الفارس يترجل.. التحالف الشعبي ينعى وكيل مؤسسيه ورئيسه الأول عبد الغفار شكر: نُعاهد القائد المفكر والمُعلم أن نكمل الطريق الذي بدأناه معًا
الحزب: رحيله خسارة فادحة للحركة الوطنية الديمقراطية التي حفلت بمشاركات وإسهاماته على مدى عقود متواصلة
التحالف: نتحمل تركة ثقيلة تضع علينا الكثير من الأعباء للحفاظ على الحزب الذي أسسه وشارك في مسيرته بعد أن تخلي بإرادته عن رئاسته
كتب: عبد الرحمن بدر
نعى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، عبد الغفار شكر، المفكر اليساري الكبير ووكيل مؤسسي حزب التحالف وأول رئيس للحزب ومستشاره السياسي، مؤكدًا أن الفارس النبيل ترجل عن صهوة جواده.
وقال الحزب في بيان له، إن رحيل الأستاذ عبد الغفار شكر وهو يعمل معنا على الإعداد للمؤتمر العام الثالث للحزب ومراجعة وثائق المؤتمر لهو خسارة كبيرة ليس لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي ولا لليسار المصري فقط، لكنه خسارة فادحة لكل الحركة الوطنية الديمقراطية التي حفلت بمشاركات وإسهامات الأستاذ على مدى عقود متواصلة.
وتابع: نعتبر أننا نتحمل تركة ثقيلة تضع علينا الكثير من الأعباء للحفاظ على الحزب الذي أسسه عبد الغفار شكر وشارك في مسيرته بعد أن تخلي بإرادته عن رئاسة الحزب.
وأضاف البيان: “إننا إذا ننعى القائد المفكر والمُعلم إلى مثواه، نعاهده أن نكمل الطريق الذي بدأناه معاً ونواصل المسيرة نحو مصر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”.
وقال الحزب إن شكر علم من أعلام اليسار المصري والقوي الاشتراكية، بدأ حياته السياسية مبكرا في عامة السابع عشر، حيث التحق بهيئة التحرير في عام 1953 ثم بالاتحاد القومي عام 1958 ثم الاتحاد الاشتراكي عام 1963 وفي العام 1964 أصبح امينا للتثقيف في منظمة الشباب الاشتراكي وأشرف على تثقيف الآلاف من أعضاء المنظمة الذين أصبح بعضهم من رموز الحركة السياسية المصرية، كما شارك في تأسيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي وتولي أمانة التثقيف بالحزب وعضوية الأمانة العامة حتى عام 2011. ثم وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وانتخب من المؤتمر العام الأول كرئيس للحزب، ووضع أساس لعدم تولي المناصب القيادية لأكثر من دورتين حيث تخلي عن رئاسة الحزب بعد دورة واحدة، ليعطي الفرصة لأجيال الشباب لتولي المسؤولية مع استمراره في مهام التثقيف والتوجيه للحزب كمستشار سياسي.
وتابع الحزب أنه كان يعمل على مدي الأسابيع الأخيرة قبل رحيله في التجهيز للمؤتمر العام الثالث لحزب التحالف، كما شغل عبد الغفار شكر عدة مناصب أبرزها نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان.
وأضاف البيان أن شكر أهتم بتوثيق تاريخ اليسار المصري من خلال مركز البحوث العربية والإفريقية، وترأس العديد من المؤتمرات وورش العمل التي تبحث في تاريخ وخبرات اليسار المصري وجذور أزمته، وكان عضوا في لجنة توثيق تاريخ الحركة الشيوعية، كما أشرف وراجع العديد من الكتابات وأخرها الإصدارات الأخيرة عن جيل السبعينات وتأثيره في الحركة الوطنية الديمقراطية.
ولفت البيان إلى أن شكر قدم الأستاذ للمكتبة العربية العديد من الإصدارات الهامة منها: الطليعة العربية التنظيم القومي السري لجمال عبد الناصر 1965-1986، منظمة الشباب الاشتراكي تجربة مصرية في إعداد القيادات 1963-1976، تحديات المشروع الصهيوني والمواجهة العربية، الجمعيات التعاونية كمنظمات شعبية تنموية، العرب بين السلطوية والديمقراطية، الدور التنموي والتربوي للجمعيات الأهلية، حوارات اليسار المصري من أجل نهوض جديد، اليسار العربي وقضايا المستقبل، وغيرها من الكتب والدراسات والمقالات التي ستظل بيننا علما في المعرفة والتثقيف السياسي.
واختتم الحزب: “لقد رحل عنا الأستاذ بجسده فقط لكن كتبه ومقالاته وإسهاماته وأفكاره وتوجيهاته ستظل باقية لتكون مرشداً لنا وللأجيال القادمة، ويتقدم الحزب إلى أسرة الأستاذ عبدالغفار وتلاميذه وكل محبيه بخالص العزاء داعين له بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدم لمصر”.
يذكر أنه غيب الموت، الأحد، السياسي والقيادي اليساري الكبير عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، عن عمر يناهز ٨٥ عاما.
وقال شقيقه القيادي اليساري طلال شكر، في صفحته على (فيس بوك)، الأحد: “توفي إلى رحمة الله تعالى أبي وشقيقي وصديقي الأستاذ عبد الغفار شكر بعد أن أنجز حلمه تجاه جيل السبعينيات اللهم اغفر له وارحمه برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين وأسكنه فسيح جناتك وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة يا رب العالمين، وسوف يتم دفن الجثمان بقرية تيرة مركز نبروه دقهلية بعد صلاة العصر وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
وقالت الزميلة الصحفية أمنية طلال شكر: “أبويا الثاني مشي وسابنا وراح عند اللي خلقه عمي عبد الغفار شكر في ذمة الله ادعوا له بالرحمة”.
يذكر أن شكر شغل عدة مناصب من بينها نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي السابق، أمين التثقيف في التنظيم الشبابي الاشتراكي السابق، وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي سابقا.