا فى أن نتذكر (الخواجة بيجو وأبو لمعة) بما كانا يفعلان ويقدمان لكى نفهم الفرق بين (الفشر) و(الكذب).. فالذين (يفشرون) يفجرون الضحكات.. أما (الكذابين) فيفرضون علينا البكاء.. وإذا جمع أحدهم أو بعضهم بين (الفشر) و(الكذب) فهذا يستحق الرثاء!”.
واختتم “اعلم أن الأغلبية الواعية والفاهمة لأهمية وخطورة الإعلام يؤمنون بأن ما قلته كان صدقا.. وأن (كلمتك) هزت الذين باعوا الغالى بالرخيص! وتلك تجارتهم ولا تعنينا.. أما أن تكون تلك التجارة نتيجتها تدمير ماض عظيم, وفرض واقع رخيص.. فذلك يجعل أشجعنا ينتفض خوفا على المستقبل.. وقد كنت بحق أشجعنا.. ولعلك تعرضت لأقل مما تعرض له “وزير دولة” سبوه وأهانوه و”شرشحوه” وقت جلوسه على مقعد الوزير.. واختار أن يصمت لأنه لا يملك علمك وقدراتك واحترامك لبلدك وتاريخك”.
الناقدة والأديبة أمنية طلعت، نشرت مقطع فيديو عبر صفحتها تعرضت فيه لحملة التشويه التي طالت الدكتور أيمن ندا، “ما يحدث في الإعلام المصري يتم تلخيصه الآن فيما يحدث مع الدكتور أيمن منصور ندا”.
واستعرضت طلعت التاريخ الأكاديمي المشرف للدكتور ندا، لافتة إلى أنه كان من أوائل الثانوية العامة ثم من أوائل كلية الإعلام حتى عُين معيدًا بها ثم سافر إلى الخارج لدراسة “السياسة والاقتصاد”، فهو حامل للدكتوراة في الإعلام والسياسة والاقتصاد، وبالتالي فهو -حسب وصفها- أستاذًا كرس نفسه للعلم.
وتساءلت أمنية طلعت “إذا كان كبار المسئولين يتبرأون من الإعلام الحالي، فمين اللي مشغلهم، مين المسئول عن وجودهم.. مين اللي مخلينا إحنا قاعدين في البيوت.. فاض وطفح الكيل”.