الفقي: الزعم أن الإعلام العربي حر مجافي للحقيقة.. ومستقبله مرهون بالحرية والديمقراطية والإقلال من المحظور
رئيس مكتبة الإسكندرية في مقال بالإندبندنت عربية: الرسالة الإعلامية تحت رقابة شديدة.. والأنظمة تبرر أخطاءها بالاحتماء بشعارات قومية أو أفكار وطنية
كتب- عبد الرحمن بدر
قال الدكتور مصطفى الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية، الكاتب والمفكر السياسي، إن مستقبل الإعلام العربي مرهون بالدرجة الأولى بالتنامي في قضية الديمقراطية واتساع مساحة الحريات والإقلال من حجم المحظور وفتح الأبواب والنوافذ أمام الهواء الطلق الذي يأتي بنسائم العصر ويفتح الطريق أمام الأجيال الجديدة، ويجعل المعلومة صحيحة حقا لكل مواطن، ويجعل من حرية الرأي واحدة من المبادئ الأساسية في الحياة العربية المقبلة.
وأضاف في مقال لـ(اندبندنت) النسخة العربية، اليوم الاثنين: “لعلنا لا نختلف كثيرا إذا قلنا إن الإعلام العربي قد اعتمد بدرجة كبيرة على الشعارات الصاخبة والعبارات الرنانة حتى اختلط الإعلام بالإعلان وأصبحت الأنظمة تروج لسياساتها وتبرر أخطاءها من خلال الاحتماء بشعارات قومية أو أفكار وطنية، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه لتبني مواقف عكسية عند اللزوم”.
وتابع الفقي: “لقد حسمت وسائل التواصل الاجتماعي الأمر تماما إذ أصبح بمقدور الإنسان الفرد أن يطرح رأيه على كل من يقرأ رسالته المفتوحة ولا توجد قدرة للمنع إلا بإجراءات فنية معقدة، ومن هنا فإننا نقول إن أدوات التواصل الاجتماعي أصبحت تمثل قفزة هائلة في إطار الإعلام الرسمي والخاص على حد سواء”.
وقال الفقي إنه “لم يعد الإعلام الموجه هو صاحب السيطرة كما كان الأمر منذ عدة عقود، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية وكأن وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت رقيبا على المادة الإعلامية بشكل يؤثر تماما في الإعلام الموجه في أي دولة”.